تأسيس وتاريخ المراجعة النقدية
تأسست المراجعة النقدية في عام 1756، وكان المحرر الأول لها هو الكاتب والروائي الاسكتلندي الشهير توبياس سموليت. وقد لعب سموليت دوراً حاسماً في تحديد طبيعة الدورية وتوجهاتها. كانت المراجعة النقدية بمثابة رد فعل على دورية أخرى منافسة، وهي “المراجعة الشهرية” (The Monthly Review)، التي كانت قد تأسست قبلها ببضع سنوات. سعت المراجعة النقدية إلى تقديم وجهة نظر مختلفة، وغالباً ما كانت أكثر انتقاداً للأعمال التي تم نشرها، مما جعلها تحظى بشعبية كبيرة بين القراء الذين كانوا يبحثون عن آراء صريحة ومفصلة.
خلال فترة وجودها، مرت المراجعة النقدية بعدة تحولات في المحررين والتوجهات. بعد سموليت، تولى آخرون مسؤولية التحرير، واستمرت الدورية في نشر المقالات والمراجعات التي غطت مجموعة واسعة من المواضيع. شهدت الدورية فترات ازدهار وتراجع، وتأثرت بالأحداث السياسية والاجتماعية التي كانت تحدث في بريطانيا وأوروبا في ذلك الوقت. استمرت المراجعة النقدية في النشر حتى عام 1817، تاركةً إرثاً هاماً في تاريخ الصحافة والنقد الأدبي.
المحتوى والأسلوب
ركزت المراجعة النقدية بشكل أساسي على مراجعة الكتب والأعمال الأدبية الجديدة. قدمت الدورية تحليلات نقدية مفصلة للأعمال، بما في ذلك الروايات والشعر والمسرحيات والمقالات. بالإضافة إلى ذلك، غطت المراجعة النقدية مجالات أخرى مثل العلوم والتاريخ والفلسفة، مما جعلها مصدراً قيماً للمعلومات والآراء حول مجموعة واسعة من المواضيع.
تميز أسلوب المراجعة النقدية بالصراحة والوضوح. غالباً ما كان النقاد يعبرون عن آرائهم بشكل صريح، مما جعل المراجعة النقدية مثيرة للجدل في بعض الأحيان. ومع ذلك، كان هذا الأسلوب هو ما أكسب الدورية جمهوراً كبيراً من القراء الذين كانوا يبحثون عن آراء صريحة ومباشرة. استخدمت المراجعة النقدية أيضاً أسلوباً أدبياً رفيعاً، مما جعلها مصدراً مهماً للمعلومات حول التوجهات الأدبية والفكرية في العصر.
أهمية المراجعة النقدية
لعبت المراجعة النقدية دوراً حاسماً في تشكيل الرأي العام في بريطانيا خلال القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر. من خلال توفير تحليلات نقدية للأعمال الأدبية والفنية والسياسية، ساعدت الدورية القراء على فهم القضايا المعقدة التي كانت تواجه المجتمع في ذلك الوقت. كما ساهمت المراجعة النقدية في تعزيز النقاش الفكري والأدبي، وشجعت الكتاب والفنانين على تقديم أعمالهم بأفضل شكل ممكن.
بالإضافة إلى ذلك، تركت المراجعة النقدية إرثاً هاماً في تاريخ الصحافة والنقد الأدبي. تعتبر الدورية مصدراً قيماً للمعلومات حول التوجهات الأدبية والفكرية في العصر، كما أنها توفر نظرة ثاقبة على تطور الصحافة والنقد الأدبي في بريطانيا. لا تزال المراجعة النقدية تدرس حتى اليوم من قبل الباحثين والطلاب المهتمين بتاريخ الأدب والثقافة.
المساهمات الأدبية والثقافية
ساهمت المراجعة النقدية بشكل كبير في المشهد الأدبي والثقافي في عصرها. من خلال تقديم مراجعات نقدية للأعمال الأدبية، ساعدت الدورية في تحديد الأعمال التي تستحق التقدير والاهتمام. كما ساعدت المراجعة النقدية في نشر الأفكار والآراء الجديدة، مما ساهم في تطور الفكر والثقافة في بريطانيا.
أثرت المراجعة النقدية أيضاً على تطور الصحافة والنقد الأدبي. من خلال استخدام أسلوب صريح ومباشر في النقد، ساعدت الدورية في تطوير معايير جديدة للنقد الأدبي. كما ساعدت في تعزيز أهمية النقد الأدبي في تشكيل الرأي العام.
تأثير المحررين
كان للمحررين الذين تولوا قيادة المراجعة النقدية تأثير كبير على توجهات الدورية وأسلوبها. لعب توبياس سموليت، المحرر الأول، دوراً حاسماً في تحديد طبيعة الدورية. كان سموليت كاتباً موهوباً وناقداً لاذعاً، وقد انعكس أسلوبه في مقالات الدورية. بعد سموليت، استمر محررون آخرون في التأثير على توجهات الدورية، مما ساهم في الحفاظ على مكانتها كمنبر هام للنقاش الفكري والأدبي.
