التصميم والتطوير
يعود أصل فكرة راكيتنجاغبانتسر 1 إلى الحاجة إلى سلاح فعال مضاد للدبابات يمكنه التعامل مع التهديدات المتزايدة للدبابات السوفيتية. في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات، أدرك الجيش الألماني أن مدافع الدبابات التقليدية قد لا تكون كافية لمواجهة الدبابات السوفيتية الحديثة، مثل T-54 و T-55، والتي كانت تتميز بدروع متزايدة التحصين. لذلك، بدأ البحث عن حلول بديلة، بما في ذلك الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات.
تم تطوير راكيتنجاغبانتسر 1 استنادًا إلى هيكل ناقلة الجنود المدرعة هورس (Hotchkiss SP1A) الفرنسية الصنع، والتي كانت تستخدم بالفعل في الجيش الألماني. تم اختيار هذا الهيكل بسبب قدرته على الحركة الجيدة وتوافره. تم تعديل الهيكل بشكل كبير لاستيعاب قاذفة الصواريخ ومنظومة التحكم في النيران والمعدات الأخرى اللازمة لتشغيل الصواريخ.
تم تجهيز راكيتنجاغبانتسر 1 بقاذفة صواريخ واحدة قابلة للسحب مثبتة على سطح الهيكل. كانت القاذفة قادرة على إطلاق صواريخ “نورد إس إس 11” (Nord SS.11) الموجهة سلكيًا. كان صاروخ “نورد إس إس 11” صاروخًا مضادًا للدبابات بمدى يصل إلى 3000 متر، وكان قادرًا على اختراق الدروع السميكة. ومع ذلك، كان توجيه الصاروخ يتطلب مهارة عالية من المشغل، حيث كان يجب عليه تتبع الصاروخ بصريًا وتوجيهه يدويًا باستخدام عصا التحكم.
بالإضافة إلى قاذفة الصواريخ، كانت راكيتنجاغبانتسر 1 مزودة بمدفع رشاش عيار 7.62 ملم للدفاع عن النفس. كما كانت المركبة مزودة بأجهزة رؤية ليلية محدودة، مما يسمح لها بالعمل في الظلام.
الخصائص التقنية
- الطاقم: 4 أفراد (قائد، سائق، مدفعي، ملقم)
- الوزن: حوالي 16 طنًا
- الطول: 5.75 متر
- العرض: 2.54 متر
- الارتفاع: 2.08 متر
- التسليح:
- قاذفة صواريخ “نورد إس إس 11” (Nord SS.11)
- مدفع رشاش عيار 7.62 ملم
- المدى الأقصى للصاروخ: 3000 متر
- السرعة القصوى: حوالي 60 كيلومترًا في الساعة
الخدمة التشغيلية
دخلت راكيتنجاغبانتسر 1 الخدمة في الجيش الألماني في عام 1961. تم إنتاج حوالي 770 مركبة من هذا النوع حتى عام 1967. تم توزيعها على وحدات مضادة للدبابات في جميع أنحاء ألمانيا الغربية.
كانت العقيدة العسكرية الألمانية تنص على استخدام راكيتنجاغبانتسر 1 في كمائن ضد الدبابات السوفيتية. كانت الوحدات المزودة بهذا النوع من المدمرات ستنتظر في مواقع مخفية حتى تقترب الدبابات السوفيتية، ثم تطلق الصواريخ عليها من مسافة بعيدة. كان يُفترض أن الصواريخ ستدمر أو تعطل الدبابات السوفيتية، مما يسمح للقوات الألمانية الأخرى بالاشتباك معها.
خلال فترة خدمتها، خضعت راكيتنجاغبانتسر 1 لعدة ترقيات. في أواخر الستينيات، تم استبدال صاروخ “نورد إس إس 11” بصاروخ “إيه إس 11” (AS.11) الأكثر تطوراً، والذي كان يتميز بمدى أطول ودقة أفضل. في السبعينيات، تم تجهيز بعض المركبات بأجهزة رؤية ليلية محسنة.
