مقدمة
لا شيء سوى المشاكل (Nothing but Trouble) هو فيلم كوميدي رعب أمريكي صدر عام 1991، من تأليف وإخراج دان أيكرويد في أول تجربة إخراجية له. الفيلم مستوحى من حادثة حقيقية وقعت لأيكرويد في بلدة صغيرة في ولاية لويزيانا.
ملخص الفيلم
تدور أحداث الفيلم حول رجل الأعمال الشاب كريس ثورن (تشيفي تشيس) والمحامية الجميلة ديان لايتون (ديمي مور) اللذين يقرران الذهاب إلى أتلانتيك سيتي لقضاء عطلة نهاية الأسبوع. أثناء القيادة، يرتكبان مخالفة مرورية بسيطة في بلدة فالكينفانيا الصغيرة والمريبة، ويتم القبض عليهما من قبل الشرطي دينيس (مايكل ماكين). يتم اقتيادهما إلى منزل القاضي ألفين فالكنهاين (دان أيكرويد) الغريب والمختل، وهو رجل عجوز يبلغ من العمر 106 أعوام يشتهر بقوانينه الغريبة وعقوباته القاسية.
يجد كريس وديان نفسيهما محتجزين في منزل القاضي، الذي يشبه قلعة مسكونة مليئة بالفخاخ والأسرار. يواجهان مجموعة من الشخصيات الغريبة، بما في ذلك حفيدي القاضي المتحولين خلقياً، بوبو وإلدونا (جون دافي ومايكل سورفورو)، وعائلة أخرى من المسوخ تعيش في منجم مهجور تحت الأرض.
يحاول كريس وديان الهروب من قبضة القاضي المجنون وأفراد عائلته المشوهين، بينما يواجهان سلسلة من المواقف الكوميدية المرعبة. يكتشفان أن القاضي يكره الأثرياء وسائقي سيارات “بي إم دبليو” الفاخرة، وأنه يعاقبهم بطرق بشعة وغريبة.
خلال محاولتهما الهروب، يلتقي كريس وديان بفريق الراب “ديجيتال أندرغراوند” (Digital Underground) الذين ضلوا طريقهم ووصلوا إلى منزل القاضي بالصدفة. يتحد الفريق مع كريس وديان لمحاولة الهروب من فالكنفانيا.
تتوالى الأحداث في إطار من الكوميديا السوداء والرعب الخفيف، حيث يتعرض الأبطال لمواقف مضحكة ومخيفة في نفس الوقت. في النهاية، يتمكن كريس وديان وفريق “ديجيتال أندرغراوند” من الإطاحة بالقاضي فالكنهاين والهروب من فالكنفانيا.
الشخصيات الرئيسية
- كريس ثورن (تشيفي تشيس): رجل أعمال شاب وناجح يسافر إلى أتلانتيك سيتي مع ديان.
- ديان لايتون (ديمي مور): محامية جميلة وذكية ترافق كريس في رحلته.
- القاضي ألفين فالكنهاين (دان أيكرويد): قاضٍ مجنون يبلغ من العمر 106 أعوام يحكم بلدة فالكنفانيا بقوانين غريبة.
- دينيس (مايكل ماكين): شرطي بلدة فالكنفانيا الذي يعتقل كريس وديان.
- بوبو (جون دافي) وإلدونا (مايكل سورفورو): حفيدا القاضي فالكنهاين المتحولان خلقياً.
- فريق “ديجيتال أندرغراوند” (Digital Underground): فريق راب يضل طريقه ويصل إلى منزل القاضي.
الإنتاج
بدأ تطوير فيلم لا شيء سوى المشاكل في أواخر الثمانينيات، عندما قرر دان أيكرويد تحويل قصة حقيقية سمع بها إلى فيلم. استوحى أيكرويد القصة من حادثة وقعت له في بلدة صغيرة في ولاية لويزيانا، حيث تم القبض عليه بسبب مخالفة مرورية بسيطة وتعرض لمعاملة غريبة من قبل الشرطة المحلية.
شارك كل من تشيفي تشيس وديمي مور في الفيلم بعد أن أعجبوا بفكرة الفيلم والسيناريو. كان هذا الفيلم بمثابة أول تجربة إخراجية لدان أيكرويد، الذي قام أيضًا بدور القاضي فالكنهاين. تم تصوير الفيلم في استوديوهات وارنر براذرز في كاليفورنيا، وفي مواقع مختلفة في لوس أنجلوس.
