التأسيس والأيديولوجيا
تأسست إيراولتزا في عام 1982 كرد فعل على ما اعتبره بعض النشطاء الباسكيين تراجعًا في النضال المسلح الذي تقوده منظمة إيتا (ETA). انتقدت إيراولتزا إيتا لتركيزها المفرط على الأهداف العسكرية وتجاهلها للقضايا الاجتماعية والاقتصادية. تبنت إيراولتزا أيديولوجية يسارية متطرفة، تجمع بين القومية الباسكية والاشتراكية الثورية. هدفت الجماعة إلى تحقيق الاستقلال التام لإقليم الباسك وتأسيس مجتمع اشتراكي عادل.
كانت إيراولتزا تؤمن بأن النضال المسلح هو الوسيلة الوحيدة لتحقيق أهدافها. ومع ذلك، فقد تميزت عن إيتا بتركيزها على الأهداف غير العسكرية، مثل الشركات المتعددة الجنسيات والمصالح الرأسمالية التي اعتبرتها مسؤولة عن استغلال الشعب الباسكي.
العمليات والأنشطة
على الرغم من صغر حجمها، نفذت إيراولتزا عددًا من العمليات المسلحة خلال فترة نشاطها. شملت هذه العمليات:
- الهجمات على البنية التحتية الاقتصادية: استهدفت إيراولتزا البنوك والمصانع والشركات المتعددة الجنسيات التي اعتبرتها رموزًا للرأسمالية والاستغلال.
- الاعتداءات على ممتلكات الدولة: هاجمت إيراولتزا مكاتب حكومية ومراكز شرطة ومباني أخرى تابعة للدولة الإسبانية.
- عمليات التخريب: قامت إيراولتزا بتخريب خطوط الكهرباء وشبكات الاتصالات والبنية التحتية الأخرى.
- الدعاية المسلحة: استخدمت إيراولتزا العمليات المسلحة كوسيلة لنشر أيديولوجيتها وجذب الانتباه إلى قضية الاستقلال الباسكي.
كانت عمليات إيراولتزا عادةً ما تكون صغيرة النطاق ولا تسفر عن خسائر بشرية. ومع ذلك، فقد أثارت قلق السلطات الإسبانية وأدت إلى حملة قمع واسعة النطاق ضد الجماعة.
التراجع والتفكك
بحلول منتصف التسعينيات، بدأت إيراولتزا تعاني من عدد من المشاكل التي أدت في النهاية إلى تفككها. شملت هذه المشاكل:
- الاعتقالات: اعتقلت الشرطة الإسبانية العديد من أعضاء إيراولتزا، مما أضعف قدرة الجماعة على العمل.
- الخلافات الداخلية: ظهرت خلافات داخلية بين أعضاء إيراولتزا حول الأيديولوجية والاستراتيجية، مما أدى إلى انقسامات وصراعات.
- فقدان الدعم الشعبي: فقدت إيراولتزا الكثير من الدعم الشعبي بسبب عملياتها المسلحة وتكتيكاتها المتطرفة.
في عام 1996، أعلنت إيراولتزا حل نفسها. لم تعلن الجماعة عن أي أسباب محددة لحل نفسها، ولكن يُعتقد أن المشاكل المذكورة أعلاه لعبت دورًا رئيسيًا في هذا القرار.
الإرث والتأثير
على الرغم من قصر فترة نشاطها وصغر حجمها، إلا أن إيراولتزا تركت بصمة واضحة على المشهد السياسي الباسكي. كان لإيراولتزا تأثير كبير على الحركات اليسارية المتطرفة في إقليم الباسك، حيث ألهمت الجماعة العديد من الشباب الباسكيين للانضمام إلى النضال من أجل الاستقلال والعدالة الاجتماعية.
كما ساهمت إيراولتزا في إثراء النقاش حول الأيديولوجية والاستراتيجية داخل الحركة القومية الباسكية. تحدت إيراولتزا هيمنة إيتا على الحركة وطرحت بدائل جديدة للنضال من أجل الاستقلال.
اليوم، تعتبر إيراولتزا جزءًا من التاريخ الباسكي. يختلف المؤرخون والباحثون حول تقييم دور إيراولتزا وتأثيرها، ولكن لا يمكن إنكار أن الجماعة لعبت دورًا مهمًا في تشكيل المشهد السياسي الباسكي في الثمانينيات والتسعينيات.
خاتمة
كانت إيراولتزا جماعة مسلحة باسيكية صغيرة ذات نزعة يسارية، نشطت بين عامي 1982 و 1996. هدفت الجماعة إلى تحقيق الاستقلال التام لإقليم الباسك وتأسيس مجتمع اشتراكي عادل. نفذت إيراولتزا عددًا من العمليات المسلحة، ولكنها عانت من مشاكل داخلية وخارجية أدت في النهاية إلى تفككها. على الرغم من قصر فترة نشاطها، إلا أن إيراولتزا تركت بصمة واضحة على المشهد السياسي الباسكي وأثرت على الحركات اليسارية المتطرفة في المنطقة.