نشأة الضفيرة وتكوينها
كما ذكرنا، تنشأ الضفيرة المساريقية السفلية في الغالب من الضفيرة الأبهرية. تتلقى الضفيرة الأبهرية بدورها مساهمات من الجهاز العصبي الودي (Sympathetic Nervous System) والجهاز العصبي اللاودي (Parasympathetic Nervous System). تتكون الضفيرة المساريقية السفلية من:
- ألياف ودية: تأتي من الضفيرة الأبهرية ومن العقد القطنية (Lumbar ganglia) في السلسلة الودية.
- ألياف لاودية: تأتي من الأعصاب الحوضية (Pelvic splanchnic nerves)، والتي تنقل الإشارات من الجهاز العصبي اللاودي العجزي (Sacral parasympathetic nervous system).
- ألياف حسية: تنقل المعلومات الحسية من الأعضاء الموجودة في منطقة توزيع الضفيرة.
تتجمع هذه الألياف العصبية لتشكل شبكة معقدة تحيط بالشريان المساريقي السفلي وتتفرع معه لتصل إلى الأعضاء المستهدفة.
توزيع الضفيرة المساريقية السفلية
تقوم الضفيرة المساريقية السفلية بتعصيب الأعضاء التالية:
- الجزء الأيسر من القولون المستعرض: تتفرع الأعصاب لتصل إلى الجزء الأيسر من القولون المستعرض، وتتحكم في حركته وإفرازاته.
- القولون النازل: تغذي الضفيرة القولون النازل، وتلعب دورًا في تنظيم تقلصاته وحركته الدودية.
- القولون السيني: تصل الأعصاب إلى القولون السيني، وتساعد في تنظيم عملية التغوط.
- المستقيم: تساهم الضفيرة في تعصيب الجزء العلوي من المستقيم. الجزء السفلي من المستقيم يعصب من الضفيرة الحوضية.
من المهم ملاحظة أن هناك تداخلًا بين الضفيرة المساريقية السفلية والضفيرة الحوضية، خاصة فيما يتعلق بتعصيب المستقيم. يسمح هذا التداخل بتنسيق دقيق لوظائف الأمعاء والمثانة والأعضاء التناسلية.
وظائف الضفيرة المساريقية السفلية
تلعب الضفيرة المساريقية السفلية دورًا حيويًا في تنظيم وظائف الجهاز الهضمي السفلي، وذلك من خلال:
- التحكم في حركة الأمعاء: تنظم الأعصاب الودية واللاودية تقلصات الأمعاء وحركتها الدودية، مما يساعد على دفع الطعام المهضوم عبر القولون.
- تنظيم الإفرازات: تؤثر الضفيرة على إفرازات الغدد الموجودة في جدار الأمعاء، والتي تساهم في عملية الهضم.
- التحكم في التغوط: تشارك الضفيرة في تنظيم عملية التغوط، من خلال التحكم في تقلصات المستقيم واسترخاء العضلة العاصرة الشرجية الداخلية.
- نقل المعلومات الحسية: تنقل الألياف الحسية الموجودة في الضفيرة معلومات من الأعضاء الموجودة في منطقة توزيعها إلى الجهاز العصبي المركزي، مثل الشعور بالامتلاء أو الألم.
تأثير الجهاز العصبي الودي واللاودي:
- الجهاز العصبي الودي: بشكل عام، يميل الجهاز العصبي الودي إلى تثبيط حركة الأمعاء وتقليل الإفرازات. يعمل على تضييق الأوعية الدموية في الجهاز الهضمي، مما يقلل من تدفق الدم إلى هذه المنطقة.
- الجهاز العصبي اللاودي: يعمل الجهاز العصبي اللاودي على تحفيز حركة الأمعاء وزيادة الإفرازات. يساعد على توسيع الأوعية الدموية في الجهاز الهضمي، مما يزيد من تدفق الدم إلى هذه المنطقة.
يؤدي التوازن الدقيق بين نشاط الجهاز العصبي الودي واللاودي إلى تنظيم فعال لوظائف الجهاز الهضمي السفلي.
الأهمية السريرية للضفيرة المساريقية السفلية
يمكن أن تتأثر الضفيرة المساريقية السفلية بعدة حالات مرضية، مما يؤدي إلى اضطرابات في وظائف الجهاز الهضمي السفلي. تتضمن بعض الحالات التي قد تؤثر على الضفيرة:
- جراحة البطن: قد تتضرر الضفيرة أثناء جراحة البطن، خاصة الجراحات التي تتضمن إزالة أجزاء من القولون أو المستقيم. يمكن أن يؤدي تلف الضفيرة إلى مشاكل في حركة الأمعاء والتغوط.
- الأورام: يمكن أن تضغط الأورام الموجودة في البطن على الضفيرة، مما يؤدي إلى اضطرابات في وظائفها.
- اعتلال الأعصاب السكري: يمكن أن يؤدي مرض السكري إلى تلف الأعصاب في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك الأعصاب الموجودة في الضفيرة المساريقية السفلية.
- متلازمة القولون العصبي (IBS): قد تلعب الضفيرة دورًا في أعراض متلازمة القولون العصبي، مثل آلام البطن والإسهال والإمساك.
أعراض تلف الضفيرة المساريقية السفلية:
- الإمساك المزمن.
- الإسهال.
- آلام البطن والانتفاخ.
- صعوبة التحكم في التغوط (سلس البراز).
يعتمد علاج اضطرابات الضفيرة المساريقية السفلية على السبب الكامن وراء المشكلة. قد يشمل العلاج الأدوية لتخفيف الأعراض، أو الجراحة لإزالة الأورام أو إصلاح الأعصاب التالفة.
تقييم الضفيرة المساريقية السفلية
عادة ما يتم تقييم وظيفة الضفيرة المساريقية السفلية من خلال مجموعة من الفحوصات السريرية والتصويرية. قد تشمل هذه الفحوصات:
- الفحص البدني: يقوم الطبيب بفحص البطن للبحث عن أي علامات تدل على وجود مشاكل في الجهاز الهضمي.
- تنظير القولون: يستخدم منظار القولون لفحص الأمعاء الغليظة بحثًا عن أي تشوهات.
- التصوير المقطعي المحوسب (CT scan): يمكن استخدام التصوير المقطعي المحوسب لتقييم الأعضاء الموجودة في البطن والبحث عن أي أورام أو تشوهات أخرى.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يمكن استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي لتقييم الأعصاب والأنسجة الرخوة الموجودة في البطن.
- دراسات وظائف الأمعاء: يمكن إجراء دراسات لتقييم حركة الأمعاء ووظائفها.
خاتمة
الضفيرة المساريقية السفلية هي شبكة عصبية معقدة تلعب دورًا حاسمًا في تنظيم وظائف الجهاز الهضمي السفلي. فهم وظائف هذه الضفيرة وأهميتها السريرية ضروري لتشخيص وعلاج مجموعة واسعة من الاضطرابات الهضمية. من خلال فهم دقيق لتشريح ووظائف الضفيرة المساريقية السفلية، يمكن للأطباء تحسين رعاية المرضى الذين يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي السفلي.