الاستقبال النقدي
تلقى فيلم لا شيء سوى المشاكل استقبالًا نقديًا سلبيًا للغاية. انتقد النقاد الفيلم بسبب قصته غير المتماسكة، وكثرة النكات المبتذلة، والمؤثرات الخاصة الضعيفة. وصف البعض الفيلم بأنه واحد من أسوأ الأفلام التي تم إنتاجها على الإطلاق. حصل الفيلم على تقييم 12% فقط على موقع Rotten Tomatoes بناءً على 43 مراجعة.
على الرغم من الاستقبال النقدي السلبي، حقق الفيلم نجاحًا تجاريًا معتدلًا، حيث حقق إيرادات بلغت حوالي 36 مليون دولار أمريكي في شباك التذاكر.
الجوائز والترشيحات
تم ترشيح فيلم لا شيء سوى المشاكل لثلاث جوائز راتزي في عام 1992، بما في ذلك جائزة أسوأ مخرج (دان أيكرويد)، وجائزة أسوأ ممثل مساعد (دان أيكرويد)، وجائزة أسوأ سيناريو. فاز الفيلم بجائزة أسوأ ممثل مساعد لدان أيكرويد.
تحليل الفيلم
يمكن تحليل فيلم لا شيء سوى المشاكل على أنه فيلم كوميدي سوداء يسخر من القيم الأمريكية، مثل الثروة والسلطة والعدالة. يصور الفيلم بلدة فالكنفانيا على أنها نسخة مشوهة من أمريكا، حيث يسود الفساد والظلم والخرافات. القاضي فالكنهاين هو رمز للسلطة المطلقة التي تفسد، حيث يستخدم منصبه لمعاقبة من يراهم مذنبين، بغض النظر عن القانون أو العدالة.
يمكن أيضًا تفسير الفيلم على أنه تعليق على التفاوت الاقتصادي في أمريكا. يمثل كريس ثورن وديان لايتون الأثرياء الذين يعيشون في عالم منفصل عن بقية المجتمع. عندما يصلون إلى فالكنفانيا، يواجهون واقعًا مختلفًا تمامًا، حيث يعيش الناس في فقر وبؤس.
على الرغم من أن الفيلم يعتبر فاشلاً من الناحية الفنية، إلا أنه يحمل بعض العناصر المثيرة للاهتمام التي تجعله يستحق المشاهدة. الفيلم يتميز بأسلوبه البصري الغريب، وشخصياته الكاريكاتورية، ونغمته المضحكة والمخيفة في نفس الوقت.
التأثير الثقافي
على الرغم من الاستقبال النقدي السلبي، اكتسب فيلم لا شيء سوى المشاكل شعبية مع مرور الوقت، وأصبح يعتبر فيلمًا كلاسيكيًا في أوساط محبي الكوميديا السوداء والرعب الخفيف. الفيلم معروف بمشهده الشهير الذي يظهر فيه فريق “ديجيتال أندرغراوند” وهم يؤدون أغنيتهم “Same Song” في منزل القاضي فالكنهاين.
تم الإشارة إلى فيلم لا شيء سوى المشاكل في العديد من الأفلام والبرامج التلفزيونية الأخرى. كما تم استخدامه في الإعلانات التجارية والموسيقى.
رسائل الفيلم
يقدم فيلم لا شيء سوى المشاكل عدة رسائل، منها:
- السلطة تفسد: يظهر الفيلم كيف يمكن للسلطة أن تفسد حتى أفضل الناس، وكيف يمكن استخدامها لإيذاء الآخرين.
- العدالة ليست دائمًا عادلة: يصور الفيلم نظام العدالة على أنه نظام فاسد وغير عادل، حيث يمكن للأثرياء والأقوياء الإفلات من العقاب.
- لا تحكم على الكتاب من غلافه: يظهر الفيلم كيف يمكن للمظاهر أن تكون خادعة، وكيف يجب ألا نحكم على الناس بناءً على مظهرهم الخارجي.
خاتمة
لا شيء سوى المشاكل هو فيلم كوميدي رعب أمريكي صدر عام 1991، من تأليف وإخراج دان أيكرويد. على الرغم من الاستقبال النقدي السلبي، حقق الفيلم نجاحًا تجاريًا معتدلًا وأصبح يعتبر فيلمًا كلاسيكيًا في أوساط محبي الكوميديا السوداء والرعب الخفيف. يسخر الفيلم من القيم الأمريكية، مثل الثروة والسلطة والعدالة، ويقدم رسائل حول الفساد والتفاوت الاقتصادي والمظاهر الخادعة.