مقدمة
يشير مصطلح “الأَخْذُ الزَمَنيّ العَميق” (Deep Temporal) في علم التشريح إلى تركيبين منفصلين ولكنهما متصلان في منطقة الرأس: الأعصاب الصدغية العميقة والشرايين الصدغية العميقة. يلعب كلاهما دورًا حيويًا في وظيفة العضلات والإحساس في منطقة الصدغ.
الأعصاب الصدغية العميقة (Deep Temporal Nerves)
الأعصاب الصدغية العميقة هي أعصاب حركية تنشأ من العصب الفكي السفلي، وهو أحد الفروع الرئيسية الثلاثة للعصب ثلاثي التوائم (العصب الخامس). يمر العصب الفكي السفلي عبر الثقبة البيضاوية في قاعدة الجمجمة ويدخل الحفرة تحت الصدغية. ثم يتفرع إلى عدة أعصاب، بما في ذلك الأعصاب الصدغية العميقة.
مسار الأعصاب الصدغية العميقة:
- تنشأ الأعصاب الصدغية العميقة من العصب الفكي السفلي في الحفرة تحت الصدغية.
- عادة ما تكون هناك أعصابان صدغيان عميقان: أمامي وخلفي.
- يمر العصبان صعودًا على طول الجدار الوحشي للحفرة الصدغية.
- يقوم العصبان بتعصيب العضلة الصدغية، وهي إحدى عضلات المضغ الرئيسية.
وظيفة الأعصاب الصدغية العميقة:
الوظيفة الأساسية للأعصاب الصدغية العميقة هي تعصيب العضلة الصدغية. تلعب العضلة الصدغية دورًا حيويًا في المضغ، حيث ترفع الفك السفلي (تغلق الفم) وترجع الفك السفلي (تسحبه إلى الخلف). كما أنها تساعد في حركات الفك السفلي الجانبية.
الأهمية السريرية للأعصاب الصدغية العميقة:
يمكن أن تتأثر الأعصاب الصدغية العميقة في حالات مختلفة، مما يؤدي إلى ضعف أو شلل في العضلة الصدغية. تشمل بعض الأسباب المحتملة:
- الصدمات: يمكن أن تؤدي الصدمات المباشرة للرأس أو الفك إلى تلف الأعصاب الصدغية العميقة.
- الأورام: يمكن للأورام في الحفرة تحت الصدغية أو الحفرة الصدغية أن تضغط على الأعصاب الصدغية العميقة وتتلفها.
- الالتهابات: في حالات نادرة، يمكن أن تؤدي الالتهابات إلى تلف الأعصاب الصدغية العميقة.
- العمليات الجراحية: يمكن أن تتضرر الأعصاب الصدغية العميقة أثناء العمليات الجراحية في منطقة الرأس والفك.
إذا تضررت الأعصاب الصدغية العميقة، فقد يعاني المريض من صعوبة في المضغ، أو ضعف في الفك، أو ضمور في العضلة الصدغية.
الشرايين الصدغية العميقة (Deep Temporal Arteries)
الشرايين الصدغية العميقة هي شرايين صغيرة تنشأ من الشريان الفكي العلوي، وهو أيضًا فرع من الشريان السباتي الظاهري. توفر الشرايين الصدغية العميقة إمدادًا دمويًا للعضلة الصدغية والسمحاق المحيط بعظم الجمجمة في منطقة الصدغ.
مسار الشرايين الصدغية العميقة:
- تنشأ الشرايين الصدغية العميقة من الشريان الفكي العلوي في الحفرة تحت الصدغية.
- عادة ما يكون هناك شريانان صدغيان عميقان: أمامي وخلفي.
- يمر الشريانان صعودًا خلف العضلة الصدغية.
- يقوم الشريانان بتزويد العضلة الصدغية والسمحاق بالدم.
- يتفاغر الشريانان مع الشرايين الصدغية السطحية.
