<![CDATA[
مقدمة
ويليام بول ديلينجهام (12 ديسمبر 1843 – 12 يوليو 1923) كان محاميًا وسياسيًا أمريكيًا من ولاية فيرمونت. كان عضوًا في الحزب الجمهوري، وشغل منصب حاكم فيرمونت وعضوًا في مجلس الشيوخ الأمريكي لأكثر من 16 عامًا. يُذكر ديلينجهام بشكل خاص لدوره كرئيس للجنة ديلينجهام، وهي لجنة مشتركة بين الكونجرس تم تشكيلها للتحقيق في الهجرة إلى الولايات المتحدة في أوائل القرن العشرين. كان لتقرير اللجنة تأثير كبير على السياسة الأمريكية تجاه الهجرة.
حياته المبكرة وتعليمه
ولد ويليام بول ديلينجهام في ووتربري، فيرمونت، وهو ابن بول ديلينجهام الثاني وسوزان (كاربنتر) ديلينجهام. كان والده محاميًا وسياسيًا بارزًا شغل منصب حاكم ولاية فيرمونت. تلقى ويليام تعليمه في المدارس المحلية ثم التحق بجامعة نورويتش، وهي كلية عسكرية خاصة في نورثفيلد، فيرمونت. ومع ذلك، فقد ترك الجامعة قبل التخرج للانضمام إلى جيش الاتحاد خلال الحرب الأهلية الأمريكية.
خدم ديلينجهام في فوج فيرمونت الثالث عشر للمتطوعين خلال الحرب الأهلية. بعد انتهاء الحرب، عاد إلى فيرمونت واستأنف تعليمه، حيث درس القانون. تم قبوله في نقابة المحامين في عام 1867 وبدأ ممارسة القانون في ووتربري.
مسيرته السياسية
بدأ ديلينجهام مسيرته السياسية في الحزب الجمهوري. شغل عدة مناصب محلية قبل أن ينتخب لعضوية مجلس نواب فيرمونت في عام 1876. شغل منصب رئيس مجلس النواب من عام 1880 إلى عام 1882. في عام 1888، انتخب حاكمًا لولاية فيرمونت، وشغل هذا المنصب لمدة عامين.
في عام 1900، تم انتخاب ديلينجهام لعضوية مجلس الشيوخ الأمريكي لملء المقعد الشاغر بسبب وفاة جاستن سميث موريل. أعيد انتخابه ثلاث مرات، وخدم في مجلس الشيوخ حتى وفاته في عام 1923.
لجنة ديلينجهام
أثناء وجوده في مجلس الشيوخ، اشتهر ديلينجهام برئاسته للجنة ديلينجهام، وهي لجنة الهجرة المشتركة بين الكونجرس. تم تشكيل اللجنة في عام 1907 للتحقيق في تأثير الهجرة على الاقتصاد والمجتمع الأمريكيين. استمرت اللجنة في عملها لعدة سنوات وأصدرت تقريرًا ضخمًا في عام 1911. كان التقرير مؤيدًا بشدة لتقييد الهجرة، بحجة أن المهاجرين الجدد من جنوب وشرق أوروبا كانوا أقل قابلية للاستيعاب من المهاجرين السابقين من شمال وغرب أوروبا.
استندت استنتاجات اللجنة إلى حد كبير على البيانات الإحصائية والشهادات التي جمعتها اللجنة، ولكنها تأثرت أيضًا بالتحيزات العنصرية والثقافية السائدة في ذلك الوقت. أوصى التقرير بفرض قيود على الهجرة على أساس الأصل القومي، وهو ما أثر لاحقًا على قوانين الهجرة الأمريكية في عشرينيات القرن الماضي.
أوصت اللجنة بما يلي:
- فرض اختبارات القراءة والكتابة على المهاجرين.
- تحديد عدد المهاجرين المسموح بهم من كل بلد.
- منع المهاجرين الذين يعانون من أمراض أو إعاقات.
- منع المهاجرين الذين لديهم سجلات جنائية.
كان لتقرير لجنة ديلينجهام تأثير كبير على السياسة الأمريكية تجاه الهجرة. أدت توصياته إلى سن قوانين الهجرة التقييدية في عشرينيات القرن الماضي، والتي حدت بشدة من الهجرة من جنوب وشرق أوروبا. استمرت هذه القوانين سارية المفعول لعقود من الزمن وكان لها تأثير عميق على التركيبة السكانية للمجتمع الأمريكي.
مواقفه السياسية
كان ديلينجهام جمهوريًا محافظًا. دعم التعريفات الحمائية والعملة السليمة وضبط الميزانية الفيدرالية. كان أيضًا مؤيدًا قويًا للحقوق المدنية للأمريكيين من أصل أفريقي، على الرغم من أن مواقفه في هذا الصدد كانت متوافقة مع آراء عصره، ولم تكن بالضرورة تعكس فهمًا كاملاً للتحديات التي يواجهها الأمريكيون الأفارقة.
فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، كان ديلينجهام من دعاة العزلة الأمريكية. كان يعتقد أن الولايات المتحدة يجب أن تتجنب الانخراط في الشؤون الأوروبية والتركيز على مصالحها الخاصة في الداخل.
حياته الشخصية ووفاته
تزوج ويليام ديلينجهام من ماري إل. كومينغز في عام 1872. أنجبا ثلاثة أطفال.
توفي ويليام ب. ديلينجهام في 12 يوليو 1923 في مونبلييه، فيرمونت. دُفن في مقبرة ووتربري سنتر في ووتربري.
إرثه
يُذكر ويليام ب. ديلينجهام بشكل أساسي لدوره كرئيس للجنة ديلينجهام. كان لتقرير اللجنة تأثير كبير على السياسة الأمريكية تجاه الهجرة، على الرغم من أن استنتاجاته انتقدت لاحقًا بسبب تحيزاتها العنصرية والثقافية. بالإضافة إلى ذلك، خدم ديلينجهام في مجلس الشيوخ الأمريكي لأكثر من 16 عامًا، وترك بصمة واضحة على السياسة الأمريكية في أوائل القرن العشرين.
خاتمة
كان ويليام ب. ديلينجهام شخصية بارزة في السياسة الأمريكية في أوائل القرن العشرين. على الرغم من إنجازاته السياسية الأخرى، فإنه يُذكر بشكل أساسي لرئاسته للجنة ديلينجهام وتأثير تقريرها على سياسة الهجرة الأمريكية. يظل إرثه موضوعًا للنقاش، حيث يرى البعض أن عمله ساهم في حماية المصالح الأمريكية، بينما ينتقده آخرون بسبب تعزيزه للتحيزات العنصرية والثقافية.