على الرغم من ترقياتها، أصبحت راكيتنجاغبانتسر 1 قديمة الطراز بحلول الثمانينيات. كانت الصواريخ الموجهة سلكيًا بطيئة وغير دقيقة نسبيًا، وكانت المركبة نفسها عرضة لنيران العدو. لذلك، تم سحبها تدريجيًا من الخدمة في أواخر الثمانينيات واستبدالها بمركبات أكثر حداثة، مثل ياجبانزر كانون 90 (Jagdpanzer Kanone 90) وياجبانزر ياجوار 1 (Jagdpanzer Jaguar 1).
النسخ المختلفة
على الرغم من أن راكيتنجاغبانتسر 1 كانت في الأساس عبارة عن تصميم واحد، إلا أن هناك بعض الاختلافات الطفيفة بين المركبات المختلفة. على سبيل المثال، تم تجهيز بعض المركبات بأجهزة رؤية ليلية مختلفة، بينما تم تجهيز البعض الآخر بأنظمة اتصالات مختلفة.
بالإضافة إلى ذلك، تم استخدام هيكل راكيتنجاغبانتسر 1 كأساس لمركبات أخرى، مثل ناقلة الذخيرة ومنصة الإطلاق الصاروخية.
الأهمية التاريخية
تعتبر راكيتنجاغبانتسر 1 مركبة مهمة في تاريخ الحرب المضادة للدبابات. كانت أول مدمرة دبابات غربية مزودة بصواريخ موجهة، وقد لعبت دورًا مهمًا في تطوير العقيدة العسكرية الألمانية خلال الحرب الباردة. على الرغم من أنها أصبحت قديمة الطراز في النهاية، إلا أنها مهدت الطريق لمركبات أكثر حداثة، ولا تزال تُذكر كقطعة أثرية مهمة من الحرب الباردة.
مقارنة مع أنظمة أخرى
عند تقييم راكيتنجاغبانتسر 1، من المهم مقارنتها بأنظمة مماثلة في ذلك الوقت. كانت هناك أنظمة أخرى مضادة للدبابات قيد التطوير أو الخدمة في نفس الفترة الزمنية، ولكل منها نقاط قوة وضعف. بعض الأمثلة تشمل:
- M40 106mm Recoilless Rifle (الولايات المتحدة): مدفع عديم الارتداد مثبت على مركبة أو حامل ثلاثي القوائم. كان فعالاً ضد الدبابات القديمة، لكنه كان يفتقر إلى دقة ومدى الصواريخ الموجهة.
- 2S11 (الاتحاد السوفيتي): نظام صاروخي مضاد للدبابات محمول. كان يوفر قوة نيران كبيرة، لكنه كان أكثر عرضة للخطر بسبب حجمه الكبير.
- AMX-13 (فرنسا): دبابة خفيفة الوزن يمكن تزويدها بصواريخ موجهة مضادة للدبابات. كانت توفر تنوعًا أكبر من راكيتنجاغبانتسر 1، لكنها كانت أقل تخصصًا في دور مضاد الدبابات.
بشكل عام، كانت راكيتنجاغبانتسر 1 حلاً وسطًا جيدًا بين القدرة على الحركة وقوة النيران والحماية. كانت فعالة بشكل خاص في الكمائن، حيث يمكنها استخدام صواريخها بعيدة المدى للاشتباك مع الدبابات المعادية من مسافة آمنة.
خاتمة
راكيتنجاغبانتسر 1 هي مدمرة دبابات ألمانية غربية تاريخية مزودة بصواريخ موجهة مضادة للدبابات. كانت أول مركبة من نوعها تدخل الخدمة في الجيش الألماني، وقد لعبت دورًا مهمًا في العقيدة العسكرية الألمانية خلال الحرب الباردة. على الرغم من أنها أصبحت قديمة الطراز في النهاية، إلا أنها مهدت الطريق لمركبات أكثر حداثة، ولا تزال تُذكر كقطعة أثرية مهمة من الحرب الباردة.