وظيفة الشرايين الصدغية العميقة:
الوظيفة الأساسية للشرايين الصدغية العميقة هي تزويد العضلة الصدغية والسمحاق المحيط بعظم الجمجمة بالدم. الدم ضروري لتوفير الأكسجين والمواد المغذية للخلايا، وإزالة الفضلات.
الأهمية السريرية للشرايين الصدغية العميقة:
عادة ما تكون الشرايين الصدغية العميقة أقل عرضة للإصابة من الأعصاب الصدغية العميقة. ومع ذلك، يمكن أن تتضرر في حالات معينة، مثل:
- الصدمات: يمكن أن تؤدي الصدمات المباشرة للرأس إلى تلف الشرايين الصدغية العميقة.
- العمليات الجراحية: يمكن أن تتضرر الشرايين الصدغية العميقة أثناء العمليات الجراحية في منطقة الرأس والفك.
إذا تضررت الشرايين الصدغية العميقة، فقد يؤدي ذلك إلى نزيف أو نقص تروية العضلة الصدغية.
العلاقة بين الأعصاب والشرايين الصدغية العميقة
الأعصاب والشرايين الصدغية العميقة تعملان معًا لضمان وظيفة العضلة الصدغية بشكل سليم. توفر الأعصاب التحكم الحركي في العضلة، بينما توفر الشرايين الدم اللازم لتغذيتها.
غالبًا ما تكون الأعصاب والشرايين الصدغية العميقة متقاربة في مسارها، مما يعني أنها قد تتأثر معًا في نفس الوقت في بعض الحالات. على سبيل المثال، يمكن أن تؤدي الصدمة التي تلحق بمنطقة الصدغ إلى تلف كل من الأعصاب والشرايين الصدغية العميقة.
التشخيص والعلاج
إذا كان هناك اشتباه في وجود مشكلة في الأعصاب أو الشرايين الصدغية العميقة، فقد يكون من الضروري إجراء فحوصات مختلفة لتشخيص المشكلة. قد تشمل هذه الفحوصات:
- الفحص البدني: يمكن للطبيب فحص العضلة الصدغية بحثًا عن علامات الضعف أو الضمور.
- دراسات التوصيل العصبي: يمكن أن تساعد هذه الدراسات في تحديد ما إذا كانت الأعصاب الصدغية العميقة تعمل بشكل صحيح.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يمكن أن يساعد التصوير بالرنين المغناطيسي في تحديد ما إذا كان هناك أي أورام أو إصابات أخرى تضغط على الأعصاب أو الشرايين الصدغية العميقة.
- تصوير الأوعية الدموية: يمكن أن يساعد تصوير الأوعية الدموية في تحديد ما إذا كانت هناك أي مشاكل في الشرايين الصدغية العميقة.
يعتمد علاج مشاكل الأعصاب والشرايين الصدغية العميقة على السبب الكامن وراء المشكلة. قد يشمل العلاج:
- الأدوية: يمكن استخدام الأدوية لتقليل الألم أو الالتهاب.
- العلاج الطبيعي: يمكن أن يساعد العلاج الطبيعي في تقوية العضلة الصدغية وتحسين نطاق حركة الفك.
- الجراحة: قد تكون الجراحة ضرورية لإزالة الأورام أو إصلاح الإصابات.
خاتمة
الأعصاب والشرايين الصدغية العميقة هي هياكل مهمة في منطقة الرأس والوجه. تلعب الأعصاب دورًا حاسمًا في التحكم في العضلة الصدغية، وهي إحدى عضلات المضغ الرئيسية، بينما توفر الشرايين إمدادًا دمويًا حيويًا لهذه العضلة. يمكن أن تؤدي المشاكل المتعلقة بهذه الهياكل إلى ضعف في وظيفة الفك ومشاكل في المضغ. من خلال فهم تشريح ووظيفة وأهمية هذه الهياكل، يمكن للمهنيين الطبيين تشخيص وعلاج الحالات المتعلقة بها بشكل فعال.