مقدمة
العصب الذقني هو عصب حسي للوجه، يعتبر فرعًا من الجذع الخلفي للعصب السنخي السفلي، والذي هو بدوره فرع من العصب الفكي السفلي، أحد الفروع الرئيسية الثلاثة للعصب ثلاثي التوائم. يخرج العصب الذقني من الثقبة الذقنية الموجودة على السطح الأمامي للفك السفلي، وينقسم إلى عدة فروع صغيرة توزع الحس على الجلد في منطقة الذقن والشفة السفلى والغشاء المخاطي الدهليزي.
تشريح العصب الذقني
المنشأ والمسار: ينشأ العصب الذقني كفرع نهائي للعصب السنخي السفلي داخل القناة الفكية السفلى. يسير العصب السنخي السفلي عبر القناة الفكية السفلى، معطيًا فروعًا لجميع الأسنان السفلية. قبل خروجه من الثقبة الذقنية، ينقسم العصب السنخي السفلي إلى العصب الذقني والعصب القاطعي.
الثقبة الذقنية: تقع الثقبة الذقنية عادةً بين الضاحكتين الأولى والثانية في الفك السفلي، ولكن موقعها قد يختلف بين الأفراد. يمر العصب الذقني عبر هذه الثقبة ليخرج إلى السطح الخارجي للفك السفلي.
الفروع النهائية: بعد خروجه من الثقبة الذقنية، ينقسم العصب الذقني إلى عدة فروع صغيرة تتوزع على:
- جلد الذقن
- الشفة السفلى
- الغشاء المخاطي الدهليزي (اللثة الخارجية) في المنطقة الأمامية من الفك السفلي (من الضاحك الأول إلى القاطع المركزي).
العلاقات التشريحية الهامة:
- العضلة الخافضة للشفة السفلى: يمر العصب الذقني في عمق هذه العضلة بعد خروجه من الثقبة الذقنية.
- العضلة الذقنية: تقع العضلة الذقنية أسفل العصب الذقني.
- الأوعية الذقنية: ترافق الأوعية الذقنية (الشريان والوريد) العصب الذقني في مساره.
وظيفة العصب الذقني
العصب الذقني هو عصب حسي بحت، أي أنه ينقل الإحساسات فقط ولا يتحكم في حركة العضلات. وظيفته الرئيسية هي توفير الإحساسات التالية:
- اللمس: الإحساس باللمس الخفيف والثقيل على الجلد في منطقة الذقن والشفة السفلى.
- الألم: الإحساس بالألم الناتج عن الإصابات أو الالتهابات في المنطقة التي يغذيها العصب.
- الحرارة: الإحساس بالحرارة والبرودة على الجلد في منطقة الذقن والشفة السفلى.
- الضغط: الإحساس بالضغط على الجلد في منطقة الذقن والشفة السفلى.
أهمية العصب الذقني السريرية
تخدير العصب الذقني: يستخدم التخدير الموضعي للعصب الذقني بشكل شائع في طب الأسنان لإجراء علاجات في المنطقة الأمامية من الفك السفلي، مثل حشوات الأسنان، وعلاج قناة الجذر، وقلع الأسنان. يتم حقن المخدر الموضعي بالقرب من الثقبة الذقنية لتخدير العصب ومنع الإحساس بالألم أثناء الإجراء.
إصابات العصب الذقني: قد يتعرض العصب الذقني للإصابة نتيجة:
- جراحة الفم والوجه والفكين: مثل قلع ضرس العقل السفلي، أو زراعة الأسنان، أو جراحة تصحيح الفك.
- كسور الفك السفلي: قد تتسبب كسور الفك السفلي في تلف العصب الذقني نتيجة الضغط أو القطع.
- إجراءات الأسنان: قد يحدث تلف للعصب الذقني أثناء إجراءات الأسنان، خاصةً إذا تم حقن المخدر الموضعي بالقرب من العصب بشكل غير صحيح.
- الأورام: قد تضغط الأورام الموجودة في الفك السفلي على العصب الذقني وتسبب تلفًا له.
أعراض إصابة العصب الذقني: تشمل أعراض إصابة العصب الذقني:
- خدر أو تنميل: فقدان الإحساس أو الشعور بالوخز في منطقة الذقن والشفة السفلى.
