حياة جوليان تريفيليان المبكرة
كان جوليان أوتو تريفيليان (20 فبراير 1910 – 12 يوليو 1988) فنانًا وشاعرًا إنجليزيًا. كان الطفل الوحيد لروبرت كالفرلي تريفيليان، شاعر ومترجم، وزوجته إليزابيث فان أنريب، فخورة بكونها من نسل الجنرال الهولندي هندريك فان أنريب. وُلد تريفيليان في دورست وتلقى تعليمه في كلية ريبتون وكلية الثالوث، كامبريدج، حيث قرأ الأدب الإنجليزي. ومع ذلك، فقد انجذب تدريجيًا إلى الفن، وقرر عدم إكمال شهادته في كامبريدج والذهاب إلى باريس في عام 1931 لدراسة الفن.
في باريس، التحق تريفيليان بأكاديمية مودرن، حيث درس لفترة وجيزة، لكنه وجد نفسه أكثر انجذابًا إلى الحياة الفنية المزدهرة في المدينة. التقى فنانين مثل جوان ميرو وألبرتو جياكوميتي وماكس إرنست وبول إيلوار، وانخرط في الحركة السريالية. عمل في استوديو 17، وهو ورشة عمل للطباعة يديرها الفنان البريطاني ستانلي ويليام هايتر، حيث تعلم تقنيات جديدة واستكشف إمكانيات الطباعة.
خلال فترة وجوده في باريس، طور تريفيليان أسلوبه الفني الخاص، والذي تميز بمزيج من السريالية والتعبيرية. غالبًا ما تضمنت أعماله عناصر من الأحلام واللاوعي، بالإضافة إلى صور من الحياة اليومية. عرض أعماله في العديد من المعارض في باريس، واكتسب سمعة كفنان صاعد.
العودة إلى إنجلترا والحرب العالمية الثانية
في عام 1935، عاد تريفيليان إلى إنجلترا واستقر في لندن. انضم إلى مجموعة فنانين شباب آخرين، بمن فيهم غراهام ساذرلاند وفيلكس كيلا وموريل براندت، الذين كانوا يعملون أيضًا في أساليب تجريبية. أقام استوديو في تشيلسي، وأصبح جزءًا من المشهد الفني المحلي.
عند اندلاع الحرب العالمية الثانية في عام 1939، تطوع تريفيليان للخدمة في الجيش البريطاني. بسبب خلفيته الفنية، تم تعيينه في وحدة التمويه، حيث عمل على تصميم وتنفيذ خطط التمويه للمنشآت العسكرية والمعدات. خدمت الوحدة في الشرق الأوسط، وشارك تريفيليان في حملات في مصر وليبيا وإيطاليا. خلال الحرب، واصل تريفيليان الرسم والتسجيل، والتقط تجاربه ومشاهداته في سلسلة من اللوحات والرسومات.
ما بعد الحرب والتدريس
بعد الحرب، عاد تريفيليان إلى إنجلترا واستأنف مسيرته الفنية. تزوج من الرسامة ماري فيدال في عام 1951، وانتقلا إلى منزل وورشه عمل في هامرسميث، على ضفاف نهر التايمز. أصبح هذا المنزل مكانًا للتجمع للفنانين والكتاب والمثقفين، واستضاف تريفيليان وفيدال العديد من الحفلات والمعارض.
بالإضافة إلى عمله كفنان، قام تريفيليان أيضًا بالتدريس في كلية تشيلسي للفنون من عام 1955 إلى عام 1963 وفي الكلية الملكية للفنون من عام 1963 إلى عام 1979. كان معلمًا مؤثرًا، وشجع طلابه على تجربة تقنيات مختلفة وتطوير أساليبهم الفردية. كان يعتقد أن الفن يجب أن يكون متاحًا للجميع، وشجع طلابه على الانخراط في المجتمع واستكشاف الموضوعات ذات الصلة بحياتهم.
