العصب الصدري الوحشي (Lateral Pectoral Nerve)
المنشأ: ينشأ العصب الصدري الوحشي من الفروع الأمامية للعصبين العنقيين الخامس والسادس والسابع (C5, C6, C7) للجذع العلوي للضفيرة العضدية (Brachial Plexus). في بعض الحالات، قد يساهم العصب العنقي الثامن (C8) أيضًا بجزء صغير.
المسار: يتحرك العصب الصدري الوحشي إلى الأمام وإلى الأسفل، خلف الشريان والوريد الإبطيين. ثم يخترق اللفافة الغائرة (Deep Fascia) ويعبر أمام الشريان والوريد الصدريين الأخرميين (Thoracoacromial Artery and Vein). أخيرًا، يصل العصب إلى السطح العميق للعضلة الصدرية الكبرى (Pectoralis Major Muscle) حيث يعصبها.
الوظيفة: الوظيفة الرئيسية للعصب الصدري الوحشي هي تعصيب العضلة الصدرية الكبرى. هذه العضلة مسؤولة عن:
- تقريب الذراع (Adduction): تحريك الذراع نحو خط منتصف الجسم.
- الدوران الإنسي للذراع (Medial Rotation): تدوير الذراع بحيث يواجه الإبهام نحو الجسم.
- ثني الذراع (Flexion): رفع الذراع للأمام.
بالإضافة إلى ذلك، تساهم العضلة الصدرية الكبرى في رفع القفص الصدري أثناء الشهيق العميق.
الأهمية السريرية: يمكن أن يؤدي تلف العصب الصدري الوحشي إلى ضعف في العضلة الصدرية الكبرى. قد يحدث هذا التلف نتيجة للإصابات الرضية، مثل كسور الترقوة أو خلع الكتف، أو نتيجة للعمليات الجراحية في منطقة الإبط أو الصدر. قد يعاني المرضى الذين يعانون من تلف في هذا العصب من صعوبة في أداء الأنشطة التي تتطلب قوة في الذراع، مثل رفع الأشياء أو الدفع.
العصب الصدري الإنسي (Medial Pectoral Nerve)
المنشأ: ينشأ العصب الصدري الإنسي من الفروع الأمامية للعصبين العنقيين الثامن والصدر الأول (C8, T1) للجذع السفلي للضفيرة العضدية. في بعض الأحيان، قد يتلقى مساهمة صغيرة من العصب العنقي السابع (C7).
المسار: يمر العصب الصدري الإنسي خلف الشريان والوريد الإبطيين، ثم ينحني للأمام ويخترق العضلة الصدرية الصغرى (Pectoralis Minor Muscle). بعد اختراق العضلة الصدرية الصغرى، يتفرع العصب لتعصيب العضلة الصدرية الصغرى والعضلة الصدرية الكبرى.
الوظيفة: يعصب العصب الصدري الإنسي كلا من العضلة الصدرية الصغرى والعضلة الصدرية الكبرى. وظائف هذه العضلات تشمل:
- العضلة الصدرية الصغرى: تقوم بتثبيت وتخفيض الكتف، وسحب الكتف إلى الأمام والأسفل، ورفع الأضلاع أثناء الشهيق.
- العضلة الصدرية الكبرى: كما ذكرنا سابقًا، تقوم بتقريب وتدوير وثني الذراع.
الأهمية السريرية: يعتبر العصب الصدري الإنسي أكثر عرضة للإصابة من العصب الصدري الوحشي، وذلك بسبب مساره الذي يخترق العضلة الصدرية الصغرى. يمكن أن يؤدي تلف هذا العصب إلى ضعف في العضلتين الصدريتين الكبرى والصغرى، مما يؤدي إلى صعوبة في حركات الذراع والكتف. قد يشعر المرضى المصابون بتلف في هذا العصب بألم وتنميل في منطقة الصدر والذراع.
الفروق الرئيسية بين العصب الصدري الوحشي والإنسي
على الرغم من أن كلا العصبين يعصبان عضلات الصدر الأمامية، إلا أن هناك بعض الفروق الرئيسية بينهما:
- المنشأ: ينشأ العصب الصدري الوحشي من الجذع العلوي للضفيرة العضدية (C5-C7)، بينما ينشأ العصب الصدري الإنسي من الجذع السفلي للضفيرة العضدية (C8-T1).
- العضلات التي يعصبها: يعصب العصب الصدري الوحشي العضلة الصدرية الكبرى بشكل أساسي، بينما يعصب العصب الصدري الإنسي العضلتين الصدريتين الكبرى والصغرى.
- المسار: يمر العصب الصدري الوحشي أمام الشريان والوريد الصدريين الأخرميين، بينما يخترق العصب الصدري الإنسي العضلة الصدرية الصغرى.
تشخيص إصابات الأعصاب الصدرية الأمامية
يعتمد تشخيص إصابات الأعصاب الصدرية الأمامية على الفحص السريري الدقيق والتاريخ المرضي للمريض. قد تشمل الاختبارات التشخيصية:
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): لتقييم الأنسجة الرخوة في منطقة الصدر والكتف والكشف عن أي ضغط على الأعصاب أو تلف فيها.
- دراسة توصيل العصب (Nerve Conduction Study): لتقييم وظيفة الأعصاب وتحديد موقع وشدة التلف.
- تخطيط كهربية العضل (Electromyography – EMG): لتقييم النشاط الكهربائي للعضلات وتحديد ما إذا كان هناك أي تلف عصبي يؤثر عليها.
علاج إصابات الأعصاب الصدرية الأمامية
يعتمد علاج إصابات الأعصاب الصدرية الأمامية على شدة الإصابة وسببها. قد تشمل خيارات العلاج:
- العلاج الطبيعي: لتقوية العضلات المحيطة وتحسين نطاق الحركة.
- الأدوية: لتخفيف الألم والالتهاب.
- الجراحة: في الحالات الشديدة، قد تكون الجراحة ضرورية لإصلاح العصب التالف أو تخفيف الضغط عليه.
من المهم التشخيص المبكر والعلاج المناسب لإصابات الأعصاب الصدرية الأمامية لتحسين فرص الشفاء ومنع المضاعفات طويلة الأجل.
خاتمة
الأعصاب الصدرية الأمامية، بما في ذلك العصب الصدري الوحشي والإنسي، تلعب دورًا حاسمًا في تعصيب عضلات الصدر الأمامية المسؤولة عن حركات الذراع والكتف والتنفس. فهم التشريح والوظيفة والأهمية السريرية لهذه الأعصاب ضروري لتشخيص وعلاج الإصابات التي قد تؤثر عليها. يمكن أن يؤدي التلف في هذه الأعصاب إلى ضعف في العضلات وألم وتنميل، مما يؤثر على جودة حياة المريض. التشخيص المبكر والعلاج المناسب يمكن أن يساعد في تحسين النتائج وتقليل المضاعفات.