تشريح الأعصاب تحت الكتفية
تنبع الأعصاب تحت الكتفية من الحبل الخلفي للضفيرة العضدية، وهي شبكة معقدة من الأعصاب تنشأ من النخاع الشوكي في الرقبة وتتمدد إلى الذراع. تنشأ الضفيرة العضدية من الجذور العصبية العنقية C5 إلى T1. يتفرع الحبل الخلفي إلى عدة أعصاب، بما في ذلك الأعصاب تحت الكتفية. موقع هذه الأعصاب يجعلها عرضة للإصابة في حالات مثل خلع الكتف أو كسور العضد.
العصب تحت الكتفي العلوي: هذا العصب هو الأصغر من بين الأعصاب تحت الكتفية الثلاثة، وينشأ مباشرة من الحبل الخلفي للضفيرة العضدية. يسير إلى الأسفل والخلف ليعصب الجزء العلوي من العضلة تحت الكتفية.
العصب الصدري الظهري (العصب تحت الكتفي الأوسط): يُعرف أيضًا باسم عصب العضلة الظهرية العريضة، وهو أكبر من الأعصاب تحت الكتفية. ينشأ هذا العصب أيضًا من الحبل الخلفي للضفيرة العضدية ويسير إلى الأسفل على طول الجدار الإنسي للإبط ليعصب العضلة الظهرية العريضة، وهي عضلة كبيرة في الظهر تلعب دورًا في تمديد الذراع وتقريبها وتدويرها داخليًا.
العصب تحت الكتفي السفلي: ينشأ هذا العصب أيضًا من الحبل الخلفي للضفيرة العضدية ويسير إلى الأسفل والخلف ليعصب الجزء السفلي من العضلة تحت الكتفية بالإضافة إلى العضلة المدورة الكبيرة. تلعب العضلة المدورة الكبيرة دورًا في تدوير الذراع خارجيًا وتثبيت مفصل الكتف.
وظيفة الأعصاب تحت الكتفية
الوظيفة الأساسية للأعصاب تحت الكتفية هي توفير التعصيب الحركي للعضلات تحت الكتفية والعضلة الظهرية العريضة والعضلة المدورة الكبيرة. تلعب هذه العضلات دورًا حاسمًا في حركة الكتف والذراع واستقرارها.
العضلة تحت الكتفية: هي جزء من الكفة المدورة وتلعب دورًا حيويًا في تدوير الذراع داخليًا (أو الوسطي). كما أنها تساعد في تثبيت مفصل الكتف، مما يمنع خلع رأس عظم العضد من التجويف الحقاني.
العضلة الظهرية العريضة: هي عضلة كبيرة في الظهر تمتد إلى الذراع. إنها مسؤولة عن تمديد الذراع وتقريبها وتدويرها داخليًا. تُستخدم هذه العضلة في حركات مثل السحب والتجديف والتسلق.
العضلة المدورة الكبيرة: تقع هذه العضلة في الجزء الخلفي من الكتف وتساعد في تدوير الذراع خارجيًا وتثبيت مفصل الكتف. إنها تعمل بالتنسيق مع عضلات الكفة المدورة الأخرى للحفاظ على استقرار الكتف والسماح بمجموعة واسعة من الحركة.
باختصار، تسمح الأعصاب تحت الكتفية بتنسيق حركات الكتف والذراع المعقدة الضرورية للأنشطة اليومية والرياضة والمهام المهنية المختلفة.
أسباب إصابة الأعصاب تحت الكتفية
يمكن أن تحدث إصابات الأعصاب تحت الكتفية بسبب مجموعة متنوعة من العوامل. بعض الأسباب الأكثر شيوعًا تشمل:
- الصدمة: يمكن أن تؤدي الإصابات الرضحية مثل خلع الكتف والكسور في عظم العضد إلى تلف الأعصاب تحت الكتفية. يمكن أن يحدث هذا أثناء الحوادث الرياضية أو حوادث السيارات أو السقوط.
