نشأته وتعليمه
ولد تورج دريائي في عام 1967. حصل على درجة البكالوريوس في التاريخ من جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس (UCLA) في عام 1991، ثم حصل على درجة الماجستير في التاريخ الإيراني من نفس الجامعة في عام 1993. أكمل دراسته الدكتوراه في التاريخ الإيراني بجامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس، وتخرج في عام 1999. كانت أطروحته للدكتوراه بعنوان “شاهنشاهي: مفهوم الإمبراطورية في إيران الساسانية”.
مسيرته الأكاديمية
بعد حصوله على درجة الدكتوراه، عمل دريائي في عدة مؤسسات أكاديمية مرموقة. بدأ كمدرس في جامعة ولاية كاليفورنيا، فولرتون. ثم انتقل إلى جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس، حيث عمل كباحث ما بعد الدكتوراه. في عام 2001، انضم إلى جامعة ولاية كاليفورنيا، نورثريدج، كأستاذ مساعد للتاريخ. تمت ترقيته لاحقًا إلى أستاذ مشارك، ثم إلى أستاذ كامل.
في عام 2012، تم تعيين دريائي في منصب كرسي ماسيه في الدراسات الفارسية بجامعة كاليفورنيا، إرفاين. يشغل هذا المنصب المرموق حتى الآن. بالإضافة إلى التدريس والبحث، يشغل دريائي أيضًا منصب مدير مركز الدراسات الإيرانية بجامعة كاليفورنيا، إرفاين.
مجالات اهتمامه البحثي
تتركز اهتمامات دريائي البحثية على تاريخ إيران القديم والعصور الوسطى، مع التركيز بشكل خاص على الفترة الساسانية. تشمل مجالات اهتمامه:
- تاريخ الإمبراطورية الساسانية
- الدين الزرادشتي
- التاريخ الاجتماعي والثقافي لإيران
- التبادلات الثقافية بين إيران والعالم اليوناني الروماني
- القومية الإيرانية
يُعرف دريائي بمنهجه متعدد التخصصات في دراسة التاريخ الإيراني، حيث يجمع بين الأدلة النصية والأثرية واللغوية لفهم الماضي. كما أنه ملتزم بجعل تاريخ إيران في متناول جمهور أوسع من خلال كتاباته ومحاضراته العامة.
أهم مؤلفاته
نشر دريائي عددًا كبيرًا من الكتب والمقالات حول التاريخ الإيراني. من بين أبرز مؤلفاته:
- شاهنشاهي: مفهوم الإمبراطورية في إيران الساسانية (2002): يقدم هذا الكتاب دراسة شاملة لمفهوم الإمبراطورية في إيران الساسانية، ويستكشف كيف فهم الساسانيون دورهم في العالم.
- تاريخ إيران البيزنطية (2009): يدرس هذا الكتاب التفاعلات المعقدة بين الإمبراطوريتين البيزنطية والفارسية، مع التركيز على التأثير المتبادل بين الثقافتين.
- إيران الساسانية: التحضر والثقافة (2010): يقدم هذا الكتاب نظرة عامة شاملة على الحضارة الساسانية، ويغطي جوانب مثل الدين والفن والعمارة والاقتصاد.
- الأراضي المنسية: إيران الساسانية (2016): يستكشف هذا الكتاب المناطق الحدودية للإمبراطورية الساسانية، ويكشف عن التنوع الثقافي والديني الذي ميز هذه المناطق.
- مفتاح النصر: هرمز الرابع والاضطرابات في أواخر العصر الساساني (2023): دراسة متعمقة لحكم هرمز الرابع، أحد الحكام الساسانيين المتأخرين، وتأثيره على سقوط الإمبراطورية.
بالإضافة إلى ذلك، قام دريائي بتحرير أو شارك في تحرير العديد من المجموعات المحررة حول التاريخ الإيراني، مما يدل على تأثيره الواسع في هذا المجال.
