تاريخ الكتيبة المختلطة المتنقلة
تأسست الكتيبة المختلطة المتنقلة في عام 1975 في عهد الرئيس أحمدو أهيجو. تم إنشاؤها في الأصل لمكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب، ولكن سرعان ما تم استخدامها لقمع المعارضة السياسية. خلال الثمانينيات والتسعينيات، لعبت BMM دورًا رئيسيًا في قمع الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية.
في عهد الرئيس بول بيا، استمرت الكتيبة المختلطة المتنقلة في العمل كأداة قمع. تم استخدامها لسجن وتعذيب المعارضين السياسيين والصحفيين والناشطين في مجال حقوق الإنسان. كما تم اتهامها بارتكاب عمليات قتل خارج نطاق القانون.
على الرغم من الانتقادات الدولية، لا تزال الكتيبة المختلطة المتنقلة قوة قوية في الكاميرون. تتمتع بسلطة واسعة النطاق وتعمل بإفلات تام من العقاب. يخشى العديد من الكاميرونيين BMM ويعتبرونها رمزًا للقمع.
هيكل وتنظيم الكتيبة المختلطة المتنقلة
تخضع الكتيبة المختلطة المتنقلة مباشرة لرئاسة الجمهورية. يقودها ضابط برتبة عقيد أو أعلى. تتكون BMM من عدة وحدات، بما في ذلك:
- وحدة الاستخبارات: مسؤولة عن جمع المعلومات الاستخبارية حول المعارضين السياسيين والجماعات المتطرفة.
- وحدة العمليات: مسؤولة عن تنفيذ الاعتقالات والعمليات الخاصة.
- وحدة التحقيق: مسؤولة عن التحقيق في الجرائم السياسية.
- وحدة الحراسة: مسؤولة عن حماية كبار المسؤولين الحكوميين.
يتم تدريب ضباط BMM تدريباً عالياً وغالبًا ما يتلقون تدريبات في الخارج. يتم تزويدهم بأحدث الأسلحة والمعدات. تتمتع BMM بميزانية كبيرة وتعتبر واحدة من أكثر أجهزة الأمن تجهيزًا في الكاميرون.
انتهاكات حقوق الإنسان
تم اتهام الكتيبة المختلطة المتنقلة بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان. تشمل هذه الانتهاكات:
- الاعتقالات التعسفية: غالبًا ما تعتقل BMM الأشخاص دون مذكرة توقيف أو سبب معقول.
- التعذيب: يُعرف عن BMM استخدامها للتعذيب لانتزاع معلومات من المعتقلين.
- القتل خارج نطاق القانون: تم اتهام BMM بقتل المعارضين السياسيين والنشطاء في مجال حقوق الإنسان.
- الاختفاء القسري: تم اتهام BMM باختطاف الأشخاص وإخفائهم.
- الاعتداء الجنسي: تم اتهام ضباط BMM بالاعتداء الجنسي على المعتقلات.
غالبًا ما يتم احتجاز ضحايا BMM في ظروف مروعة. غالبًا ما يُحرمون من الطعام والماء والرعاية الطبية. كما أنهم يتعرضون للتعذيب وسوء المعاملة.
لم يتم تقديم أي من ضباط BMM إلى العدالة على جرائمهم. تتمتع BMM بإفلات تام من العقاب وتعمل خارج نطاق القانون.
الرقابة والإصلاح
دعت العديد من المنظمات الدولية إلى إصلاح الكتيبة المختلطة المتنقلة. ودعت هذه المنظمات إلى إجراء تحقيق مستقل في انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها BMM ومحاسبة المسؤولين.
كما دعت إلى حل BMM واستبدالها بقوة شرطة مدنية تحترم حقوق الإنسان. يجب أن تخضع قوة الشرطة الجديدة للإشراف المدني ويجب أن تكون مسؤولة أمام القانون.
تعهدت الحكومة الكاميرونية بإصلاح BMM، لكن لم يتم إحراز تقدم يذكر. لا تزال BMM تعمل بإفلات تام من العقاب وتواصل ارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان.