- ألم: قد يكون الألم مستمرًا أو متقطعًا، وقد يكون حادًا أو خفيفًا.
- ضعف في الإحساس: صعوبة في الشعور باللمس أو الحرارة أو الألم في منطقة الذقن والشفة السفلى.
- وذمة أو تورم: قد يحدث تورم في منطقة الذقن والشفة السفلى.
علاج إصابة العصب الذقني: يعتمد علاج إصابة العصب الذقني على شدة الإصابة وسببها. قد يشمل العلاج:
- الأدوية: يمكن استخدام الأدوية لتخفيف الألم والالتهاب، مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، والكورتيكوستيرويدات، والأدوية المضادة للاختلاج.
- العلاج الطبيعي: يمكن أن يساعد العلاج الطبيعي في تحسين الإحساس وتقليل الألم.
- الجراحة: في بعض الحالات، قد تكون الجراحة ضرورية لإصلاح العصب التالف.
متلازمة العصب الذقني الحسي (Mental Nerve Paraesthesia): هي حالة تتميز بالشعور بالخدر أو التنميل أو الألم في منطقة الذقن والشفة السفلى، دون وجود سبب واضح. قد تكون هذه المتلازمة ناتجة عن ضغط خفيف على العصب الذقني، أو عن التهاب في العصب، أو عن أسباب أخرى غير معروفة. غالبًا ما تزول الأعراض من تلقاء نفسها، ولكن في بعض الحالات قد يكون العلاج ضروريًا.
تقنيات التصوير الطبي
تستخدم تقنيات التصوير الطبي لتحديد موقع العصب الذقني وتقييم حالته، خاصةً قبل إجراء جراحات الفم والوجه والفكين. تشمل هذه التقنيات:
- الأشعة السينية البانورامية (Panoramic Radiography): توفر صورة عامة للفكين والأسنان، ويمكن أن تساعد في تحديد موقع الثقبة الذقنية.
- التصوير المقطعي المحوسب (CT Scan): يوفر صورًا تفصيلية للفكين والأسنان، ويمكن أن يساعد في تحديد موقع العصب الذقني بدقة.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يوفر صورًا تفصيلية للأنسجة الرخوة، ويمكن أن يساعد في تقييم حالة العصب الذقني.
التنوع التشريحي
يوجد بعض التنوع التشريحي في موقع الثقبة الذقنية ومسار العصب الذقني. قد تقع الثقبة الذقنية في موقع مختلف بين الأفراد، وقد يكون مسار العصب الذقني متغيرًا. من المهم أن يكون أطباء الأسنان وجراحو الفم والوجه والفكين على دراية بهذا التنوع التشريحي لتجنب إصابة العصب الذقني أثناء الإجراءات الجراحية.
الأبحاث الحالية
تجرى العديد من الأبحاث حاليًا لتحسين فهمنا للعصب الذقني، ولتطوير طرق جديدة لتشخيص وعلاج إصابات العصب. تشمل هذه الأبحاث:
- تقنيات التصوير الجديدة: يتم تطوير تقنيات تصوير جديدة يمكن أن توفر صورًا أكثر تفصيلاً للعصب الذقني.
- الأدوية الجديدة: يتم تطوير أدوية جديدة يمكن أن تساعد في تخفيف الألم وتسريع عملية الشفاء بعد إصابة العصب الذقني.
- تقنيات الجراحة الجديدة: يتم تطوير تقنيات جراحية جديدة يمكن أن تقلل من خطر إصابة العصب الذقني أثناء الجراحة.
خاتمة
العصب الذقني هو عصب حسي مهم يوفر الإحساس لمنطقة الذقن والشفة السفلى. فهم تشريح ووظيفة هذا العصب أمر بالغ الأهمية لأطباء الأسنان وجراحي الفم والوجه والفكين لتجنب إصابته أثناء الإجراءات الجراحية. إصابات العصب الذقني يمكن أن تسبب خدرًا وألمًا وضعفًا في الإحساس، ويمكن أن تؤثر سلبًا على جودة حياة المريض. لحسن الحظ، هناك العديد من العلاجات المتاحة لإدارة هذه الإصابات. الأبحاث المستمرة تساهم في تطوير طرق أفضل لتشخيص وعلاج مشاكل العصب الذقني.