<![CDATA[
نشأتها وبداياتها
ولدت مارجوري ستيوارت في مونتغمري بولاية ألاباما، ونشأت في أسرة ملتزمة بالعلم والتعليم. انتقلت عائلتها إلى شيكاغو في بداية القرن العشرين، حيث أتيحت لها فرص تعليمية أفضل. أظهرت مارجوري شغفاً مبكراً بالجمال والأناقة، وهو ما دفعها إلى الالتحاق بمدرسة الجمال في سن مبكرة.
في عام 1916، تخرجت مارجوري جوينر من مدرسة الجمال “مولر” في شيكاغو، لتصبح واحدة من أوائل النساء الأمريكيات من أصل أفريقي اللاتي يحصلن على ترخيص في هذا المجال. لم تكتفِ بذلك، بل واصلت تعليمها لتدرس العلوم والتجميل في وقت لاحق في جامعة بيثون كوك مان.
آلة التجعيد الدائم وإحداث ثورة في تصفيف الشعر
في عشرينيات القرن الماضي، بدأت مارجوري جوينر العمل على تطوير طريقة جديدة لتجعيد الشعر تكون أكثر فعالية وأقل ضرراً من الطرق التقليدية. كانت النساء في ذلك الوقت يعتمدن على أدوات ساخنة ومواد كيميائية قاسية لتجعيد شعرهن، مما كان يؤدي إلى تلفه وتقصفه.
بعد سنوات من البحث والتجريب، تمكنت مارجوري جوينر من ابتكار “آلة التجعيد الدائم”، وهي عبارة عن جهاز كهربائي يستخدم الحرارة والرطوبة لتجعيد الشعر بشكل دائم. حصلت جوينر على براءة اختراع هذا الجهاز في عام 1928، وسرعان ما انتشر استخدامه في صالونات التجميل في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
أحدثت آلة التجعيد الدائم ثورة في تصفيف الشعر للنساء، حيث وفرت طريقة آمنة وفعالة للحصول على تجعيدات دائمة دون الحاجة إلى استخدام مواد كيميائية قاسية. كما ساهمت في توفير الوقت والجهد على مصففي الشعر، مما جعلها أداة أساسية في صالونات التجميل.
دورها في شركة مدام سي. جيه. ووكر
بالإضافة إلى اختراعها آلة التجعيد الدائم، لعبت مارجوري جوينر دوراً هاماً في تطوير صناعة العناية بالشعر للسود في الولايات المتحدة. في عام 1916، انضمت إلى شركة مدام سي. جيه. ووكر، وهي شركة رائدة في مجال منتجات العناية بالشعر للسود.
عملت مارجوري جوينر في شركة مدام سي. جيه. ووكر لأكثر من 50 عاماً، وتدرجت في المناصب حتى أصبحت المشرفة الوطنية على مدارس ووكر للجمال. قامت بتدريب آلاف مصففي الشعر من السود، وساعدتهم على تأسيس أعمالهم الخاصة وتحقيق النجاح في هذا المجال.
كانت مارجوري جوينر مؤمنة بأهمية التعليم والتدريب المهني للنساء السود، وكانت تسعى جاهدة لتوفير الفرص لهن للتعلم والتطور. قامت بتأسيس العديد من المدارس والمعاهد المهنية التي تقدم دورات في التجميل والعناية بالشعر، مما ساهم في تمكين النساء السود اقتصادياً واجتماعياً.
العمل الخيري والخدمة المجتمعية
لم تقتصر جهود مارجوري جوينر على مجال التجميل والعناية بالشعر، بل امتدت لتشمل العمل الخيري والخدمة المجتمعية. كانت عضواً نشطاً في العديد من المنظمات الاجتماعية والمدنية، وكانت تعمل على دعم القضايا التي تهم المجتمع الأسود.
كانت مارجوري جوينر مؤمنة بأهمية رد الجميل للمجتمع، وكانت تتطوع بوقتها ومهاراتها لمساعدة المحتاجين. قامت بجمع التبرعات للجمعيات الخيرية، وقدمت خدمات التجميل المجانية للمرضى والمسنين.
كما كانت مارجوري جوينر مهتمة بالسياسة، وكانت تعمل على تشجيع النساء السود على المشاركة في العملية السياسية. كانت عضواً في الحزب الديمقراطي، وشاركت في العديد من الحملات الانتخابية.
الجوائز والتكريمات
تقديرًا لإسهاماتها في مجال التجميل والعمل الخيري والخدمة المجتمعية، حصلت مارجوري جوينر على العديد من الجوائز والتكريمات، من بينها:
- جائزة الإنجاز مدى الحياة من الرابطة الوطنية لمالكي صالونات التجميل.
- جائزة الخدمة المتميزة من الرابطة الوطنية للنهوض بالملونين (NAACP).
- إدراج اسمها في قاعة مشاهير رواد الأعمال السود.
إرثها وتأثيرها
تركت مارجوري جوينر إرثاً عظيماً من الإنجازات والتأثيرات الإيجابية. لقد أحدثت ثورة في صناعة تصفيف الشعر، وساهمت في تمكين النساء السود، وقدمت خدمات جليلة للمجتمع.
تعتبر مارجوري جوينر قدوة ومصدر إلهام للعديد من النساء، خاصةً النساء السود اللاتي يسعين إلى تحقيق النجاح في مجال الأعمال والخدمة المجتمعية. قصتها هي قصة عن المثابرة والإصرار والتفاني في خدمة الآخرين.
خاتمة
مارجوري جوينر، سيدة الأعمال الرائدة والمخترعة المبتكرة، لم تكتفِ بتحقيق النجاح الشخصي، بل سخرت حياتها لخدمة مجتمعها وتمكين الآخرين. من خلال اختراعها “آلة التجعيد الدائم” وعملها في شركة مدام سي. جيه. ووكر، ساهمت في تغيير صناعة تصفيف الشعر وتمكين النساء السود اقتصادياً واجتماعياً. تظل مارجوري جوينر رمزاً للإصرار والعطاء، وستظل إنجازاتها مصدر إلهام للأجيال القادمة.