- الضغط: يمكن أن يؤدي الضغط المطول على الأعصاب تحت الكتفية، كما هو الحال من خلال الاستخدام المتكرر أو الوضعية السيئة، إلى انحباس العصب. يمكن أن يؤدي ذلك إلى ألم وخدر وضعف في الكتف والذراع.
- متلازمة مخرج الصدر: هي حالة يتم فيها ضغط الأعصاب والأوعية الدموية في المسافة بين الترقوة والضلع الأول. يمكن أن يؤثر هذا الضغط على الضفيرة العضدية، مما يؤدي إلى مشاكل في الأعصاب تحت الكتفية.
- التهاب الأعصاب الضفيري العضدي: هي حالة نادرة تتميز بالتهاب الضفيرة العضدية. يمكن أن يؤدي هذا الالتهاب إلى تلف الأعصاب، بما في ذلك الأعصاب تحت الكتفية، مما يؤدي إلى الألم والضعف.
- الأسباب الخلقية: في بعض الحالات النادرة، قد يولد الأفراد بتشوهات تؤثر على الأعصاب تحت الكتفية، مما يؤدي إلى مشاكل في وظيفة العضلات.
أعراض إصابة الأعصاب تحت الكتفية
تعتمد أعراض إصابة الأعصاب تحت الكتفية على العصب المحدد المصاب وشدة الإصابة. تشمل بعض الأعراض الشائعة ما يلي:
- الألم: قد يكون الألم موجودًا في الكتف أو الذراع أو الظهر العلوي. قد يكون الألم حادًا أو خفيفًا وقد يزداد سوءًا مع الحركة.
- الضعف: قد يعاني الأفراد من ضعف في العضلات التي تعصبها الأعصاب تحت الكتفية. قد يجعل هذا من الصعب رفع الذراع أو تدويره أو القيام بأنشطة أخرى تتطلب قوة الكتف.
- الخدر والوخز: قد يكون الخدر أو الوخز موجودًا في الكتف أو الذراع. قد يكون هذا بسبب تلف الأعصاب الذي يؤثر على الإحساس.
- ضمور العضلات: في الحالات المزمنة، يمكن أن يؤدي تلف الأعصاب إلى ضمور العضلات (التبديد). قد يكون هذا ملحوظًا في عضلات الكتف.
- صعوبة في حركات معينة: قد يجد الأفراد صعوبة في أداء حركات معينة، مثل الوصول إلى شيء ما أو رفع شيء ما أو تدوير الذراع.
تشخيص إصابة الأعصاب تحت الكتفية
يعتمد تشخيص إصابة الأعصاب تحت الكتفية عادةً على مزيج من الفحص البدني والدراسات العصبية. قد يقوم الطبيب بتقييم تاريخ المريض والأعراض وإجراء فحص شامل لتقييم نطاق الحركة والقوة والإحساس في الكتف والذراع. قد يوصى بإجراء اختبارات إضافية للمساعدة في تأكيد التشخيص وتحديد مدى تلف الأعصاب.
- دراسات التوصيل العصبي (NCS): تقيس هذه الاختبارات سرعة الإشارات الكهربائية التي تنتقل عبر الأعصاب. يمكن أن تساعد NCS في تحديد ما إذا كان هناك أي تلف أو ضغط على الأعصاب تحت الكتفية.
- تخطيط كهربية العضل (EMG): يقيس هذا الاختبار النشاط الكهربائي في العضلات. يمكن أن يساعد EMG في تحديد ما إذا كانت هناك أي مشاكل في الأعصاب التي تتحكم في العضلات المحيطة بالكتف.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يمكن استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي لتصوير الأنسجة الرخوة في الكتف، بما في ذلك الأعصاب والعضلات. يمكن أن يساعد هذا في استبعاد الأسباب الأخرى للألم أو الضعف، مثل تمزق الكفة المدورة.
