مقدمة
أنجيلا راوبال هو اسم قد يشير إلى شخصيتين مرتبطتين بتاريخ عائلة هتلر، وهما:
- أنجيلا هتلر، الاسم بعد الزواج أنجيلا راوبال، (1883-1949)، الأخت غير الشقيقة لأدولف هتلر.
- غيلي راوبال، ابنة أنجيلا هتلر وعمّة أدولف هتلر.
سنستعرض في هذا المقال تفصيلاً لحياة كل من هاتين الشخصيتين ودورهما في التاريخ، مع التركيز على علاقتهما بأدولف هتلر والأثر الذي تركتاه.
أنجيلا هتلر (راوبال)
ولدت أنجيلا هتلر في 28 يوليو 1883، وكانت الأخت غير الشقيقة لأدولف هتلر من جهة الأب. والدها هو ألويس هتلر، والد أدولف، من زواجه الثاني. لعبت أنجيلا دورًا مهمًا في حياة أدولف هتلر في مراحل مختلفة، خاصة بعد وفاة والدته.
الحياة المبكرة والزواج: تزوجت أنجيلا راوبال من ليو راوبال في عام 1903 وأنجبت منه ثلاثة أطفال: ليو جونيور، وأنجيلا (غيلي)، وإلفرايد. بعد وفاة زوجها في عام 1910، واجهت أنجيلا صعوبات مالية واضطرت للعمل لإعالة أسرتها.
الانتقال إلى فيينا والعمل مع هتلر: في عشرينيات القرن الماضي، انتقلت أنجيلا إلى فيينا للعيش بالقرب من أخيها غير الشقيق، أدولف هتلر، الذي كان في بداية صعوده السياسي. عملت أنجيلا كمدبرة منزل لهتلر في مقر إقامته في فيينا. كانت هذه الفترة مهمة حيث أصبحت أنجيلا جزءًا من الدائرة المقربة لهتلر، وشهدت تطوراته السياسية عن كثب.
العلاقة مع أدولف هتلر: كانت علاقة أنجيلا بأدولف معقدة. على الرغم من أنها كانت تعتمد عليه ماليًا وتعمل لديه، إلا أنها كانت تنتقد بعض جوانب حياته وشخصيته. كانت أنجيلا تعتبر أكثر واقعية وعملية من أخيها، ولم تكن تتفق دائمًا مع طموحاته السياسية المتطرفة. ومع ذلك، فقد حافظت على ولائها له وعملت بجد لحماية صورته العامة.
الخلافات والابتعاد: في منتصف الثلاثينيات، بدأت العلاقة بين أنجيلا وأدولف في التدهور. يعود ذلك جزئيًا إلى علاقة أدولف بابنة أنجيلا، غيلي راوبال، التي كانت تربطها به علاقة وثيقة ومثيرة للجدل. بعد وفاة غيلي المفاجئة في عام 1931، ازدادت التوترات بين أنجيلا وأدولف، مما أدى إلى ابتعادهما عن بعضهما البعض.
الحياة خلال الحرب العالمية الثانية: خلال الحرب العالمية الثانية، عاشت أنجيلا في دريسدن وعملت في الصليب الأحمر. يُقال أنها كانت على خلاف مع سياسات أخيها، لكنها ظلت موالية لألمانيا. بعد تدمير دريسدن بالقصف الجوي في عام 1945، انتقلت أنجيلا إلى بيرشتسغادن، حيث عاشت حتى وفاتها.
الوفاة والإرث: توفيت أنجيلا راوبال في 30 أكتوبر 1949، ودفنت تحت اسم “أنجيلا هتلر راوبال”. على الرغم من أنها لم تلعب دورًا سياسيًا مباشرًا، إلا أنها كانت شخصية مهمة في حياة أدولف هتلر، وشهدت عن كثب تطوراته السياسية والشخصية. يظل إرثها جزءًا من تاريخ عائلة هتلر المعقد والمثير للجدل.
غيلي راوبال
أنجيلا ماريا “غيلي” راوبال (4 يونيو 1908 – 18 سبتمبر 1931) كانت ابنة أنجيلا هتلر وابنة أخت أدولف هتلر. اشتهرت بعلاقتها الوثيقة والمثيرة للجدل مع خالها، أدولف هتلر. تعتبر قصة حياتها وموتها لغزًا تاريخيًا، حيث لا تزال تفاصيل علاقتها بهتلر وسبب وفاتها موضوع نقاش وجدل بين المؤرخين.
الحياة المبكرة: نشأت غيلي في فيينا مع والدتها وإخوتها. كانت فتاة جميلة وطموحة، وحلمت بأن تصبح مغنية أوبرا. في عام 1928، انتقلت غيلي للعيش مع خالها، أدولف هتلر، في منزله في ميونيخ. سرعان ما أصبحت جزءًا من دائرته الاجتماعية المقربة، وكانت ترافقه في المناسبات العامة والخاصة.
