مقدمة
شيلا هيلينا إليزابيث كيتزينغر (بالإنجليزية: Sheila Helena Elizabeth Kitzinger) الحائزة على وسام الإمبراطورية البريطانية (29 مارس 1929 – 11 أبريل 2015) كانت ناشطة بريطانية في مجال الولادة الطبيعية ومؤلفة عن الحمل والولادة. كتبت العديد من الكتب التي أثرت في طريقة فهم النساء للولادة وتجربتهن لها. كانت كيتزينغر مدافعة قوية عن حقوق المرأة في اختيار طريقة ولادتها، ودعت إلى توفير بيئة داعمة ومريحة للنساء أثناء الولادة.
حياتها المبكرة وتعليمها
ولدت شيلا كيتزينغر في تشيلسي، لندن، ونشأت في عائلة تقدّر التعليم والمعرفة. تلقت تعليمًا جيدًا، والتحقت بكلية سومرفيل في جامعة أكسفورد، حيث درست علم الاجتماع والأنثروبولوجيا. أثرت دراستها في علم الإنسان في فهمها العميق للثقافات المختلفة وممارساتها المتعلقة بالحمل والولادة. بعد تخرجها، واصلت كيتزينغر دراساتها العليا، وركزت على علم الاجتماع الطبي وعلم الإنسان الطبي.
نشاطها في مجال الولادة الطبيعية
بدأت شيلا كيتزينغر نشاطها في مجال الولادة الطبيعية في الخمسينيات من القرن الماضي، في وقت كانت فيه الولادة في المستشفيات تخضع لإجراءات روتينية وتدخلات طبية متزايدة. شعرت كيتزينغر بالقلق إزاء تهميش دور المرأة في عملية الولادة، ودعت إلى عودة الولادة إلى وضعها الطبيعي، مع التركيز على قوة المرأة وقدرتها على ولادة طفلها دون تدخلات غير ضرورية.
أفكارها الرئيسية في مجال الولادة الطبيعية:
- المرأة في مركز الولادة: كانت كيتزينغر تؤمن بأن المرأة يجب أن تكون في مركز عملية الولادة، وأن يتم احترام خياراتها وتفضيلاتها.
- الولادة تجربة طبيعية: كانت ترى أن الولادة عملية طبيعية وصحية، وليست مرضًا يجب علاجه.
- أهمية الدعم العاطفي والجسدي: أكدت على أهمية وجود دعم عاطفي وجسدي قوي للمرأة أثناء الولادة، سواء من الزوج أو الشريك، أو من القابلات المدربات.
- التثقيف حول الولادة: شددت على أهمية تثقيف النساء حول عملية الولادة، وخياراتهن المتاحة، وحقوقهن.
مؤلفاتها
ألّفت شيلا كيتزينغر العديد من الكتب التي لاقت رواجًا واسعًا وتُرجمت إلى لغات عديدة. ساهمت كتبها في تغيير طريقة تفكير الناس في الولادة، وشجعت النساء على تولي مسؤولية تجربة الولادة الخاصة بهن.
من أبرز مؤلفاتها:
- “تجربة الولادة” (The Experience of Childbirth): يعتبر هذا الكتاب من أهم كتبها، ويستكشف الجوانب العاطفية والجسدية للولادة، ويقدم نصائح عملية للنساء الحوامل.
- “الولادة بعد الولادة القيصرية” (Birth After Cesarean): يقدم هذا الكتاب معلومات شاملة للنساء اللاتي يفكرن في الولادة المهبلية بعد الولادة القيصرية (VBAC).
- “النساء كصانعات ولادة” (Women as Mothers): يتناول هذا الكتاب تجربة الأمومة من وجهة نظر نسوية، ويستكشف التحديات والفوائد التي تواجهها الأمهات.
- “كتاب شيلا كيتزينغر الكامل عن الحمل والولادة” (Sheila Kitzinger’s Complete Book of Pregnancy and Childbirth): دليل شامل للحمل والولادة، يغطي جميع جوانب هذه الفترة من حياة المرأة.
تأثيرها وإرثها
كان لشيلا كيتزينغر تأثير كبير على حركة الولادة الطبيعية في جميع أنحاء العالم. ساهمت كتاباتها ومحاضراتها في زيادة الوعي بأهمية الولادة الطبيعية، وشجعت النساء على المطالبة بحقوقهن في الحصول على رعاية ولادة محترمة وداعمة. ألهمت كيتزينغر العديد من القابلات والمهنيين الصحيين لتبني فلسفة الولادة الطبيعية، وتوفير رعاية تركز على احتياجات المرأة.
تكريمها:
- حصلت شيلا كيتزينغر على وسام الإمبراطورية البريطانية (MBE) تقديرًا لخدماتها في مجال صحة المرأة.
- أُطلق عليها لقب “أم الولادة الطبيعية”.
- لا تزال كتبها ومقالاتها تلهم وتثقف النساء حول العالم.
انتقادات
على الرغم من تأثيرها الكبير، تعرضت شيلا كيتزينغر لبعض الانتقادات. اتهمها البعض بالمبالغة في تبسيط عملية الولادة، وتجاهل الحالات التي تتطلب تدخلًا طبيًا. كما انتقدها البعض لتركيزها على الولادة الطبيعية، وتهميش خيارات النساء اللاتي يخترن الولادة القيصرية أو طرقًا أخرى للولادة. ومع ذلك، يظل إرث كيتزينغر قويًا، ولا يزال عملها يلهم النساء للدفاع عن حقوقهن في الحصول على رعاية ولادة مناسبة.
حياتها الشخصية
تزوجت شيلا كيتزينغر من أوفري كيتزينغر، وأنجبا خمسة أطفال. عاشت في أكسفوردشاير، إنجلترا، حيث واصلت الكتابة والتدريس وإلقاء المحاضرات حتى وفاتها في عام 2015 عن عمر يناهز 86 عامًا.
خاتمة
كانت شيلا كيتزينغر رائدة في مجال الولادة الطبيعية، ومدافعة قوية عن حقوق المرأة في اختيار طريقة ولادتها. ساهمت كتاباتها ومحاضراتها في تغيير طريقة تفكير الناس في الولادة، وشجعت النساء على تولي مسؤولية تجربة الولادة الخاصة بهن. على الرغم من بعض الانتقادات، يظل إرث كيتزينغر قويًا، ولا يزال عملها يلهم النساء للدفاع عن حقوقهن في الحصول على رعاية ولادة مناسبة ومحترمة. لقد تركت بصمة واضحة على مجال صحة المرأة، وسيظل إسهامها في هذا المجال حيًا للأجيال القادمة.