مقدمة
شاه محمود حنيفي هو أستاذ مشارك في التاريخ في جامعة جيمس ماديسون في هاريسونبرغ، فيرجينيا. وهو متخصص في تاريخ أفغانستان الحديث، والتاريخ الإسلامي الحديث، والإمبراطوريات العالمية، ودراسات التنمية.
النشأة والتعليم
حصل شاه محمود حنيفي على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة كاليفورنيا، بيركلي، في عام 1992. ثم حصل على درجة الماجستير في دراسات الشرق الأدنى من جامعة أريزونا في عام 1996. وأخيرًا، حصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة ميشيغان في عام 2006.
المسيرة المهنية
قبل انضمامه إلى جامعة جيمس ماديسون، عمل حنيفي كأستاذ مساعد في التاريخ في جامعة كابول في أفغانستان من عام 2006 إلى عام 2008. كما عمل أيضًا كباحث زائر في معهد الدراسات المتقدمة في برينستون، نيو جيرسي، في عام 2012.
في جامعة جيمس ماديسون، يقوم حنيفي بتدريس مجموعة متنوعة من الدورات الدراسية في التاريخ، بما في ذلك تاريخ أفغانستان، والتاريخ الإسلامي الحديث، والتاريخ العالمي. كما أنه يشرف على أبحاث الطلاب الجامعيين والخريجين.
الأبحاث والمنشورات
تتركز أبحاث حنيفي على تاريخ أفغانستان الحديث، مع التركيز بشكل خاص على التنمية الحضرية والتحديث السياسي في القرنين التاسع عشر والعشرين. وقد نشر العديد من المقالات والفصول في الكتب حول هذا الموضوع.
تشمل بعض منشوراته البارزة:
- “إعادة بناء كابول: التجارة والتنمية والدولة في أفغانستان، 1870-1929” (Reconstructing Kabul: Commerce, Development and the State in Afghanistan, 1870-1929). نُشر في عام 2010 من قبل Palgrave Macmillan.
- “المدينة ككتاب: إعادة قراءة تاريخ كابول من خلال نصوصها المعمارية” (The City as a Book: Re-reading Kabul’s History through its Architectural Texts). نُشر في مجلة “دراسات آسيوية معاصرة” (Contemporary Asian Studies) في عام 2008.
- “الأراضي الحضرية المتنازع عليها: المصادرة الحضرية والتخطيط الحضري في كابول، 1919-1929” (Contested Urban Terrains: Municipal Expropriation and Urban Planning in Kabul, 1919-1929). نُشر في مجلة “دراسات الشرق الأوسط” (Middle Eastern Studies) في عام 2006.
يركز كتابه “إعادة بناء كابول” على التنمية الحضرية والتحديث السياسي في أفغانستان من عام 1870 إلى عام 1929. يجادل حنيفي بأن الدولة الأفغانية سعت إلى استخدام التنمية الحضرية كأداة لتعزيز سلطتها وتحديث المجتمع الأفغاني. ومع ذلك، يوضح أيضًا أن جهود الدولة قوبلت بمقاومة من مختلف الجماعات الاجتماعية، بما في ذلك التجار والحرفيين والقادة الدينيين.
بالإضافة إلى عمله الأكاديمي، شارك حنيفي أيضًا في عدد من المشاريع المتعلقة بأفغانستان، بما في ذلك العمل كمستشار لمنظمات غير حكومية مختلفة تعمل في أفغانستان. كما أنه تحدث على نطاق واسع عن أفغانستان في المؤتمرات والفعاليات العامة.
مساهمات في مجال التاريخ
يقدم شاه محمود حنيفي مساهمات كبيرة في فهمنا لتاريخ أفغانستان الحديث، وخاصة فيما يتعلق بالتنمية الحضرية والتحديث السياسي. يلقي عمله الضوء على تعقيدات التفاعل بين الدولة والمجتمع في أفغانستان خلال القرنين التاسع عشر والعشرين.
من خلال أبحاثه ومنشوراته، يسعى حنيفي إلى تحدي الصور النمطية الشائعة عن أفغانستان كمجتمع تقليدي وغير متغير. يوضح أن أفغانستان كانت مكانًا للتغيير والابتكار المستمر، وأن الأفغان شاركوا بنشاط في تشكيل مصيرهم.
بالإضافة إلى ذلك، يساهم عمل حنيفي في النقاشات الأوسع حول التنمية والإمبريالية والعولمة في العالم الإسلامي. من خلال دراسة تجربة أفغانستان، يقدم رؤى قيمة حول تحديات وفرص التحديث في المجتمعات غير الغربية.
