<![CDATA[
نشأته وبداياته
ولد شايشكه أوفير في القدس لعائلة يهودية أشكنازية. والده، الدكتور فيلكس غولدشتاين، كان طبيبًا وعالمًا في علم الحشرات، ووالدته، ينينا، كانت معلمة. نشأ في حي رحافيا بالقدس، وتلقى تعليمه في مدرسة “بيت هكيرم”. منذ صغره، أظهر اهتمامًا بالفنون، وخاصة التمثيل والكوميديا. خلال فترة المراهقة، انضم إلى حركة “هاشونير هاتسوفيم” (الكشافة العبرية)، حيث شارك في العديد من الأنشطة المسرحية والترفيهية.
في عام 1946، انضم أوفير إلى البلماح، وهي قوة الضربة التابعة لمنظمة الهاجاناه، وشارك في حرب الاستقلال الإسرائيلية عام 1948. بعد الحرب، بدأ مسيرته الفنية بشكل جدي، حيث انضم إلى فرقة “هتشيزباترون” الكوميدية العسكرية، والتي حققت نجاحًا كبيرًا في إسرائيل. خلال هذه الفترة، اكتسب أوفير خبرة كبيرة في التمثيل الكوميدي وكتابة الاسكتشات.
مسيرته الفنية
بعد انتهاء خدمته العسكرية، بدأ شايشكه أوفير مسيرته المهنية في المسرح. انضم إلى مسرح “هكاميري”، أحد أبرز المسارح في إسرائيل، حيث شارك في العديد من المسرحيات الكوميدية والتراجيدية. تميز أوفير بقدرته على تجسيد شخصيات متنوعة وإضفاء لمسة كوميدية فريدة عليها.
في الخمسينيات، بدأ أوفير مسيرته السينمائية، حيث شارك في العديد من الأفلام الإسرائيلية. سرعان ما أصبح نجمًا سينمائيًا بفضل موهبته الكوميدية وقدرته على جذب الجمهور. من بين أشهر أفلامه في هذه الفترة: “أيرفينكا” (Irvinka)، و”شرطة المرور” (The Policeman)، و”سلاحف شالوم” (Shalom the Conqueror).
في الستينيات والسبعينيات، واصل أوفير تألقه في السينما والمسرح والتلفزيون. شارك في العديد من الأفلام التي حققت نجاحًا كبيرًا، مثل “إسحاق شين” (Ervinka)، و”حياة طبقًا لأغفا” (Life According to Agfa). بالإضافة إلى ذلك، قدم العديد من البرامج التلفزيونية الكوميدية التي لاقت رواجًا واسعًا بين الجمهور الإسرائيلي.
أهم أعماله السينمائية:
- “إيرفينكا” (Irvinka): فيلم كوميدي أنتج عام 1967، يعتبر من كلاسيكيات السينما الإسرائيلية.
- “شرطة المرور” (The Policeman): فيلم كوميدي اجتماعي أنتج عام 1971، يتناول قضايا الفساد والبيروقراطية في المجتمع الإسرائيلي.
- “سلاحف شالوم” (Shalom the Conqueror): فيلم كوميدي موسيقي أنتج عام 1973، حقق نجاحًا كبيرًا في إسرائيل وخارجها.
- “حياة طبقًا لأغفا” (Life According to Agfa): فيلم درامي كوميدي أنتج عام 1993، يعتبر من أبرز أفلام السينما الإسرائيلية الحديثة. (ظهر أوفير فيه ظهورًا خاصًا من الأرشيف)
أعماله المسرحية:
- “الملك لير” (King Lear): شارك في هذه المسرحية التراجيدية لشكسبير، وقدم أداءً مميزًا.
- “الزجاج المكسور” (Broken Glass): مسرحية درامية تتناول قضايا الهوية والذاكرة.
- “منزل بيرناردا ألبا” (The House of Bernarda Alba): مسرحية تراجيدية للكاتب الإسباني فيديريكو غارسيا لوركا.
