مقدمة
الجيش الدستوري، المعروف أيضًا بالجيش الدستوري، كان الجيش الذي حارب ضد الجيش الفيدرالي، ولاحقًا ضد نظام فيكتوريانو ويرتا خلال الثورة المكسيكية. تأسس الجيش الدستوري في الأصل من قبل فينوستيانو كارّانزا في عام 1913 بهدف استعادة النظام الدستوري في المكسيك، والذي تم تقويضه من خلال الانقلاب الذي قاده ويرتا ضد الرئيس المنتخب فرانسيسكو ماديرو. لعب الجيش الدستوري دورًا حاسمًا في الإطاحة بويرتا، وفي وقت لاحق، في تشكيل المشهد السياسي والاجتماعي للمكسيك الحديثة.
تأسيس الجيش الدستوري
بعد اغتيال الرئيس فرانسيسكو ماديرو ونائب الرئيس خوسيه ماريا بينو سواريز في فبراير 1913، تولى الجنرال فيكتوريانو ويرتا السلطة من خلال انقلاب عسكري. ردًا على هذا الانتهاك للدستور، أعلن فينوستيانو كارّانزا، حاكم ولاية كواهويلا، عن رفضه الاعتراف بحكومة ويرتا ودعا إلى تشكيل جيش لاستعادة النظام الدستوري. في 26 مارس 1913، أصدر كارّانزا “خطة غوادالوبي”، التي حددت الأهداف السياسية والعسكرية للثورة الدستورية. نصت الخطة على عزل ويرتا واستعادة دستور عام 1857، وتعيين كارّانزا كـ “القائد الأول” للجيش الدستوري.
الأهداف السياسية والعسكرية
كان الهدف الأساسي للجيش الدستوري هو الإطاحة بنظام فيكتوريانو ويرتا وإعادة تأسيس النظام الدستوري في المكسيك. ومع ذلك، لم يكن هذا هو الهدف الوحيد. سعى كارّانزا وقادة الجيش الدستوري أيضًا إلى تحقيق إصلاحات سياسية واجتماعية تهدف إلى معالجة المشاكل التي أدت إلى الثورة. شملت هذه الإصلاحات:
- الإصلاح الزراعي: إعادة توزيع الأراضي على الفلاحين والعمال الزراعيين، الذين كانوا يعانون من الفقر والتهميش بسبب تركيز الأراضي في أيدي عدد قليل من الملاك الكبار.
- إصلاح العمل: حماية حقوق العمال، بما في ذلك الحق في التنظيم والمفاوضة الجماعية، وتحديد ساعات العمل، وتوفير الأجور العادلة وظروف العمل الآمنة.
- الإصلاح السياسي: ضمان انتخابات حرة ونزيهة، وتقييد سلطة الحكومة المركزية، وتعزيز الحكم الذاتي للولايات والمجتمعات المحلية.
لتحقيق هذه الأهداف، اعتمد الجيش الدستوري على تحالف واسع من القوى الاجتماعية والسياسية، بما في ذلك الفلاحين والعمال والطبقة الوسطى والمثقفين.
القادة الرئيسيون
تكون الجيش الدستوري من عدد من القادة الموهوبين الذين لعبوا دورًا حاسمًا في نجاحه. من بين أبرز هؤلاء القادة:
- فينوستيانو كارّانزا: القائد الأول للجيش الدستوري والرئيس اللاحق للمكسيك. كان كارّانزا شخصية سياسية قوية ومحنكة، وكان له دور فعال في توجيه الثورة الدستورية نحو تحقيق أهدافها السياسية والاجتماعية.
- ألفارو أوبريجون: جنرال عسكري لامع وسياسي بارز. قاد أوبريجون الجيش الدستوري إلى عدد من الانتصارات الحاسمة ضد الجيش الفيدرالي، ولعب دورًا مهمًا في الإطاحة بويرتا. أصبح فيما بعد رئيسًا للمكسيك.
- بانشو فيا: قائد ثوري شهير قاد فرقة الشمال التابعة للجيش الدستوري. كان فيا شخصية كاريزمية وشعبية، وكان له دور فعال في تجنيد الفلاحين والعمال في صفوف الجيش الدستوري.
- إميليانو زاباتا: قائد ثوري آخر قاد جيش التحرير الجنوبي. كان زاباتا مدافعًا قويًا عن حقوق الفلاحين، ودعا إلى الإصلاح الزراعي الجذري.
الحملات العسكرية
شارك الجيش الدستوري في عدد من الحملات العسكرية الرئيسية ضد الجيش الفيدرالي ونظام فيكتوريانو ويرتا. من بين أبرز هذه الحملات:
- معركة تيبيك: في عام 1914، هزم الجيش الدستوري الجيش الفيدرالي في معركة تيبيك، مما أدى إلى الإطاحة بويرتا وتعيين كارّانزا رئيسًا للمكسيك.
- معركة سيلايا: في عام 1915، هزم ألفارو أوبريجون فرقة الشمال بقيادة بانشو فيا في معركة سيلايا. مثلت هذه المعركة نقطة تحول في الثورة المكسيكية، حيث بدأت القوات الدستورية في السيطرة على الوضع.
- حملة يوكاتان: في عام 1915، أطلق الجيش الدستوري حملة عسكرية في ولاية يوكاتان لقمع تمرد المايا. كانت الحملة ناجحة، وتمكن الجيش الدستوري من استعادة السيطرة على الولاية.
الخلافات والانقسامات
على الرغم من نجاحه في الإطاحة بويرتا وتحقيق بعض الإصلاحات السياسية والاجتماعية، عانى الجيش الدستوري من خلافات وانقسامات داخلية. بعد الإطاحة بويرتا، نشأ خلاف بين كارّانزا وفيا وزاباتا حول مستقبل الثورة. أراد كارّانزا الحفاظ على سيطرة الحكومة المركزية وتطبيق إصلاحات تدريجية، بينما دعا فيا وزاباتا إلى إصلاحات أكثر جذرية وتوزيع السلطة على المجتمعات المحلية. أدى هذا الخلاف إلى اندلاع حرب أهلية بين الفصائل المختلفة للجيش الدستوري.
تم حل هذا الخلاف في النهاية من خلال سلسلة من المفاوضات والتسويات السياسية، ولكن الانقسامات الداخلية أضعفت الجيش الدستوري وأدت إلى إطالة أمد الثورة.
التأثير والإرث
كان للجيش الدستوري تأثير عميق ودائم على تاريخ المكسيك. لعب الجيش الدستوري دورًا حاسمًا في الإطاحة بنظام فيكتوريانو ويرتا وتشكيل المشهد السياسي والاجتماعي للمكسيك الحديثة. ساهمت الإصلاحات السياسية والاجتماعية التي دافع عنها الجيش الدستوري في تحسين ظروف معيشة الفلاحين والعمال، وتعزيز الديمقراطية والمشاركة السياسية، وتحديث الاقتصاد المكسيكي.
بالإضافة إلى ذلك، ألهمت الثورة الدستورية حركات مماثلة في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية والعالم. أصبح الجيش الدستوري رمزًا للنضال من أجل العدالة الاجتماعية والحرية السياسية.
خاتمة
كان الجيش الدستوري قوة محورية في الثورة المكسيكية. من خلال النضال المسلح والتحالفات السياسية، تمكن الجيش من الإطاحة بفيكتوريانو ويرتا وتأسيس نظام دستوري جديد. على الرغم من التحديات والانقسامات الداخلية، ترك الجيش الدستوري إرثًا دائمًا من الإصلاحات الاجتماعية والسياسية التي شكلت المكسيك الحديثة.