استمر تريفيليان في الرسم والطباعة حتى وفاته في عام 1988. عرض أعماله على نطاق واسع طوال حياته، وأعماله معروضة في العديد من المجموعات العامة والخاصة، بما في ذلك تيت غاليري ومعرض الفنون الوطني في لندن ومتحف الفن الحديث في نيويورك.
أسلوب جوليان تريفيليان الفني
كان أسلوب جوليان تريفيليان الفني متنوعًا وتطور على مر السنين، لكنه تميز دائمًا بإحساس بالبهجة والخيال. استلهم من مجموعة واسعة من المصادر، بما في ذلك السريالية والتعبيرية والفن الشعبي. كان مفتونًا بالحياة اليومية، وغالبًا ما تضمنت أعماله مشاهد من شوارع لندن وضفاف نهر التايمز والمناظر الطبيعية الإنجليزية.
كان تريفيليان ماهرًا في مجموعة متنوعة من الوسائط، بما في ذلك الرسم والطباعة والكولاج. كان معروفًا بشكل خاص بتقنياته المبتكرة في الطباعة، والتي غالبًا ما تتضمن الجمع بين تقنيات مختلفة لإنشاء تأثيرات معقدة ومثيرة للاهتمام. قام بتجربة النقش والنقش الحجري والشاشة الحريرية، وأحيانًا كان يدمج هذه التقنيات في طباعة واحدة.
كان تريفيليان أيضًا كاتبًا موهوبًا، ونشر العديد من الكتب الشعرية والسيرة الذاتية. غالبًا ما تضمنت كتاباته رؤى حول عمليته الفنية وأفكاره حول الفن والحياة. كان يعتقد أن الفن يجب أن يكون شكلاً من أشكال التواصل، وأنه يجب أن يكون في متناول الجميع.
أهم أعماله
تشمل بعض أعمال جوليان تريفيليان البارزة ما يلي:
- “شارع تشيلسي” (Chelsea Reach): سلسلة من اللوحات والرسومات التي تصور الحياة على ضفاف نهر التايمز في تشيلسي.
- “الحديقة السرية” (The Secret Garden): مجموعة من المطبوعات المستوحاة من حديقة قريبة من منزله في هامرسميث.
- “الحرب” (War): سلسلة من اللوحات والرسومات التي تصور تجاربه خلال الحرب العالمية الثانية.
- “السيرة الذاتية” (Autobiography): كتاب يروي حياته وتطور أسلوبه الفني.
تأثيره وإرثه
كان لجوليان تريفيليان تأثير كبير على الفن البريطاني في القرن العشرين. كان فنانًا موهوبًا ومتعدد الاستخدامات، وكان له تأثير كبير على طلابه وزملائه. ألهمت أعماله أجيالًا من الفنانين، ولا تزال تحتفل بها لبهجتها وخيالها وإنسانيتها.
يتم تذكر تريفيليان كفنان شارك بعمق في عصره، وكواحد سعى دائمًا لاستكشاف طرق جديدة للتعبير عن نفسه. كان يعتقد أن الفن يمكن أن يلعب دورًا مهمًا في المجتمع، وأنه يجب أن يكون متاحًا للجميع.
الجوائز والتقدير
- انتخب زميلاً في الجمعية الملكية للطباعة وصناع النقش (Fellow of the Royal Society of Painter-Printmakers)
- حصل على جائزة مجلس الفنون (Arts Council Award)
معارضه
- شارك في العديد من المعارض الفردية والجماعية في بريطانيا وخارجها.
- أقيمت له معارض استعادية في تيت غاليري ومتحف فيكتوريا وألبرت.
خاتمة
كان جوليان تريفيليان فنانًا إنجليزيًا متعدد المواهب، عمل في مجالات الرسم والطباعة والكتابة. تميز أسلوبه الفني بالبهجة والخيال، واستلهم من مصادر متنوعة مثل السريالية والتعبيرية والفن الشعبي. كان له تأثير كبير على الفن البريطاني في القرن العشرين، ولا تزال أعماله تحتفل بها لجمالها وإنسانيتها.