نشأتها وتعليمها
ولدت بسيمة يوسف بطرس في مدينة أربيل بإقليم كردستان العراق عام 1963، ونشأت في أسرة آشورية محافظة. تلقت تعليمها الأساسي والثانوي في مدارس أربيل، ثم التحقت بكلية القانون والسياسة في جامعة بغداد، حيث حصلت على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية. واصلت دراساتها العليا في نفس الجامعة، وحصلت على شهادة الماجستير في القانون الدولي، ثم شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية.
مسيرتها الأكاديمية
بدأت الدكتورة بسيمة مسيرتها الأكاديمية كمحاضرة في كلية القانون والسياسة بجامعة بغداد، حيث قامت بتدريس مواد العلوم السياسية والقانون الدولي. ترقت في المناصب الأكاديمية حتى أصبحت أستاذة جامعية، وأشرفت على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه. شاركت في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية المحلية والدولية، وقدمت أبحاثاً ودراسات حول قضايا سياسية وقانونية مختلفة، بما في ذلك قضايا حقوق الإنسان وحقوق الأقليات.
مسيرتها السياسية
انخرطت الدكتورة بسيمة يوسف بطرس في العمل السياسي في فترة مبكرة من حياتها، حيث شاركت في العديد من الأنشطة السياسية والاجتماعية التي تهدف إلى الدفاع عن حقوق الأقليات في العراق. بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003، شاركت في العملية السياسية الجديدة في العراق، وانضمت إلى عدد من الأحزاب والتنظيمات السياسية التي تمثل مصالح المسيحيين الآشوريين. تقلدت مناصب قيادية في هذه الأحزاب والتنظيمات، وشاركت في صياغة البرامج السياسية والمطالب الحقوقية التي تهدف إلى تحقيق المساواة والعدالة لجميع العراقيين.
ساهمت الدكتورة بسيمة في تأسيس العديد من المنظمات المدنية التي تعمل في مجال حقوق الإنسان وحقوق الأقليات، وقامت بتنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة التي تهدف إلى التوعية بحقوق الأقليات ومكافحة التمييز والعنصرية. كما شاركت في العديد من اللقاءات والمفاوضات مع المسؤولين الحكوميين والسياسيين العراقيين، ومع ممثلي المجتمع الدولي، من أجل طرح قضايا الأقليات والمطالبة بحقوقهم.
تركز الدكتورة بسيمة في عملها السياسي على عدة قضايا رئيسية، من بينها:
- حماية حقوق المسيحيين الآشوريين: تسعى الدكتورة بسيمة إلى ضمان حماية حقوق المسيحيين الآشوريين في العراق، بما في ذلك حقهم في حرية الدين والمعتقد، وحقهم في المشاركة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وحقهم في الحفاظ على هويتهم الثقافية واللغوية.
- تحقيق المساواة والعدالة لجميع العراقيين: تؤمن الدكتورة بسيمة بأن جميع العراقيين يجب أن يتمتعوا بالمساواة في الحقوق والواجبات، بغض النظر عن دينهم أو عرقهم أو لغتهم. وتسعى إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية لجميع العراقيين، وإلى مكافحة الفساد والتمييز.
- تعزيز المصالحة الوطنية: تدعو الدكتورة بسيمة إلى تعزيز المصالحة الوطنية بين جميع مكونات الشعب العراقي، وإلى بناء دولة عراقية موحدة وقوية تحترم حقوق جميع مواطنيها.
- دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان: تعمل الدكتورة بسيمة على دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان في العراق، وعلى تعزيز دور المجتمع المدني في الرقابة على أداء الحكومة وحماية حقوق المواطنين.
مواقفها السياسية
تتبنى الدكتورة بسيمة يوسف بطرس مواقف سياسية واضحة ومبدئية تجاه القضايا العراقية والإقليمية والدولية. فهي تؤمن بضرورة بناء دولة عراقية ديمقراطية تعددية تحترم حقوق جميع مواطنيها، وتدعو إلى تعزيز المصالحة الوطنية بين جميع مكونات الشعب العراقي. كما أنها تدعم جهود مكافحة الإرهاب والتطرف، وتؤكد على أهمية التعاون الإقليمي والدولي في هذا المجال.
تنتقد الدكتورة بسيمة بشدة السياسات التي تؤدي إلى تهميش الأقليات وإقصائهم من العملية السياسية، وتدعو إلى تمثيل عادل للأقليات في جميع مؤسسات الدولة. كما أنها تنتقد الفساد وسوء الإدارة، وتطالب بإصلاح شامل للنظام السياسي والاقتصادي في العراق.
تؤمن الدكتورة بسيمة بأهمية الحوار والتفاوض في حل النزاعات، وتدعو إلى حل المشاكل السياسية بالطرق السلمية. كما أنها تدعم جهود السلام في المنطقة، وتؤكد على ضرورة احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
أهم إنجازاتها
حققت الدكتورة بسيمة يوسف بطرس العديد من الإنجازات خلال مسيرتها الأكاديمية والسياسية، من بينها:
- المساهمة في تطوير المناهج الدراسية في مجال العلوم السياسية والقانون الدولي: ساهمت الدكتورة بسيمة في تطوير المناهج الدراسية في كلية القانون والسياسة بجامعة بغداد، وقامت بتحديثها لتواكب التطورات الحديثة في مجال العلوم السياسية والقانون الدولي.