دور الكتيبة المختلطة المتنقلة في مكافحة الإرهاب
في السنوات الأخيرة، لعبت الكتيبة المختلطة المتنقلة دورًا متزايد الأهمية في مكافحة الإرهاب في الكاميرون. تشارك BMM في العمليات ضد جماعة بوكو حرام المتطرفة في منطقة أقصى الشمال.
ومع ذلك، فقد تم اتهام BMM بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان أثناء عمليات مكافحة الإرهاب. يُزعم أن BMM اعتقلت واحتجزت وعذبت أشخاصًا يشتبه في دعمهم لبوكو حرام.
دعت منظمات حقوق الإنسان إلى إجراء تحقيق مستقل في هذه المزاعم. كما دعت إلى ضمان احترام حقوق الإنسان أثناء عمليات مكافحة الإرهاب.
الكتيبة المختلطة المتنقلة والإعلام
تحافظ الكتيبة المختلطة المتنقلة على علاقات متوترة مع وسائل الإعلام في الكاميرون. غالبًا ما تتهم BMM الصحفيين بنشر معلومات كاذبة أو التشهير بالحكومة.
تم اعتقال العديد من الصحفيين واحتجازهم من قبل BMM. كما تم الاعتداء عليهم جسديًا وترهيبهم. أدى ذلك إلى مناخ من الخوف في وسائل الإعلام الكاميرونية.
دعت منظمات حقوق الإنسان الحكومة الكاميرونية إلى احترام حرية الصحافة وحماية الصحفيين من الترهيب والاعتداء.
الكتيبة المختلطة المتنقلة والمجتمع المدني
تواجه منظمات المجتمع المدني في الكاميرون صعوبة في العمل بسبب الترهيب والمضايقات من قبل الكتيبة المختلطة المتنقلة. غالبًا ما يتم اتهام منظمات المجتمع المدني بتقويض سلطة الدولة أو دعم الإرهاب.
تم اعتقال العديد من النشطاء في مجال حقوق الإنسان واحتجازهم من قبل BMM. كما تم الاعتداء عليهم جسديًا وترهيبهم. أدى ذلك إلى مناخ من الخوف في المجتمع المدني الكاميروني.
دعت منظمات حقوق الإنسان الحكومة الكاميرونية إلى احترام حرية التجمع وتكوين الجمعيات وحماية منظمات المجتمع المدني من الترهيب والاعتداء.
تأثير الكتيبة المختلطة المتنقلة على المجتمع الكاميروني
تسببت الكتيبة المختلطة المتنقلة في خوف وترهيب واسع النطاق في المجتمع الكاميروني. يخشى العديد من الكاميرونيين BMM ويعتبرونها رمزًا للقمع.
أدت انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها BMM إلى تقويض سيادة القانون وتقويض الثقة في المؤسسات الحكومية. كما ساهمت في مناخ من عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي.
من الضروري إصلاح الكتيبة المختلطة المتنقلة أو حلها من أجل تعزيز حقوق الإنسان وسيادة القانون والديمقراطية في الكاميرون.
مستقبل الكتيبة المختلطة المتنقلة
لا يزال مستقبل الكتيبة المختلطة المتنقلة غير مؤكد. ومع ذلك، هناك ضغط متزايد على الحكومة الكاميرونية لإصلاح BMM أو حلها. يجب أن تخضع قوة الشرطة الجديدة للإشراف المدني ويجب أن تكون مسؤولة أمام القانون.
إذا فشلت الحكومة الكاميرونية في اتخاذ إجراءات لمعالجة انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها BMM، فمن المرجح أن يستمر الوضع في التدهور. قد يؤدي ذلك إلى مزيد من عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي في الكاميرون.
خاتمة
الكتيبة المختلطة المتنقلة (BMM) هي قوة شرطة سرية شبه عسكرية في الكاميرون تشتهر بانتهاكات حقوق الإنسان. على مر السنين، تورطت BMM في الاعتقالات التعسفية والتعذيب والقتل خارج نطاق القانون وغيرها من الانتهاكات. على الرغم من الانتقادات المحلية والدولية، لا تزال BMM قوة قوية في الكاميرون وتعمل بإفلات تام من العقاب. هناك حاجة ماسة إلى الإصلاحات لضمان احترام حقوق الإنسان وسيادة القانون.