مقدمة
كانت تير بورغون (TER Bourgogne) شبكة السكك الحديدية الإقليمية التي تخدم منطقة بورغون في فرنسا. تأسست في عام 2002 كجزء من إصلاح شامل لشبكات النقل الإقليمية في فرنسا، وكانت مسؤولة عن تشغيل القطارات الإقليمية في جميع أنحاء منطقة بورغون. في عام 2017، تم دمجها في شركة تير بورغون-فرانش كونتيه (TER Bourgogne-Franche-Comté) الجديدة، مما أنهى وجودها ككيان مستقل.
تاريخ تير بورغون
يعود تاريخ شبكات السكك الحديدية الإقليمية في فرنسا إلى الثمانينيات، عندما بدأت المناطق الفرنسية في تولي مسؤولية أكبر عن وسائل النقل المحلية. قبل ذلك، كانت شركة السكك الحديدية الوطنية الفرنسية (SNCF) تدير جميع خدمات الركاب. ومع ذلك، أدى نقل السلطة إلى المناطق إلى إنشاء شبكات إقليمية مخصصة، مصممة لتلبية الاحتياجات المحددة لكل منطقة.
تم إنشاء تير بورغون رسميًا في عام 2002، وبدأت في تشغيل خدماتها الخاصة. كانت المنطقة مسؤولة عن تحديد مسارات القطارات وجداولها الزمنية وأسعارها. كما استثمرت في تجديد وتحديث أسطول القطارات والبنية التحتية.
شبكة تير بورغون
غطت شبكة تير بورغون منطقة بورغون بأكملها، وربطت المدن والبلدات الرئيسية ببعضها البعض. تضمنت الشبكة الخطوط التالية:
- ديجون – أوسير – باريس: خط رئيسي يربط ديجون، عاصمة بورغون، بباريس عبر أوسير.
- ديجون – شالون سور ساون – ليون: خط رئيسي آخر يربط ديجون بليون عبر شالون سور ساون.
- ديجون – بون – أوتون: خط يربط ديجون بمدينتي بون وأوتون المشهورتين بإنتاج النبيذ.
- أوسير – أفالون – كليرمون فيران: خط يربط أوسير بوسط فرنسا عبر أفالون.
- لاروش – سان فلوران – غويغني: خط يربط لاروش سان فلوران بغويغني.
بالإضافة إلى هذه الخطوط الرئيسية، كانت هناك أيضًا العديد من الخطوط الفرعية التي تخدم المجتمعات الأصغر.
القطارات المستخدمة
استخدمت تير بورغون مجموعة متنوعة من القطارات، بما في ذلك:
- X 73500: قاطرات ديزل ذاتية الدفع تستخدم على نطاق واسع على الخطوط الإقليمية.
- AGC (Autorail Grande Capacité): قطارات حديثة متعددة الوحدات، تعمل بالديزل والكهرباء، وتوفر راحة أكبر للركاب.
- Corail: عربات تقليدية مجدّدة تجرها قاطرات كهربائية أو ديزل.
تم تحديث أسطول القطارات باستمرار لتحسين الموثوقية والراحة.
الخدمات المقدمة
قدمت تير بورغون مجموعة متنوعة من الخدمات للركاب، بما في ذلك:
- تذاكر بأسعار معقولة: تم تصميم أسعار التذاكر لتكون ميسورة التكلفة لجميع الركاب، مع خصومات خاصة متاحة للطلاب وكبار السن والعائلات.
- جداول زمنية منتظمة: تم تصميم الجداول الزمنية لتوفير اتصالات منتظمة وموثوقة بين المدن والبلدات في جميع أنحاء المنطقة.
- اتصالات جيدة مع وسائل النقل الأخرى: عملت تير بورغون مع مشغلي النقل الآخرين لضمان اتصالات جيدة مع الحافلات والترام ووسائل النقل الأخرى.
- معلومات للركاب: تم توفير معلومات للركاب من خلال مجموعة متنوعة من القنوات، بما في ذلك الموقع الإلكتروني ومحطات القطار ووسائل التواصل الاجتماعي.
الأثر الاقتصادي والاجتماعي
لعبت تير بورغون دورًا مهمًا في الاقتصاد والمجتمع في منطقة بورغون. من خلال توفير وسائل نقل ميسورة التكلفة وموثوقة، ساعدت في ربط المجتمعات، ودعم الشركات، وتشجيع السياحة.
ساعدت الشبكة في تقليل الازدحام المروري والتلوث، من خلال توفير بديل جذاب للقيادة. كما ساهمت في تحسين نوعية الحياة للمقيمين في المنطقة، من خلال تسهيل الوصول إلى فرص العمل والتعليم والرعاية الصحية والترفيه.
