تاريخ جماعات التراث الإصلاحي
تعود جذور جماعات التراث الإصلاحي إلى الكنائس الإصلاحية الهولندية في أمريكا الشمالية. في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، شهدت هذه الكنائس خلافات حول قضايا عقائدية وممارسات كنسية. أدت هذه الخلافات إلى انقسامات، وتشكلت جماعات إصلاحية متمسكة بالمعتقدات التقليدية للكالفينية.
تأسست جماعات التراث الإصلاحي رسميًا في عام 1993، نتيجة لاندماج عدد من الكنائس الصغيرة التي كانت تشترك في نفس الالتزام بالمعتقدات الإصلاحية التاريخية. منذ ذلك الحين، نمت الجماعات بشكل مطرد، وأصبحت تضم كنائس في جميع أنحاء الولايات المتحدة وكندا.
معتقدات جماعات التراث الإصلاحي
تؤمن جماعات التراث الإصلاحي بمجموعة من المعتقدات الأساسية، بما في ذلك:
- سلطة الكتاب المقدس: تؤمن الجماعات بأن الكتاب المقدس هو كلمة الله الموحى بها، وأنه السلطة العليا في جميع مسائل الإيمان والممارسة.
- سيادة الله: تؤمن الجماعات بأن الله هو صاحب السيادة المطلقة على كل شيء، وأن كل ما يحدث هو وفقًا لمشيئته الصالحة.
- الخلاص بالنعمة: تؤمن الجماعات بأن الخلاص هو هبة مجانية من الله، وأن الإنسان لا يستطيع أن يكسب الخلاص بأعماله الصالحة.
- الكالفينية الخمس: تتبنى الجماعات الكالفينية الخمس، وهي: الفساد الكامل، والاختيار غير المشروط، والفداء المحدود، والنعمة التي لا تقاوم، وثبات القديسين.
- عهود الله: تؤمن الجماعات بأهمية عهود الله، وخاصة عهد النعمة الذي يربط الله بشعبه.
الممارسات الكنسية لجماعات التراث الإصلاحي
تتميز الممارسات الكنسية لجماعات التراث الإصلاحي بالبساطة والاحترام. تركز العبادة على قراءة الكتاب المقدس، والصلاة، والترنيم، والوعظ. تولي الجماعات اهتمامًا خاصًا لتعليم الكتاب المقدس للأطفال والشباب.
تؤمن الجماعات بأهمية الانضباط الكنسي، وتسعى جاهدة للحفاظ على نقاء الكنيسة من خلال تأديب الأعضاء الذين يرتكبون الخطايا.
تؤمن الجماعات بأهمية الشهادة للإنجيل، وتسعى جاهدة لمشاركة رسالة الخلاص مع الآخرين.
الهيكل التنظيمي لجماعات التراث الإصلاحي
تتميز جماعات التراث الإصلاحي بهيكل تنظيمي لامركزي. يتكون كل كنيسة محلية من مجلس شيوخ منتخب من قبل أعضاء الكنيسة. يتولى مجلس الشيوخ مسؤولية الإشراف على الشؤون الروحية والمادية للكنيسة.
تجتمع الكنائس المحلية معًا في مجمعات إقليمية، وتجتمع المجمعات الإقليمية معًا في مجمع عام. يتولى المجمع العام مسؤولية اتخاذ القرارات المتعلقة بالقضايا التي تهم جميع الكنائس.
جماعات التراث الإصلاحي في المجتمع
تسعى جماعات التراث الإصلاحي إلى أن تكون نورًا وملحًا في المجتمع. تشجع الجماعات أعضائها على العيش حياة القداسة والبر، وأن يكونوا شهودًا للمسيح في جميع جوانب حياتهم.
تشارك الجماعات في عدد من الأنشطة الاجتماعية، مثل تقديم المساعدة للمحتاجين، والدفاع عن العدالة، وتعزيز القيم الأخلاقية.
التحديات التي تواجه جماعات التراث الإصلاحي
تواجه جماعات التراث الإصلاحي عددًا من التحديات، بما في ذلك:
- العلمنة: تواجه الجماعات تحديًا من تزايد العلمنة في المجتمع، والتي تؤدي إلى تراجع القيم الدينية والأخلاقية.
- الليبرالية اللاهوتية: تواجه الجماعات تحديًا من الليبرالية اللاهوتية، والتي تسعى إلى تقويض سلطة الكتاب المقدس والمعتقدات الإصلاحية التاريخية.
- الخلافات الداخلية: تواجه الجماعات تحديًا من الخلافات الداخلية، والتي يمكن أن تؤدي إلى الانقسامات والضعف.
مستقبل جماعات التراث الإصلاحي
على الرغم من التحديات التي تواجهها، فإن جماعات التراث الإصلاحي متفائلة بشأن مستقبلها. تؤمن الجماعات بأن الله سوف يحافظ على كنيسته، وأنه سوف يستخدمها لنشر رسالة الإنجيل إلى أقصى الأرض.
تعتبر جماعات التراث الإصلاحي نفسها جزءًا من سلسلة طويلة من المؤمنين الذين حافظوا على الإيمان الإصلاحي عبر القرون. وهي تسعى جاهدة للحفاظ على هذا الإيمان ونقله إلى الأجيال القادمة.
تأثير جماعات التراث الإصلاحي
على الرغم من صغر حجمها النسبي، إلا أن جماعات التراث الإصلاحي لها تأثير كبير على المجتمع. تساهم الجماعات في الحفاظ على القيم الدينية والأخلاقية، وتعزيز التعليم المسيحي، وتقديم المساعدة للمحتاجين.
تعتبر الجماعات أيضًا مركزًا للنشاط الفكري، حيث ينتج أعضاؤها عددًا من الكتب والمقالات التي تدافع عن المعتقدات الإصلاحية وتشرحها.
خاتمة
جماعات التراث الإصلاحي هي طائفة كالفينية قارية ملتزمة بالكتاب المقدس والمعتقدات الإصلاحية التاريخية. تسعى الجماعات جاهدة للحفاظ على نقاء العقيدة والممارسة الكنسية، وأن تكون نورًا وملحًا في المجتمع. على الرغم من التحديات التي تواجهها، فإن الجماعات متفائلة بشأن مستقبلها، وتؤمن بأن الله سوف يحافظ على كنيسته ويستخدمها لنشر رسالة الإنجيل إلى أقصى الأرض.