<![CDATA[
مقدمة
هوارد تايلور ريكتس (9 فبراير 1871 – 3 مايو 1910) كان عالم أمراض أمريكيًا اكتشفت عائلته، الريكيتسيات (Rickettsiaceae)، و رتبة الريكيتسيات (Rickettsiales)، و جنس الريكيتسيا (Rickettsia) من البكتيريا التي سميت باسمه. درس ريكتس الحمى النقطية لجبال روكي وحمى التيفوس، وأظهر أن كلتيهما تسببهما كائنات دقيقة تنتقل عن طريق القراد والقمل، على التوالي. توفي بسبب حمى التيفوس التي أصيب بها أثناء دراسته في المكسيك.
نشأته وتعليمه
ولد هوارد تايلور ريكتس في فيندلاي بولاية أوهايو، وهو ابن ميرتون هول ريكتس وزوجته أوريليا (ني تايلور). كان والده طبيبًا ممارسًا. أظهر ريكتس اهتمامًا مبكرًا بالعلوم الطبيعية، وهو اهتمام شجعه والده. التحق بجامعة نورث وسترن، وحصل على بكالوريوس العلوم في عام 1894 ودكتوراه في الطب في عام 1897. أثناء دراسته في جامعة نورث وسترن، كان عضوًا في أخوية فاي بيتا كابا (Phi Beta Kappa) وحصل على جائزة الأستاذ ألكسندر فون هامبولت.
بعد حصوله على درجة الدكتوراه في الطب، أكمل ريكتس تدريبًا داخليًا في مستشفى مقاطعة كوك في شيكاغو. ثم سافر إلى أوروبا لمواصلة دراسته، حيث عمل في معهد باستور في باريس ومعهد روبرت كوخ في برلين. درس علم الجراثيم وعلم المناعة، وعمل مع بعض أبرز العلماء في ذلك الوقت.
حياته المهنية
عاد ريكتس إلى الولايات المتحدة في عام 1902 وأصبح أستاذًا مساعدًا في علم الأمراض في جامعة شيكاغو. في عام 1910، تم تعيينه أستاذًا لعلم الأمراض ورئيسًا لقسم الأمراض الجلدية في جامعة بنسلفانيا. ومع ذلك، لم يعش ريكتس طويلاً بما يكفي لتولي هذا المنصب.
ركزت أبحاث ريكتس المبكرة على الأمراض المعدية. درس مجموعة متنوعة من الأمراض، بما في ذلك الجدري والتهاب السحايا النخاعي الدماغي. ومع ذلك، اشتهر بعمله على الحمى النقطية لجبال روكي وحمى التيفوس.
الحمى النقطية لجبال روكي
بدأ ريكتس دراسة الحمى النقطية لجبال روكي في عام 1906. في ذلك الوقت، كانت الحمى النقطية لجبال روكي مرضًا خطيرًا غالبًا ما يكون قاتلاً. كان المرض شائعًا في جبال روكي في الولايات المتحدة. اشتبه ريكتس في أن المرض ينتقل عن طريق القراد، وبدأ في إجراء تجارب لإثبات ذلك. قام بجمع القراد من المرضى المصابين بالحمى النقطية لجبال روكي وحقن القراد في حيوانات المختبر. وجد أن الحيوانات التي تم حقنها بالقراد أصيبت بالمرض. كما وجد أن المرض يمكن أن ينتقل من إنسان إلى آخر عن طريق نقل الدم.
عزل ريكتس أيضًا الكائن الحي الذي يسبب الحمى النقطية لجبال روكي. وأطلق عليه اسم *ريكيتسيا ريكتسيا* (Rickettsia rickettsii) تكريما له. أظهر ريكتس أن *ريكيتسيا ريكتسيا* هي كائن حي صغير يشبه البكتيريا يعيش داخل خلايا القراد والإنسان. كان هذا اكتشافًا مهمًا، لأنه أدى إلى تطوير علاجات للحمى النقطية لجبال روكي.
ساهمت أعمال ريكتس في فهمنا للحمى النقطية لجبال روكي بشكل كبير. لقد أظهر أن المرض ينتقل عن طريق القراد وأن الكائن الحي الذي يسبب المرض هو *ريكيتسيا ريكتسيا*. كما طور طرقًا لتشخيص المرض وعلاجه.