بالإضافة إلى التمثيل، كان شايشكه أوفير كاتب سيناريو ومؤلف أغاني موهوبًا. كتب سيناريوهات العديد من الأفلام والمسرحيات التي شارك فيها، كما ألف العديد من الأغاني الكوميدية التي لاقت رواجًا واسعًا.
أسلوبه الفني
تميز شايشكه أوفير بأسلوبه الكوميدي الفريد، الذي يجمع بين الفكاهة الذكية والسخرية الاجتماعية. كان قادرًا على تجسيد شخصيات متنوعة وإضفاء لمسة كوميدية مميزة عليها. كما تميز بقدرته على الارتجال والتفاعل مع الجمهور، مما جعله محبوبًا لدى جميع الفئات العمرية.
اعتمد أوفير في أعماله على انتقاد الأوضاع الاجتماعية والسياسية في إسرائيل، وذلك بأسلوب ساخر ومضحك. كان ينتقد البيروقراطية والفساد والظلم الاجتماعي، ويدافع عن حقوق المهمشين والضعفاء.
كان شايشكه أوفير فنانًا شاملاً، حيث جمع بين التمثيل والكوميديا وكتابة السيناريو وتأليف الأغاني. كان يتمتع بموهبة فذة وقدرة على الابتكار والإبداع، مما جعله أحد أبرز الفنانين في تاريخ إسرائيل.
الجوائز والتكريمات
حصل شايشكه أوفير على العديد من الجوائز والتكريمات خلال مسيرته الفنية، تقديرًا لموهبته وإسهاماته في السينما والمسرح والتلفزيون الإسرائيلي. من بين هذه الجوائز:
- جائزة إسرائيل: حصل عليها عام 1976، وهي أعلى جائزة تمنحها دولة إسرائيل في مجال الفنون والثقافة.
- جائزة “كينور دافيد”: حصل عليها عدة مرات عن أفضل ممثل كوميدي.
- جائزة “ليعات هيتزهاك”: جائزة تقديرية عن مجمل أعماله الفنية.
كما تم تكريمه بعد وفاته بإطلاق اسمه على أحد الشوارع في مدينة تل أبيب، تقديرًا لإسهاماته في الحياة الثقافية والفنية في إسرائيل.
حياته الشخصية
تزوج شايشكه أوفير من ليا دليتزكايا، وأنجبا ثلاثة أطفال: غيل أوفير، وكاريت أوفير، وشيرا أوفير. كان أوفير معروفًا بحبه لعائلته وتفانيه في تربية أبنائه.
وفاته
توفي شايشكه أوفير في 17 أغسطس 1987، عن عمر يناهز 58 عامًا، إثر إصابته بمرض السرطان. ترك رحيله صدمة كبيرة في الأوساط الفنية والثقافية في إسرائيل، حيث فقدت البلاد أحد أبرز فنانيها الكوميديين.
إرثه الفني
لا يزال شايشكه أوفير يحظى بشعبية كبيرة في إسرائيل حتى اليوم. تعتبر أفلامه ومسرحياته وبرامجه التلفزيونية من كلاسيكيات الفن الإسرائيلي، ولا تزال تعرض على شاشات التلفزيون والسينما. كما أن أغانيه الكوميدية لا تزال تذاع على الإذاعات الإسرائيلية.
يعتبر شايشكه أوفير رمزًا للكوميديا الإسرائيلية، وقد أثر في العديد من الفنانين الكوميديين الذين جاؤوا بعده. لا يزال إرثه الفني يلهم الأجيال الجديدة من الفنانين والممثلين في إسرائيل.
خاتمة
شايشكه أوفير، الممثل والكوميدي والكاتب الإسرائيلي الموهوب، ترك بصمة لا تُمحى في عالم الفن والترفيه. بفضل أسلوبه الكوميدي الفريد وقدرته على تجسيد شخصيات متنوعة، استطاع أن يحجز مكانة مرموقة في قلوب الجمهور الإسرائيلي. سيظل أوفير رمزًا للإبداع والفكاهة الراقية، وسيبقى إرثه الفني مصدر إلهام للأجيال القادمة.