التنمية الحضرية في كابول
يولي حنيفي اهتمامًا خاصًا للتنمية الحضرية في كابول، العاصمة الأفغانية. يحلل كيف شهدت المدينة تحولات كبيرة خلال فترة حكم الأمير عبد الرحمن خان (1880-1901) والملك أمان الله خان (1919-1929). يوضح كيف سعت الدولة إلى استخدام التخطيط الحضري والمشاريع المعمارية لفرض سيطرتها وتحديث المجتمع.
يظهر حنيفي كيف تم بناء أحياء جديدة، وتوسيع الطرق، وبناء المباني العامة لتعكس طموحات الدولة الحديثة. ومع ذلك، يوضح أيضًا أن هذه الجهود غالبًا ما أدت إلى صراعات مع السكان المحليين، الذين عارضوا المصادرة القسرية للأراضي وهدم المنازل التقليدية.
التحديث السياسي في أفغانستان
بالإضافة إلى التنمية الحضرية، يستكشف حنيفي أيضًا جوانب التحديث السياسي في أفغانستان الحديثة. يحلل كيف سعت الدولة الأفغانية إلى بناء مؤسسات حديثة، مثل الجيش والتعليم والقضاء. يوضح كيف تم إرسال الطلاب الأفغان إلى الخارج للدراسة في أوروبا، وكيف تم استقدام الخبراء الأجانب للمساعدة في تطوير البنية التحتية للبلاد.
ومع ذلك، يوضح حنيفي أيضًا أن جهود التحديث واجهت مقاومة من مختلف الجماعات الاجتماعية، بما في ذلك القبائل البدوية والعلماء الدينيين والقادة المحليين. يجادل بأن الدولة الأفغانية لم تنجح دائمًا في فرض سيطرتها على البلاد، وأن هناك دائمًا توترات بين المركز والأطراف.
الإمبراطوريات العالمية وأفغانستان
في عمله، يتناول حنيفي أيضًا دور الإمبراطوريات العالمية في تشكيل تاريخ أفغانستان. يوضح كيف كانت أفغانستان منطقة صراع بين الإمبراطورية البريطانية والإمبراطورية الروسية في القرن التاسع عشر. يحلل كيف سعت كلتا القوتين إلى ممارسة نفوذهما على أفغانستان، وكيف أدت هذه المنافسة إلى سلسلة من الحروب والصراعات.
يظهر حنيفي كيف تمكنت أفغانستان من الحفاظ على استقلالها، على الرغم من الضغوط الخارجية الهائلة. يجادل بأن الأفغان لعبوا دورًا نشطًا في مقاومة التدخل الأجنبي، وأنهم تمكنوا من استغلال التنافس بين القوى العظمى لصالحهم.
دراسات التنمية
بالإضافة إلى التاريخ، يهتم حنيفي أيضًا بدراسات التنمية. يحلل كيف تم تطبيق نماذج التنمية الغربية في أفغانستان، وكيف أثرت هذه النماذج على المجتمع الأفغاني. يجادل بأن التنمية غالبًا ما تكون مدفوعة بأجندات سياسية واقتصادية، وأنها يمكن أن يكون لها عواقب غير مقصودة.
يدعو حنيفي إلى اتباع نهج أكثر حساسية ثقافيًا للتنمية، مع مراعاة الاحتياجات والتطلعات المحددة للمجتمعات المحلية. يجادل بأنه يجب على التنمية أن تكون عملية تشاركية، وأن الأفغان يجب أن يكونوا قادرين على تحديد أولوياتهم وأهدافهم بأنفسهم.
المنح والجوائز
حصل شاه محمود حنيفي على العديد من المنح والجوائز لعمله الأكاديمي، بما في ذلك:
- منحة فولبرايت (Fulbright Grant)
- منحة مؤسسة وينر-جرين للدراسات الأنثروبولوجية (Wenner-Gren Foundation for Anthropological Research Grant)
- منحة مؤسسة سميث ريتشاردسون (Smith Richardson Foundation Grant)
خاتمة
شاه محمود حنيفي هو باحث متميز يقدم مساهمات قيمة في فهمنا لتاريخ أفغانستان الحديث، والإمبراطوريات العالمية، ودراسات التنمية. من خلال أبحاثه ومنشوراته، يسعى إلى تحدي الصور النمطية الشائعة عن أفغانستان وإلقاء الضوء على تعقيدات التفاعل بين الدولة والمجتمع في هذا البلد المضطرب. يظل عمله ذا أهمية كبيرة في سياق التحديات والفرص التي تواجهها أفغانستان اليوم.