تاريخ الكلية ونشأتها
تعود جذور الكلية إلى الجهود التي بذلتها الجالية الأرمينية في لبنان لإنشاء مؤسسة تعليمية تلبي احتياجات أبنائها. في أعقاب الحرب العالمية الأولى والإبادة الأرمينية، تدفق اللاجئون الأرمن إلى لبنان، وأصبحت الحاجة إلى مدرسة تقدم تعليمًا عالي الجودة مع الحفاظ على الهوية الثقافية الأرمينية ضرورة ملحة. تبرع الزوجان يبريم ومارثا فيليبوسيان بسخاء لإنشاء الكلية، ومن هنا جاء اسمها تكريمًا لجهودهما.
بدأت الكلية كإعدادية صغيرة، وسرعان ما توسعت لتشمل مراحل تعليمية مختلفة، من الروضة إلى المرحلة الثانوية. على مر السنين، تطورت الكلية لتواكب التغيرات في المناهج التعليمية والتكنولوجيا، مع الحفاظ على التزامها بتقديم تعليم شامل ومتكامل.
الأهداف والمبادئ التعليمية
تستند كلية يبريم ومارثا فيليبوسيان الإنجيلية الأرمينية إلى مجموعة من الأهداف والمبادئ التعليمية التي توجه عملها ورسالتها، وتشمل:
- تقديم تعليم عالي الجودة: تسعى الكلية جاهدة لتقديم أفضل مستوى من التعليم الأكاديمي، مع التركيز على تطوير مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات لدى الطلاب.
- الحفاظ على الهوية الثقافية الأرمينية: تعمل الكلية على تعزيز اللغة والثقافة والتاريخ الأرميني، وتغرس في الطلاب قيم الانتماء والفخر بتراثهم.
- تنمية القيم الأخلاقية: تركز الكلية على تنمية القيم الأخلاقية والأخلاق الحميدة لدى الطلاب، وتعزيز المسؤولية الاجتماعية والمواطنة الصالحة.
- توفير بيئة تعليمية داعمة: تسعى الكلية لتوفير بيئة تعليمية آمنة وداعمة تشجع الطلاب على التعلم والتطور، وتعزز الثقة بالنفس والاحترام المتبادل.
- إعداد الطلاب للمستقبل: تعمل الكلية على إعداد الطلاب لمواجهة تحديات المستقبل، وتزويدهم بالمهارات والمعرفة اللازمة لتحقيق النجاح في حياتهم المهنية والشخصية.
المناهج الدراسية والبرامج التعليمية
تقدم كلية يبريم ومارثا فيليبوسيان الإنجيلية الأرمينية مجموعة متنوعة من المناهج الدراسية والبرامج التعليمية التي تلبي احتياجات الطلاب في مختلف المراحل الدراسية. تعتمد الكلية مناهج حديثة ومتطورة تتوافق مع المعايير الدولية، وتغطي مجموعة واسعة من المواد الدراسية، بما في ذلك:
- اللغات: اللغة العربية، اللغة الأرمينية، اللغة الإنجليزية، واللغات الأجنبية الأخرى.
- العلوم: الرياضيات، الفيزياء، الكيمياء، الأحياء، وعلوم الحاسوب.
- العلوم الإنسانية: التاريخ، الجغرافيا، الفلسفة، علم الاجتماع، والعلوم السياسية.
- الفنون: الموسيقى، الرسم، النحت، والمسرح.
- التربية البدنية: الرياضة والأنشطة البدنية المختلفة.
بالإضافة إلى المناهج الدراسية الأساسية، تقدم الكلية مجموعة من البرامج التعليمية الإضافية، مثل:
- برامج الإثراء الأكاديمي: تهدف إلى تعزيز مهارات الطلاب المتفوقين وتوسيع آفاقهم المعرفية.
- برامج الدعم التعليمي: تهدف إلى مساعدة الطلاب الذين يواجهون صعوبات في التعلم.
- برامج الأنشطة اللامنهجية: تشمل مجموعة متنوعة من الأنشطة الثقافية والرياضية والاجتماعية التي تساهم في تنمية شخصية الطلاب ومهاراتهم.
الأنشطة اللامنهجية والحياة الطلابية
تولي كلية يبريم ومارثا فيليبوسيان الإنجيلية الأرمينية أهمية كبيرة للأنشطة اللامنهجية، حيث تعتبرها جزءًا لا يتجزأ من العملية التعليمية. تقدم الكلية مجموعة واسعة من الأنشطة التي تتيح للطلاب فرصة تطوير مهاراتهم واهتماماتهم، وتعزيز روح الفريق والتعاون، وتشمل:
- النوادي الطلابية: نوادي ثقافية، علمية، فنية، ورياضية.
