<![CDATA[
مقدمة
روبرت كريستيان بويس هانسن (15 فبراير 1939 – 21 أغسطس 2014)، المعروف إعلاميًا باسم “الجزار الخباز” (Butcher Baker)، كان قاتلًا متسلسلًا أمريكيًا. اشتهر هانسن باختطاف وقتل ما لا يقل عن 17 امرأة في منطقة أنكوريج بولاية ألاسكا بين عامي 1971 و1983. كان هانسن صيادًا ماهرًا وطيارًا خاصًا، واستخدم هذه المهارات في جرائمه، حيث كان يختطف ضحاياه ويطير بهم إلى مناطق نائية في ألاسكا حيث كان يطاردهم ويقتلهم.
نشأة روبرت هانسن وحياته المبكرة
ولد روبرت هانسن في إسترفيل، أيوا، في عام 1939. كان طفلاً خجولًا ومنطويًا، وعانى من حب الشباب الحاد الذي أثر على تقديره لذاته. تعرض للتنمر في المدرسة، وكان يعاني من صعوبات في التواصل الاجتماعي. وصفه البعض بأنه “خجول للغاية” و”غير واثق من نفسه”.
على الرغم من هذه التحديات، أظهر هانسن مهارات في الخبز، وعمل في مخبز والده. كما كان مهتمًا بالصيد والرماية، وهي هوايات أتقنها لاحقًا واستخدمها في جرائمه البشعة.
بعد المدرسة الثانوية، التحق هانسن بالجيش، لكنه سرح بعد فترة قصيرة لأسباب طبية. عاد إلى أيوا، حيث تورط في عدة جرائم صغيرة، بما في ذلك السرقة والتخريب. قضى بعض الوقت في السجن قبل أن ينتقل إلى ألاسكا في عام 1967.
انتقال هانسن إلى ألاسكا
وجد هانسن في ألاسكا بيئة تناسب شخصيته المنعزلة ومهاراته في الصيد. عمل كخباز، وحافظ على نمط حياة هادئ ومنعزل. تزوج وأنجب أطفالًا، لكن زواجه لم ينجح وانتهى بالطلاق.
خلف مظهره الهادئ، كان هانسن يخفي جانبًا مظلمًا. بدأ في ارتكاب جرائم عنيفة ضد النساء، مستهدفًا في الغالب العاملات في مجال الجنس. كان يختطفهن ويعذبهن قبل أن يقتلهن ويرمي جثثهن في مناطق نائية حول أنكوريج.
جرائم هانسن
بدأت جرائم هانسن في الظهور في أوائل السبعينيات. كانت الشرطة في البداية غير قادرة على ربط حالات الاختفاء بالرغم من وجود نمط واضح. كانت الضحايا في الغالب من النساء العاملات في مجال الجنس أو الراقصات، مما أدى إلى تهميش قضاياهن في البداية.
كان هانسن حريصًا للغاية في إخفاء آثاره. كان يختار ضحاياه بعناية، ويتأكد من عدم وجود صلة مباشرة بينه وبينهن. كان يستخدم طائرته لنقل الضحايا إلى مناطق نائية، مما يجعل العثور على الجثث أمرًا صعبًا للغاية.
تشمل الأساليب التي استخدمها هانسن في جرائمه:
- الاختطاف: كان هانسن يختطف ضحاياه من شوارع أنكوريج أو من الحانات والملاهي الليلية.
- التعذيب: كان يعذب ضحاياه قبل قتلهن، وغالبًا ما كان يربطهن ويضربهن.
- الصيد: كان يطارد ضحاياه في البرية، مستخدمًا مهاراته في الصيد لتعقبهن وقتلهن.
- الإخفاء: كان يخفي جثث ضحاياه في مناطق نائية، مما يجعل العثور عليهن أمرًا صعبًا.