علاج إصابة الأعصاب تحت الكتفية
يعتمد علاج إصابة الأعصاب تحت الكتفية على شدة الإصابة والأعراض المحددة التي يعاني منها المريض. تشمل بعض خيارات العلاج الشائعة ما يلي:
- الراحة والتثليج: في الحالات الخفيفة، قد يكون من الممكن معالجة الإصابة بالراحة وتطبيق الثلج على المنطقة المصابة. يمكن أن يساعد هذا في تقليل الألم والتورم.
- العلاج الطبيعي: يمكن أن يساعد العلاج الطبيعي في تحسين نطاق الحركة والقوة والمرونة في الكتف. قد يستخدم المعالج الطبيعي مجموعة متنوعة من التقنيات، بما في ذلك التمارين والتمدد والتدليك.
- الأدوية: يمكن استخدام الأدوية لتخفيف الألم والالتهاب. قد تشمل هذه الأدوية مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل الإيبوبروفين أو الأسيتامينوفين، بالإضافة إلى مسكنات الألم الموصوفة طبيًا ومرخيات العضلات.
- الحقن: في بعض الحالات، قد يوصى بحقن الكورتيكوستيرويد لتقليل الالتهاب والألم. يمكن حقن هذه الحقن في المنطقة المحيطة بالأعصاب تحت الكتفية.
- الجراحة: نادرًا ما تكون الجراحة ضرورية لإصابات الأعصاب تحت الكتفية. ومع ذلك، قد يوصى به في الحالات الشديدة التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى. قد تتضمن الجراحة تحرير العصب أو إصلاح أي تلف في العضلات أو الأوتار المحيطة.
بالإضافة إلى هذه العلاجات، قد تكون هناك حاجة إلى تعديلات نمط الحياة، مثل تجنب الأنشطة التي تؤدي إلى تفاقم الأعراض. من المهم اتباع توصيات الطبيب أو المعالج الطبيعي لضمان التعافي الأمثل.
الوقاية من إصابات الأعصاب تحت الكتفية
على الرغم من أنه ليس من الممكن دائمًا منع إصابات الأعصاب تحت الكتفية، إلا أن هناك بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها لتقليل خطر الإصابة. تشمل هذه الخطوات:
- الحفاظ على وضعية جيدة: يمكن أن يساعد الحفاظ على وضعية جيدة في تقليل الضغط على الأعصاب في الكتف والرقبة.
- تجنب الاستخدام المتكرر: يمكن أن يؤدي الاستخدام المتكرر للكتف إلى الضغط على الأعصاب المحيطة. يجب أن يأخذ الأفراد فترات راحة بشكل متكرر وتجنب الأنشطة التي تؤدي إلى تفاقم الأعراض.
- تقوية عضلات الكتف: يمكن أن يساعد تقوية عضلات الكتف في دعم مفصل الكتف وتقليل خطر الإصابة.
- التمدد بانتظام: يمكن أن يساعد التمدد بانتظام في تحسين المرونة ونطاق الحركة في الكتف.
- استخدام تقنيات الرفع المناسبة: عند رفع الأشياء الثقيلة، من المهم استخدام تقنيات الرفع المناسبة لحماية الكتف والظهر.
خاتمة
الأعصاب تحت الكتفية ضرورية لحركة الكتف والذراع ووظائفهما. يمكن أن تؤدي إصابات هذه الأعصاب إلى الألم والضعف وأعراض أخرى يمكن أن تؤثر على الأنشطة اليومية. ومع ذلك، يمكن أن يؤدي التشخيص والعلاج المناسبان إلى تحسين النتائج. من المهم طلب العناية الطبية إذا كنت تعاني من أي أعراض لإصابة الأعصاب تحت الكتفية. العلاج الفوري يمكن أن يساعد في منع المزيد من المضاعفات وتحسين فرص التعافي الكامل.