- الإشراف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه: أشرفت الدكتورة بسيمة على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه في مجال العلوم السياسية والقانون الدولي، وساهمت في إعداد جيل جديد من الباحثين والخبراء في هذه المجالات.
- المشاركة في صياغة العديد من القوانين والتشريعات: شاركت الدكتورة بسيمة في صياغة العديد من القوانين والتشريعات التي تهدف إلى حماية حقوق الأقليات وتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان في العراق.
- تأسيس العديد من المنظمات المدنية: ساهمت الدكتورة بسيمة في تأسيس العديد من المنظمات المدنية التي تعمل في مجال حقوق الإنسان وحقوق الأقليات، وقامت بتنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة التي تهدف إلى التوعية بحقوق الأقليات ومكافحة التمييز والعنصرية.
- تمثيل الأقليات في المحافل الدولية: مثلت الدكتورة بسيمة الأقليات في العديد من المحافل الدولية، وقامت بطرح قضاياهم والمطالبة بحقوقهم أمام المجتمع الدولي.
الجوائز والتكريمات
حصلت الدكتورة بسيمة يوسف بطرس على العديد من الجوائز والتكريمات تقديراً لجهودها في مجال الدفاع عن حقوق الأقليات وتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان، من بينها:
- جائزة حقوق الإنسان من منظمة العفو الدولية: حصلت الدكتورة بسيمة على جائزة حقوق الإنسان من منظمة العفو الدولية عام 2010، تقديراً لجهودها في الدفاع عن حقوق الأقليات في العراق.
- جائزة السلام من مؤسسة نوبل للسلام: رشحت الدكتورة بسيمة لجائزة السلام من مؤسسة نوبل للسلام عام 2015، تقديراً لجهودها في تعزيز المصالحة الوطنية في العراق.
- العديد من شهادات التقدير من منظمات المجتمع المدني والحكومات المحلية والدولية: حصلت الدكتورة بسيمة على العديد من شهادات التقدير من منظمات المجتمع المدني والحكومات المحلية والدولية، تقديراً لجهودها في مجال الدفاع عن حقوق الأقليات وتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان.
تحديات تواجهها
تواجه الدكتورة بسيمة يوسف بطرس العديد من التحديات في عملها السياسي والاجتماعي، من بينها:
- الوضع الأمني غير المستقر في العراق: يؤثر الوضع الأمني غير المستقر في العراق على عمل الدكتورة بسيمة، ويجعل من الصعب عليها القيام بمهامها في مجال الدفاع عن حقوق الأقليات وتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان.
- التمييز والعنصرية ضد الأقليات: تعاني الأقليات في العراق من التمييز والعنصرية، مما يجعل من الصعب عليهم المشاركة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
- الفساد وسوء الإدارة: يعاني العراق من الفساد وسوء الإدارة، مما يؤثر على عمل الدكتورة بسيمة ويجعل من الصعب عليها تحقيق أهدافها في مجال الإصلاح السياسي والاقتصادي.
- التدخلات الخارجية: تتعرض العراق لتدخلات خارجية من دول إقليمية ودولية، مما يزيد من تعقيد الوضع السياسي ويجعل من الصعب على الدكتورة بسيمة تحقيق أهدافها في مجال تعزيز المصالحة الوطنية وبناء دولة عراقية موحدة وقوية.
طموحاتها المستقبلية
تطمح الدكتورة بسيمة يوسف بطرس إلى تحقيق العديد من الأهداف في المستقبل، من بينها:
- المساهمة في بناء دولة عراقية ديمقراطية تعددية تحترم حقوق جميع مواطنيها: تسعى الدكتورة بسيمة إلى المساهمة في بناء دولة عراقية ديمقراطية تعددية تحترم حقوق جميع مواطنيها، وتدعم جهود تعزيز المصالحة الوطنية بين جميع مكونات الشعب العراقي.
- حماية حقوق الأقليات في العراق: تعمل الدكتورة بسيمة على حماية حقوق الأقليات في العراق، وتدعو إلى تمثيل عادل للأقليات في جميع مؤسسات الدولة.
- تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان في العراق: تدعم الدكتورة بسيمة جهود تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان في العراق، وتعمل على تقوية دور المجتمع المدني في الرقابة على أداء الحكومة وحماية حقوق المواطنين.
- مكافحة الفساد وسوء الإدارة: تطالب الدكتورة بسيمة بإصلاح شامل للنظام السياسي والاقتصادي في العراق، وتعمل على مكافحة الفساد وسوء الإدارة.
- تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة: تدعم الدكتورة بسيمة جهود السلام في المنطقة، وتؤكد على ضرورة احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
خاتمة
تعتبر الدكتورة بسيمة يوسف بطرس شخصية سياسية وأكاديمية بارزة في العراق، تتمتع بخبرة واسعة في العمل الأكاديمي والسياسي، وتعرف بمواقفها المبدئية في الدفاع عن حقوق الأقليات وتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان. تواجه الدكتورة بسيمة العديد من التحديات في عملها، ولكنها تظل ملتزمة بتحقيق أهدافها في بناء دولة عراقية ديمقراطية تعددية تحترم حقوق جميع مواطنيها.