القبض على هانسن
بدأ التحقيق في جرائم هانسن يأخذ منحى جديًا في عام 1983، عندما تمكنت إحدى ضحاياه من الهروب والإبلاغ عن تعرضها للاختطاف والتعذيب. قدمت الضحية وصفًا دقيقًا لهانسن ولمنزله، مما ساعد الشرطة على تضييق نطاق البحث.
عندما داهمت الشرطة منزل هانسن، عثروا على أدلة دامغة تربطه بالعديد من حالات الاختفاء والقتل. عثروا على خرائط تفصيلية للمناطق التي تم فيها العثور على جثث الضحايا، بالإضافة إلى أسلحة وذخيرة تتطابق مع تلك المستخدمة في الجرائم.
اعترف هانسن في البداية ببعض الجرائم، ثم اعترف لاحقًا بقتل 17 امرأة. قدم للشرطة معلومات تفصيلية حول كيفية ارتكابه للجرائم ومواقع دفن الضحايا.
المحاكمة والإدانة
حُوكم هانسن في عام 1984 بتهمة القتل والاختطاف. دافع محاموه بأنه غير مذنب بسبب الجنون، لكن هيئة المحلفين رفضت هذا الدفاع وأدانته بجميع التهم.
حُكم على هانسن بالسجن المؤبد بدون إمكانية الإفراج المشروط، بالإضافة إلى أحكام أخرى بالسجن لفترات طويلة. قضى هانسن بقية حياته في السجن، وتوفي في عام 2014 عن عمر يناهز 75 عامًا.
تأثير جرائم هانسن
أثارت جرائم هانسن صدمة ورعبًا في ألاسكا وعبر الولايات المتحدة. سلطت القضية الضوء على قضية العنف ضد النساء العاملات في مجال الجنس، وكشفت عن أوجه القصور في نظام العدالة الجنائية.
ساعدت جرائم هانسن في زيادة الوعي بأهمية التحقيق في حالات الاختفاء بشكل جدي، بغض النظر عن خلفية الضحية. كما ساهمت في تطوير تقنيات التحقيق الجنائي، مثل تحليل الحمض النووي، التي تستخدم الآن بشكل روتيني في حل الجرائم.
إرث روبرت هانسن
يبقى روبرت هانسن شخصية مرعبة في تاريخ الجريمة الأمريكية. تجسد قصته كيف يمكن لشخص يبدو عاديًا أن يخفي جانبًا مظلمًا ووحشيًا. تذكرنا جرائمه بأهمية اليقظة والعمل على حماية الفئات الضعيفة في المجتمع.
تحليل نفسي لشخصية روبرت هانسن
حاول العديد من المحللين النفسيين فهم دوافع روبرت هانسن وجذوره النفسية. تشير بعض النظريات إلى أنه كان يعاني من اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، وهو اضطراب يتميز بعدم الشعور بالندم واللامبالاة بحقوق الآخرين. يعتقد آخرون أنه كان يعاني من تدني احترام الذات بسبب تنمره في الطفولة وحب الشباب الشديد، وأن جرائمه كانت وسيلة للسيطرة واستعادة القوة.
من المهم ملاحظة أن التحليل النفسي لشخصية هانسن هو مجرد تفسير محتمل، ولا يمكن اعتباره حقيقة مطلقة. ومع ذلك، فإنه يساعدنا على فهم تعقيدات العقل البشري وكيف يمكن للعوامل البيئية والشخصية أن تتضافر لتؤدي إلى العنف والجريمة.
خاتمة
روبرت هانسن، “الجزار الخباز”، كان قاتلًا متسلسلًا أمريكيًا ارتكب جرائم مروعة في ألاسكا. اختطف وعذب وقتل ما لا يقل عن 17 امرأة، مستخدمًا مهاراته في الصيد والطيران لإخفاء جرائمه. تم القبض على هانسن في عام 1983 وحُكم عليه بالسجن المؤبد. تبقى جرائمه تذكيرًا مروعًا بقدرة الإنسان على الشر وأهمية حماية الفئات الضعيفة في المجتمع.