نبذة تاريخية
تم طلب إتش إم إس مالكولم في يوليو 1916 كجزء من برنامج بناء الحرب الطارئة. تم تصميم هذه السفن لتكون أكبر وأسرع من المدمرات القياسية، مع القدرة على العمل كقادة أسراب مدمرات. تم إطلاقها في 20 أبريل 1918، ودخلت الخدمة في ديسمبر 1919.
شاركت إتش إم إس مالكولم في مجموعة متنوعة من المهام خلال فترة ما بين الحربين، بما في ذلك العمل في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي. كما لعبت دورًا في الحرب الأهلية الإسبانية، حيث قامت بدوريات في المياه الإسبانية لحماية السفن البريطانية ورعاياها.
الحرب العالمية الثانية
عند اندلاع الحرب العالمية الثانية في سبتمبر 1939، تم تعيين إتش إم إس مالكولم لمهام المرافقة في المحيط الأطلسي. لعبت دورًا حيويًا في حماية القوافل من هجمات الغواصات الألمانية (U-boats).
معركة الأطلسي: شاركت إتش إم إس مالكولم في العديد من معارك القوافل الشرسة خلال معركة الأطلسي. في عام 1941، كانت جزءًا من مرافقة القافلة SC 48، والتي تعرضت لهجوم من قبل “سرب الذئاب” من الغواصات. على الرغم من الخسائر الفادحة التي تكبدتها القافلة، تمكنت إتش إم إس مالكولم والسفن المرافقة الأخرى من إغراق العديد من الغواصات.
عمليات أخرى: بالإضافة إلى مهام المرافقة، شاركت إتش إم إس مالكولم في عمليات أخرى خلال الحرب، بما في ذلك:
- المشاركة في عمليات الإنزال في شمال إفريقيا (عملية الشعلة) عام 1942.
- العمل في البحر الأبيض المتوسط، حيث قامت بدوريات ورافقت القوافل.
- المشاركة في عمليات الإنزال في صقلية (عملية هسكي) عام 1943.
- العمل في بحر إيجه.
التصميم والمواصفات
تم تصميم مدمرات فئة سكوت لتكون قادة أسراب مدمرات، وبالتالي كانت أكبر وأكثر تسليحًا من المدمرات القياسية في ذلك الوقت. كانت إتش إم إس مالكولم نموذجية لهذا النوع، مع المواصفات التالية:
- الإزاحة: 1,718 طنًا (قياسي)، 2,050 طنًا (حمولة كاملة).
- الطول: 332 قدمًا (101.2 متر).
- العرض: 31 قدمًا 9 بوصات (9.7 متر).
- العمق: 12 قدمًا 6 بوصات (3.8 متر).
- الدفع: توربينات بخارية، 3 مراجل، 40,000 حصان بخاري.
- السرعة: 36.5 عقدة (67.6 كم/ساعة).
- المدى: 4,800 ميل بحري عند 15 عقدة.
- التسليح:
- 5 × مدافع 4.7 بوصة (120 ملم).
- 1 × مدفع مضاد للطائرات 3 بوصة.
- 2 × مدافع مضادة للطائرات 2 رطل “بوم بوم”.
- 6 × أنابيب طوربيد 21 بوصة (533 ملم).
- الطاقم: 183 ضابطًا وبحارًا.
التعديلات
خضعت إتش إم إس مالكولم لعدد من التعديلات خلال فترة خدمتها، خاصة خلال الحرب العالمية الثانية، لتعزيز قدراتها المضادة للغواصات والدفاع الجوي. وشملت هذه التعديلات:
- تركيب أجهزة سونار للكشف عن الغواصات.
- إضافة قاذفات قنابل عمق.
- استبدال بعض المدافع المضادة للطائرات القديمة بمدافع أحدث وأكثر فعالية.
- تركيب رادار.
نهاية الخدمة
نجت إتش إم إس مالكولم من الحرب العالمية الثانية، وتم بيعها للخردة في عام 1945. على الرغم من أنها لم تعد موجودة، إلا أنها تركت إرثًا كمدمرة قوية وفعالة خدمت البحرية الملكية بتفان خلال فترة حرجة في التاريخ.
دورها في حماية القوافل
كان الدور الأهم الذي لعبته إتش إم إس مالكولم هو حماية القوافل التجارية الحيوية التي عبرت المحيط الأطلسي. في تلك الفترة، كانت الغواصات الألمانية تمثل تهديدًا وجوديًا لبريطانيا، حيث كانت تستهدف السفن التجارية لمنع وصول الإمدادات الضرورية من الولايات المتحدة وكندا. من خلال مرافقة هذه القوافل، ساهمت إتش إم إس مالكولم في ضمان وصول الغذاء والوقود والمواد الأخرى التي كانت ضرورية للحفاظ على بريطانيا في الحرب.
كانت الحياة على متن سفينة مرافقة قوافل مثل إتش إم إس مالكولم صعبة وخطيرة. كان البحارة يعيشون في خوف دائم من هجمات الغواصات، وكانوا يعملون لساعات طويلة في ظروف جوية قاسية. على الرغم من هذه التحديات، أظهروا شجاعة وتفانيًا استثنائيين.
التعاون مع السفن الأخرى
لم تكن إتش إم إس مالكولم تعمل بمعزل عن غيرها. كانت جزءًا من فريق أكبر من السفن المرافقة، بما في ذلك المدمرات الأخرى والفرقاطات والكورفيتات. كانت هذه السفن تعمل معًا لحماية القافلة من جميع أنواع التهديدات، بما في ذلك الغواصات والطائرات والسفن السطحية المعادية.
كان التعاون والتنسيق بين السفن المرافقة أمرًا بالغ الأهمية لنجاح القافلة. كانت السفن تستخدم الرادار والسونار وأجهزة الاتصال الأخرى لتحديد موقع التهديدات وتنسيق هجماتها.
أهمية إتش إم إس مالكولم
على الرغم من أن إتش إم إس مالكولم قد لا تكون مشهورة مثل بعض السفن الأخرى في البحرية الملكية، إلا أنها لعبت دورًا حيويًا في المجهود الحربي. من خلال حماية القوافل التجارية، ساهمت في ضمان بقاء بريطانيا في الحرب وهزيمة ألمانيا النازية. كانت إتش إم إس مالكولم مثالًا على الشجاعة والتفاني اللذين أظهرهما البحارة البريطانيون خلال الحرب العالمية الثانية.
الدروس المستفادة
تقدم قصة إتش إم إس مالكولم العديد من الدروس القيمة حول أهمية البحرية وقوة الردع البحري، بالإضافة إلى أهمية التعاون الدولي في مواجهة التهديدات المشتركة. كما تسلط الضوء على التضحيات التي قدمها البحارة خلال الحرب العالمية الثانية، وتذكرنا بأهمية تقديرهم وتكريمهم.
خاتمة
كانت إتش إم إس مالكولم (دي 19) مدمرة تابعة للبحرية الملكية البريطانية، خدمت خلال الحرب العالمية الثانية. شاركت في معركة الأطلسي وحماية القوافل، وعمليات الإنزال في شمال إفريقيا وصقلية. تم بيعها للخردة في عام 1945، تاركة وراءها تاريخًا من الخدمة المخلصة.