العلاقة مع أدولف هتلر: تطورت علاقة غيلي بهتلر بسرعة، وأصبحت محور حياته. كان هتلر مهووسًا بغيلي، ويقال أنه كان يغار عليها بشدة. كانت علاقتهما معقدة، حيث جمعت بين العاطفة والسيطرة. كان هتلر يفرض قيودًا على غيلي، ويمنعها من مقابلة أصدقائها أو ممارسة هواياتها. كان يريدها أن تكون ملكًا له وحده.
التوتر واليأس: مع مرور الوقت، بدأت غيلي تشعر بالضيق والاختناق بسبب سيطرة هتلر عليها. كانت تحلم بحياة مستقلة، وترغب في تحقيق طموحاتها الفنية. يقال أنها كانت على علاقة سرية بشاب آخر، مما زاد من توتر العلاقة بينها وبين هتلر. أصبحت غيلي يائسة وحزينة، وكانت تعبر عن رغبتها في الهروب من حياة القمع التي تعيشها.
الوفاة المفاجئة: في 18 سبتمبر 1931، عُثر على غيلي راوبال ميتة في شقة هتلر في ميونيخ. تشير التحقيقات الرسمية إلى أنها انتحرت بإطلاق النار على نفسها بمسدس هتلر. ومع ذلك، لا تزال ظروف وفاتها موضع شك وجدل. هناك العديد من النظريات حول سبب وفاتها، بما في ذلك القتل على يد هتلر أو أحد المقربين منه، أو الانتحار بسبب اليأس والاكتئاب.
الأثر على هتلر: كان لموت غيلي راوبال تأثير عميق على أدولف هتلر. يقال أنه أصيب بصدمة كبيرة، ودخل في حالة من الحزن والاكتئاب. كان هتلر يعتز بغيلي، ويعتبرها أقرب شخص إليه. بعد وفاتها، أصبح هتلر أكثر انعزالًا وتطرفًا، ويعتقد البعض أن موتها ساهم في تطور شخصيته وسياسته.
الإرث والجدل: تظل قصة غيلي راوبال لغزًا تاريخيًا، وتثير العديد من الأسئلة حول علاقتها بأدولف هتلر وتأثيرها عليه. يعتبر موتها نقطة تحول في حياته، ويساهم في فهم شخصيته المعقدة والمثيرة للجدل. لا تزال حياة غيلي وموتها موضوع نقاش وجدل بين المؤرخين، وتبقى جزءًا من تاريخ ألمانيا النازية المظلم.
العلاقة بين الشخصيتين وأدولف هتلر
تلعب كل من أنجيلا هتلر وغيلي راوبال دورًا فريدًا في فهم شخصية أدولف هتلر وتاريخه. أنجيلا، بصفتها الأخت غير الشقيقة، كانت شخصية مستقرة في حياته، وقدمت له الدعم والرعاية في أوقات الحاجة. أما غيلي، ابنة أنجيلا، فقد كانت محور اهتمامه وعاطفته، وكان لموتها تأثير عميق عليه.
تأثير أنجيلا: قدمت أنجيلا لهتلر نوعًا من الاستقرار العائلي، خاصة بعد وفاة والدته. كانت بمثابة صلة وصل بينه وبين الماضي، وكانت تذكره بأصوله المتواضعة. على الرغم من خلافاتهما، إلا أن أنجيلا ظلت وفية لأخيها، وعملت على حماية صورته العامة.
تأثير غيلي: كانت غيلي تمثل لهتلر شيئًا مختلفًا تمامًا. كانت رمزًا للشباب والجمال والحياة. كان هتلر مهووسًا بها، ويرى فيها انعكاسًا لذاته المثالية. كان لموتها تأثير مدمر عليه، ويعتقد البعض أنه ساهم في تطور شخصيته وسياسته المتطرفة.
الخلاصة: يمكن القول أن أنجيلا وغيلي كانتا شخصيتين مهمتين في حياة أدولف هتلر، وكان لهما تأثير عميق عليه. تمثل أنجيلا الاستقرار والوفاء، بينما تمثل غيلي العاطفة والفقدان. يساعد فهم علاقته بهما في فهم شخصيته المعقدة والمثيرة للجدل.
خاتمة
في الختام، أنجيلا راوبال هو اسم يربطنا بشخصيتين مؤثرتين في حياة أدولف هتلر. أنجيلا هتلر، الأخت غير الشقيقة، كانت شخصية داعمة ومستقرة في حياته، بينما كانت غيلي راوبال، ابنة أخت هتلر، محور اهتمامه وعاطفته، وكان لموتها تأثير عميق عليه. تظل قصة هاتين الشخصيتين جزءًا من تاريخ عائلة هتلر المعقد والمثير للجدل، وتساعدنا في فهم شخصية أدولف هتلر وتاريخ ألمانيا النازية.