ساهم كل محرر في تشكيل شخصية المراجعة النقدية. قاموا بتعيين كتاب ومساهمين جدد، واختاروا الأعمال التي سيتم مراجعتها، وحددوا أولويات الدورية. يعكس تاريخ المراجعة النقدية التغيرات في القيادة، وتعكس أساليبهم وتفضيلاتهم المختلفة. من خلال دراسة المحررين، يمكننا فهم أعمق لتوجهات الدورية وتطورها على مر السنين.
العلاقة بالمراجعة الشهرية
كانت المراجعة النقدية في منافسة مستمرة مع “المراجعة الشهرية”. كانت المراجعة الشهرية دورية تأسست قبل المراجعة النقدية، وكانت تتمتع بالفعل بجمهور واسع. كانت المراجعة النقدية بمثابة رد فعل على المراجعة الشهرية، وسعت إلى تقديم وجهة نظر مختلفة. غالباً ما كانت المراجعة النقدية أكثر انتقاداً للأعمال التي تم نشرها، مما جعلها تحظى بشعبية بين القراء الذين كانوا يبحثون عن آراء صريحة.
ساهمت المنافسة بين الدوريتين في تحسين جودة النقد الأدبي في بريطانيا. أدت المنافسة إلى قيام كلتا الدوريتين بتقديم تحليلات نقدية أكثر تفصيلاً، وإلى جذب كتاب ومساهمين أكثر موهبة. كما ساهمت المنافسة في زيادة اهتمام القراء بالنقد الأدبي.
أهمية المراجعة النقدية في السياق التاريخي
لفهم أهمية المراجعة النقدية بشكل كامل، يجب وضعها في سياقها التاريخي. كان القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر فترة تحولات كبيرة في بريطانيا. شهدت البلاد تغيرات سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية كبيرة. كانت الصحافة والنقد الأدبي يلعبان دوراً متزايد الأهمية في تشكيل الرأي العام، وتعزيز النقاش الفكري.
عكست المراجعة النقدية هذه التحولات، وقدمت للقراء تحليلات نقدية للأعمال الأدبية والفنية والسياسية التي كانت تعكس هذه التحولات. ساعدت الدورية القراء على فهم القضايا المعقدة التي كانت تواجه المجتمع في ذلك الوقت، وشجعتهم على المشاركة في النقاش العام.
الخلافات والانتقادات
على الرغم من أهميتها، لم تكن المراجعة النقدية بمنأى عن الخلافات والانتقادات. تعرضت الدورية لانتقادات بسبب أسلوبها الصريح، والذي اعتبره البعض قاسياً ومبالغاً فيه. كما تعرضت الدورية لانتقادات بسبب تحيزها، حيث اتهمها البعض بالتحيز لأصحاب الآراء السياسية المحددة.
ومع ذلك، ساهمت هذه الخلافات والانتقادات في زيادة الوعي بأهمية النقد الأدبي والصحافة. كما ساعدت في تطوير معايير جديدة للنقد الأدبي، وتشجيع الكتاب على تقديم أعمالهم بأفضل شكل ممكن.
تأثيرها على الأدب
أثرت المراجعة النقدية بشكل كبير على الأدب في عصرها. من خلال توفير تحليلات نقدية للأعمال الأدبية، ساعدت الدورية في تحديد الأعمال التي تستحق التقدير والاهتمام. كما ساهمت المراجعة النقدية في نشر الأفكار والآراء الجديدة، مما ساهم في تطور الأدب في بريطانيا.
ساهمت المراجعة النقدية في رفع مستوى الوعي بالقضايا الأدبية والثقافية. من خلال مناقشة الأعمال الأدبية، ساعدت الدورية القراء على فهم الأدب بشكل أعمق. كما ساهمت في تعزيز أهمية النقد الأدبي في تشكيل الرأي العام.
إرث المراجعة النقدية
لا يزال إرث المراجعة النقدية ملموساً حتى اليوم. تعتبر الدورية مصدراً قيماً للمعلومات حول التوجهات الأدبية والفكرية في العصر، كما أنها توفر نظرة ثاقبة على تطور الصحافة والنقد الأدبي في بريطانيا. لا تزال المراجعة النقدية تدرس من قبل الباحثين والطلاب المهتمين بتاريخ الأدب والثقافة.
لقد تركت المراجعة النقدية بصمة لا تمحى على الأدب والثقافة في بريطانيا. من خلال تقديم تحليلات نقدية للأعمال الأدبية والفنية والسياسية، ساعدت الدورية في تشكيل الرأي العام، وتعزيز النقاش الفكري، وتشجيع الكتاب والفنانين على تقديم أعمالهم بأفضل شكل ممكن.
خاتمة
المراجعة النقدية كانت دورية بريطانية مهمة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، تركت إرثاً هاماً في تاريخ الصحافة والنقد الأدبي. من خلال تقديم تحليلات نقدية للأعمال الأدبية والفنية والسياسية، ساعدت الدورية في تشكيل الرأي العام، وتعزيز النقاش الفكري، وتشجيع الكتاب والفنانين. كانت المراجعة النقدية منبراً مهماً للآراء، وساهمت في تطور الأدب والثقافة في بريطانيا، وتبقى دراسة تاريخها مهمة لفهم تطور النقد الأدبي والصحافة.
المراجع
- موسوعة بريتانيكا (Britannica)
- ويكيبيديا الإنجليزية (Wikipedia)
- JSTOR – مقالات عن المراجعة النقدية
- قاموس أكسفورد للمرجعية (Oxford Reference)
“`