مساهماته في الدراسات الإيرانية
يُعتبر تورج دريائي من الشخصيات البارزة في مجال الدراسات الإيرانية المعاصرة. لقد ساهم بشكل كبير في فهمنا لتاريخ إيران القديم والعصور الوسطى، وخاصةً الفترة الساسانية. يتميز عمله بالدقة والشمولية والمنهج متعدد التخصصات.
لقد ساهمت أبحاث دريائي في تسليط الضوء على جوانب مهمة من التاريخ الإيراني، مثل:
- دور الدين الزرادشتي في المجتمع الساساني.
- التفاعلات الثقافية بين إيران والعالم اليوناني الروماني.
- تطور القومية الإيرانية.
- أسباب صعود وسقوط الإمبراطورية الساسانية.
بالإضافة إلى مساهماته البحثية، لعب دريائي دورًا مهمًا في تعزيز الدراسات الإيرانية من خلال التدريس والإرشاد والخدمة العامة. لقد قام بتدريب العديد من الطلاب الذين أصبحوا باحثين بارزين في هذا المجال. كما أنه يشارك بنشاط في نشر المعرفة حول التاريخ الإيراني لجمهور أوسع من خلال المحاضرات العامة ووسائل الإعلام.
الجوائز والتكريمات
تقديرًا لمساهماته البارزة في الدراسات الإيرانية، حصل دريائي على العديد من الجوائز والتكريمات، بما في ذلك:
- جائزة أفضل كتاب في الدراسات الإيرانية من مؤسسة الدراسات الإيرانية.
- زمالة غوغنهايم.
- زمالة في معهد الدراسات المتقدمة في برينستون.
- كرسي ماسيه في الدراسات الفارسية بجامعة كاليفورنيا، إرفاين.
منهجه في الكتابة
يمتاز أسلوب دريائي في الكتابة بالوضوح والدقة والعمق. يعتمد على مصادر متنوعة لتقديم صورة شاملة عن الموضوع الذي يتناوله. كما أنه لا يتردد في تحدي المفاهيم التقليدية وتقديم تفسيرات جديدة للتاريخ الإيراني. يحرص دريائي على جعل كتاباته في متناول القارئ غير المتخصص، مع الحفاظ على مستوى عالٍ من الدقة الأكاديمية.
تأثيره على الباحثين الشباب
يعد تورج دريائي مصدر إلهام للعديد من الباحثين الشباب المهتمين بالدراسات الإيرانية. يشجعهم على التفكير النقدي وتحدي الافتراضات السائدة. كما أنه يوفر لهم الدعم والإرشاد اللازمين لتحقيق النجاح في حياتهم المهنية.
رؤيته المستقبلية للدراسات الإيرانية
يرى دريائي أن مستقبل الدراسات الإيرانية يكمن في تبني مناهج متعددة التخصصات والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة. يشجع الباحثين على التعاون مع علماء من تخصصات أخرى، مثل علم الآثار واللغويات وعلم الاجتماع، لتقديم فهم أكثر شمولية للتاريخ الإيراني. كما أنه يدعو إلى استخدام الأدوات الرقمية، مثل قواعد البيانات والمواقع الإلكترونية، لنشر المعرفة حول التاريخ الإيراني لجمهور أوسع.
خاتمة
تورج دريائي هو عالم إيراني بارز متخصص في الدراسات الإيرانية والتاريخ. لقد ساهم بشكل كبير في فهمنا لتاريخ إيران القديم والعصور الوسطى، وخاصةً الفترة الساسانية. يتميز عمله بالدقة والشمولية والمنهج متعدد التخصصات. بالإضافة إلى مساهماته البحثية، لعب دريائي دورًا مهمًا في تعزيز الدراسات الإيرانية من خلال التدريس والإرشاد والخدمة العامة. يُعتبر مصدر إلهام للعديد من الباحثين الشباب المهتمين بهذا المجال.