- الفرق الرياضية: كرة القدم، كرة السلة، الكرة الطائرة، وألعاب القوى.
- الفرق الفنية: فرق الموسيقى، المسرح، والغناء.
- الرحلات والزيارات: رحلات ثقافية، علمية، وترفيهية.
- الأنشطة الاجتماعية: فعاليات خيرية، احتفالات بالمناسبات الوطنية والدينية، ومخيمات صيفية.
تساهم هذه الأنشطة في خلق بيئة طلابية حيوية ومحفزة، وتشجع الطلاب على المشاركة والتفاعل، وتعزز شعورهم بالانتماء إلى الكلية.
الكادر التعليمي والإداري
تضم كلية يبريم ومارثا فيليبوسيان الإنجيلية الأرمينية كادرًا تعليميًا وإداريًا مؤهلاً وذو خبرة عالية. يتميز المعلمون والإداريون بالتفاني والإخلاص في عملهم، والحرص على تقديم أفضل الخدمات للطلاب وأولياء الأمور. يخضع الكادر التعليمي لبرامج تدريبية مستمرة لتطوير مهاراتهم ومعرفتهم، ومواكبة أحدث التطورات في مجال التعليم.
تؤمن الكلية بأهمية العلاقة الوثيقة بين المعلمين والطلاب، وتسعى إلى بناء علاقات قائمة على الاحترام المتبادل والثقة والتفاهم. يعمل المعلمون كمرشدين وموجهين للطلاب، ويساعدونهم على تحقيق أهدافهم وتطلعاتهم.
الخريجون وإسهاماتهم
تخرج من كلية يبريم ومارثا فيليبوسيان الإنجيلية الأرمينية على مر السنين أجيال من الخريجين المتميزين الذين ساهموا في مختلف المجالات، سواء في لبنان أو في الخارج. تقلد العديد من الخريجين مناصب قيادية في الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني، وأصبحوا روادًا في مجالاتهم. يشغل خريجو الكلية مناصب مرموقة في مجالات الطب والهندسة والقانون والأعمال والفنون والعلوم، ويساهمون في تطوير مجتمعاتهم وخدمة الإنسانية.
تفتخر الكلية بخريجيها وإنجازاتهم، وتعتبرهم خير دليل على جودة التعليم الذي تقدمه.
التحديات والمستقبل
تواجه كلية يبريم ومارثا فيليبوسيان الإنجيلية الأرمينية، مثل غيرها من المؤسسات التعليمية في لبنان، مجموعة من التحديات، بما في ذلك:
- الوضع الاقتصادي الصعب: يؤثر الوضع الاقتصادي المتردي في لبنان على قدرة الأسر على تحمل تكاليف التعليم، مما يقلل من عدد الطلاب المسجلين في الكلية.
- التغيرات الديموغرافية: يؤدي الهجرة من لبنان إلى انخفاض عدد الطلاب الأرمن، مما يهدد الهوية الثقافية للكلية.
- المنافسة المتزايدة: تواجه الكلية منافسة متزايدة من المدارس الخاصة الأخرى، مما يتطلب منها بذل جهود أكبر للحفاظ على مكانتها.
على الرغم من هذه التحديات، فإن الكلية متفائلة بشأن مستقبلها، وتعمل على تطوير استراتيجيات جديدة لمواجهة هذه التحديات، وتشمل:
- تطوير المناهج الدراسية: تحديث المناهج الدراسية لتلبية احتياجات سوق العمل المتغيرة.
- تحسين البنية التحتية: تطوير البنية التحتية للكلية لتوفير بيئة تعليمية أفضل للطلاب.
- زيادة المنح الدراسية: زيادة عدد المنح الدراسية لمساعدة الطلاب المحتاجين على الالتحاق بالكلية.
- تعزيز العلاقات مع المجتمع: تعزيز العلاقات مع المجتمع المحلي والدولي لدعم الكلية وبرامجها.
تؤمن الكلية بأنها قادرة على التغلب على هذه التحديات والاستمرار في تقديم تعليم عالي الجودة للأجيال القادمة من الطلاب الأرمن واللبنانيين.
خاتمة
تظل كلية يبريم ومارثا فيليبوسيان الإنجيلية الأرمينية صرحًا تعليميًا شامخًا في بيروت، يشهد على التزام الجالية الأرمينية بالتعليم والثقافة. على مر السنين، لعبت الكلية دورًا حيويًا في تنشئة أجيال من القادة والمفكرين والمواطنين الصالحين، وساهمت في تطوير المجتمع اللبناني والأرمني. على الرغم من التحديات التي تواجهها، فإن الكلية مصممة على الاستمرار في رسالتها النبيلة، وتقديم تعليم متميز للأجيال القادمة.