حمى التيفوس
بعد عمله على الحمى النقطية لجبال روكي، بدأ ريكتس دراسة حمى التيفوس. كانت حمى التيفوس مرضًا خطيرًا آخر كان شائعًا في جميع أنحاء العالم. اشتبه ريكتس في أن المرض ينتقل عن طريق القمل، وبدأ في إجراء تجارب لإثبات ذلك. جمع القمل من المرضى المصابين بحمى التيفوس وحقن القمل في حيوانات المختبر. وجد أن الحيوانات التي تم حقنها بالقمل أصيبت بالمرض. كما وجد أن المرض يمكن أن ينتقل من إنسان إلى آخر عن طريق القمل.
عزل ريكتس أيضًا الكائن الحي الذي يسبب حمى التيفوس. وأطلق عليه اسم *ريكيتسيا بروازيكي* (Rickettsia prowazekii). أظهر ريكتس أن *ريكيتسيا بروازيكي* هو كائن حي صغير يشبه البكتيريا يعيش داخل خلايا القمل والإنسان. كان هذا اكتشافًا مهمًا، لأنه أدى إلى تطوير علاجات لحمى التيفوس.
سافر ريكتس إلى مدينة مكسيكو في عام 1910 لدراسة تفشي حمى التيفوس. بينما كان هناك، أصيب بالمرض وتوفي. لقد ضحى بحياته في السعي وراء المعرفة العلمية.
إرثه وتكريمه
على الرغم من وفاته المبكرة، قدم ريكتس مساهمات كبيرة في مجال الطب. ساعد عمله على فهم الأمراض المعدية والوقاية منها وعلاجها. اكتشافاته المتعلقة بالحمى النقطية لجبال روكي وحمى التيفوس أنقذت حياة لا حصر لها. تكريما لعمله، سميت عائلة الريكيتسيات (Rickettsiaceae) ورتبة الريكيتسيات (Rickettsiales) وجنس الريكيتسيا (Rickettsia) من البكتيريا باسمه.
حصل ريكتس على العديد من الجوائز والأوسمة لعمله. في عام 1909، تم انتخابه عضوًا في الأكاديمية الوطنية للعلوم. في عام 1910، حصل على جائزة كاميرون من جامعة إدنبرة.
في عام 1912، تم إنشاء جمعية ريكتسيا (Rickettsial Society) تكريما له. الجمعية هي منظمة علمية مكرسة لتعزيز البحث حول أمراض الريكيتسيا.
لا يزال إرث هوارد تايلور ريكتس يلهم العلماء والأطباء اليوم. لقد كان رائدًا في مجال الأمراض المعدية، وسيظل عمله حيًا إلى الأبد.
الاكتشافات الرئيسية
- أظهر أن الحمى النقطية لجبال روكي تنتقل عن طريق القراد.
- أظهر أن حمى التيفوس تنتقل عن طريق القمل.
- عزل الكائنات الحية التي تسبب الحمى النقطية لجبال روكي وحمى التيفوس.
- طور طرقًا لتشخيص وعلاج الحمى النقطية لجبال روكي وحمى التيفوس.
المناصب
- 1902-1910: أستاذ مساعد في علم الأمراض، جامعة شيكاغو
- 1910: أستاذ علم الأمراض ورئيس قسم الأمراض الجلدية، جامعة بنسلفانيا (لم يتولى المنصب)
الجوائز والتكريمات
- 1909: انتخب عضوا في الأكاديمية الوطنية للعلوم
- 1910: جائزة كاميرون من جامعة إدنبرة
خاتمة
كان هوارد تايلور ريكتس عالم أمراض أمريكيًا بارزًا قدم مساهمات كبيرة في فهم الأمراض المعدية والوقاية منها وعلاجها. اشتهر بعمله على الحمى النقطية لجبال روكي وحمى التيفوس، حيث أظهر أن كلتيهما تسببهما كائنات دقيقة تنتقل عن طريق القراد والقمل على التوالي. توفي ريكتس بسبب حمى التيفوس أثناء دراستها في المكسيك، تاركًا وراءه إرثًا دائمًا من الاكتشافات العلمية التي أنقذت حياة لا حصر لها. تكريما لعمله، سميت عائلة الريكيتسيات (Rickettsiaceae) ورتبة الريكيتسيات (Rickettsiales) وجنس الريكيتسيا (Rickettsia) من البكتيريا باسمه.