التحديات والمستقبل
واجهت تير بورغون العديد من التحديات، بما في ذلك:
- التمويل: كان الحصول على تمويل كافٍ لتشغيل وتحديث الشبكة تحديًا مستمرًا.
- المنافسة من وسائل النقل الأخرى: واجهت تير بورغون منافسة من السيارات والحافلات ووسائل النقل الأخرى.
- الحفاظ على البنية التحتية القديمة: تتطلب العديد من خطوط السكك الحديدية في بورغون استثمارات كبيرة للحفاظ عليها وتحديثها.
ومع ذلك، ظلت المنطقة ملتزمة بتحسين خدمات السكك الحديدية، من خلال الاستثمار في البنية التحتية الجديدة وتحديث الأسطول وتقديم خدمات جديدة للركاب. بعد اندماجها في شركة تير بورغون-فرانش كونتيه، استمرت هذه الجهود لتطوير الشبكة وتحسينها على نطاق أوسع.
الاندماج في تير بورغون-فرانش كونتيه
في عام 2017، تم دمج تير بورغون مع تير فرانش كونتيه لتشكيل شركة تير بورغون-فرانش كونتيه. جاء هذا الاندماج نتيجة لإعادة تنظيم المناطق الفرنسية، حيث تم دمج بورغون وفرانش كونتيه في منطقة واحدة. كان الهدف من الاندماج هو تبسيط العمليات وتقليل التكاليف وتحسين تنسيق خدمات السكك الحديدية عبر المنطقة الأكبر.
لا يزال تير بورغون-فرانش كونتيه يقدم خدمات السكك الحديدية الإقليمية في جميع أنحاء المنطقة الموحدة. وهي مسؤولة عن تشغيل وصيانة شبكة السكك الحديدية، وتحديد المسارات والجداول الزمنية، وتقديم المعلومات للركاب. تسعى المنطقة إلى تحسين خدمات السكك الحديدية وتلبية احتياجات المسافرين في المنطقة الأكبر.
مشاريع مستقبلية
يوجد العديد من المشاريع المستقبلية المخطط لها لشبكة تير بورغون-فرانش كونتيه، والتي تهدف إلى تحسين جودة وكفاءة خدمات السكك الحديدية في المنطقة. تتضمن بعض هذه المشاريع:
- تحديث خطوط السكك الحديدية: يتم التخطيط لتحديث العديد من خطوط السكك الحديدية الحالية لتحسين السلامة وتقليل أوقات السفر.
- شراء قطارات جديدة: يتم التخطيط لشراء قطارات جديدة لاستبدال القطارات القديمة وتحسين الراحة للركاب.
- تحسين محطات القطار: يتم التخطيط لتحسين محطات القطار لجعلها أكثر سهولة في الوصول إليها وأكثر ملاءمة للركاب.
- تطوير خدمات جديدة: يتم التخطيط لتطوير خدمات جديدة لتلبية احتياجات المسافرين في المنطقة.
من خلال الاستثمار في هذه المشاريع، تهدف المنطقة إلى جعل السكك الحديدية خيارًا جذابًا ومستدامًا للنقل للركاب في منطقة بورغون-فرانش كونتيه.
التأثير البيئي
تعتبر السكك الحديدية وسيلة نقل صديقة للبيئة نسبيًا، حيث تنتج انبعاثات غازات دفيئة أقل بكثير مقارنة بالسيارات والطائرات. من خلال تشجيع استخدام السكك الحديدية، ساهمت تير بورغون في تقليل التأثير البيئي للنقل في المنطقة.
تسعى المنطقة أيضًا إلى تحسين الاستدامة البيئية لخدمات السكك الحديدية من خلال:
- استخدام مصادر الطاقة المتجددة: يتم استخدام مصادر الطاقة المتجددة لتشغيل بعض القطارات ومحطات القطار.
- تقليل استهلاك الطاقة: يتم اتخاذ خطوات لتقليل استهلاك الطاقة في القطارات ومحطات القطار.
- إعادة تدوير النفايات: يتم إعادة تدوير النفايات من القطارات ومحطات القطار.
من خلال اتخاذ هذه الخطوات، تلتزم المنطقة بتقليل التأثير البيئي لخدمات السكك الحديدية.
خاتمة
كانت تير بورغون شبكة سكك حديدية إقليمية مهمة خدمت منطقة بورغون في فرنسا. لعبت دورًا حيويًا في ربط المجتمعات، ودعم الشركات، وتشجيع السياحة. على الرغم من التحديات التي واجهتها، ظلت المنطقة ملتزمة بتحسين خدمات السكك الحديدية. بعد اندماجها في تير بورغون-فرانش كونتيه، تستمر هذه الجهود لتطوير الشبكة وتحسينها على نطاق أوسع، مما يضمن بقاء السكك الحديدية وسيلة نقل جذابة ومستدامة للمسافرين في المنطقة.