نشأته وتعليمه
ولد كارني سينغ في 21 أبريل 1924 في بيكانير، وهو الابن الأكبر للمهراجا ساردول سينغ من بيكانير والمهاراني سوشيلا كوماري. تلقى تعليمه في كلية سانت ستيفن في دلهي، وكلية سانت زافييه في بومباي، وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة بومباي.
فترة حكمه
تولى كارني سينغ منصب المهراجا في عام 1950 بعد وفاة والده، المهراجا ساردول سينغ. على الرغم من أن الهند حصلت على استقلالها في عام 1947، إلا أن الأسر الحاكمة احتفظت ببعض الامتيازات والألقاب حتى عام 1971، عندما ألغت الحكومة الهندية رسميًا هذه الامتيازات.
خلال فترة حكمه، شهد كارني سينغ تحولات كبيرة في الهند، بما في ذلك إلغاء الولايات الأميرية ودمجها في الاتحاد الهندي. على الرغم من فقدانه لسلطته السياسية الرسمية، ظل شخصية محترمة ومؤثرة في منطقة بيكانير.
مسيرته السياسية
بعد أن فقدت الأسر المالكة امتيازاتها، دخل كارني سينغ السياسة كمرشح مستقل. فاز بمقعد في لوك سابها (مجلس الشعب في البرلمان الهندي) من دائرة بيكانير الانتخابية في عام 1952 واحتفظ بالمقعد لمدة خمس دورات متتالية حتى عام 1977. كانت فترة وجوده في البرلمان ملحوظة بسبب دعوته لقضايا منطقته ومشاركته النشطة في المناقشات البرلمانية.
كان كارني سينغ مدافعًا قويًا عن التعليم وتنمية البنية التحتية في منطقة بيكانير. عمل على جلب المزيد من الموارد والاهتمام الحكومي للمنطقة، مع التركيز بشكل خاص على تحسين الزراعة وتوفير فرص العمل.
إسهاماته في الرياضة
كان كارني سينغ رياضيًا بارزًا ومتحمسًا للرياضة. كان راميًا ماهرًا ومثل الهند في العديد من المسابقات الدولية، بما في ذلك دورة الألعاب الأولمبية. شارك في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في روما عام 1960، وطوكيو عام 1964، ومكسيكو سيتي عام 1968، وألهم العديد من الشباب الهنود لممارسة الرماية.
كما شغل منصب رئيس الاتحاد الوطني للرماية في الهند (NRAI) لعدة سنوات، ولعب دورًا حاسمًا في تعزيز الرماية في البلاد. بفضل جهوده، اكتسبت الهند اعترافًا دوليًا في الرماية، وألهم العديد من الرماة الهنود لتحقيق النجاح على المستوى الدولي.
إسهاماته في الحفاظ على البيئة
كان كارني سينغ مدافعًا قويًا عن الحفاظ على البيئة وحماية الحياة البرية. أدرك أهمية الحفاظ على التراث الطبيعي للهند وعمل بلا كلل لتعزيز الوعي البيئي.
كان نشطًا في العديد من المنظمات البيئية ودعا إلى حماية الغابات والحياة البرية. لعب دورًا حاسمًا في إنشاء محميات طبيعية وحدائق وطنية في منطقة بيكانير، مما ساهم في الحفاظ على التنوع البيولوجي الفريد للمنطقة.
حياته الشخصية
تزوج كارني سينغ من المهاراني سوشيلا كوماري وأنجب منها ابنة واحدة، الأميرة راجياشري كوماري. كانت راجياشري كوماري أيضًا رماية بارعة ومثلت الهند في العديد من المسابقات الدولية.
إرثه
توفي كارني سينغ في 6 سبتمبر 1988، وترك وراءه إرثًا دائمًا كسياسي محترم ورياضي بارز ومدافع عن البيئة. لا يزال يُذكر لمساهماته في منطقة بيكانير والهند ككل.
تم تسمية العديد من المؤسسات والمبادرات في منطقة بيكانير تكريما له، بما في ذلك مدرسة كارني سينغ العامة، التي توفر تعليمًا عالي الجودة للطلاب من جميع الخلفيات.
الجوائز والتكريمات
- جائزة أرجونا للرماية (1961)
خاتمة
كان المهراجا كارني سينغ شخصية بارزة في تاريخ الهند الحديث. بصفته آخر مهراجا لبيكانير، لعب دورًا مهمًا في الفترة الانتقالية بعد الاستقلال. كانت مسيرته السياسية ملحوظة بسبب تفانيه في خدمة شعبه، وكانت إسهاماته في الرياضة والحفاظ على البيئة ذات قيمة كبيرة. سيظل كارني سينغ في الذاكرة كقائد رؤوف ومواطن ملتزم.