المنشأ والمسار
ينشأ الشريان اللفائفي القولوني من الجانب الأيمن للشريان المساريقي العلوي، بالقرب من مستوى الفقرة القطنية الثانية عشرة. بعد ذلك، يتجه الشريان إلى الأسفل وإلى اليمين، خلف الصفاق، باتجاه الحفرة الحرقفية اليمنى. ينقسم الشريان اللفائفي القولوني إلى فرعين رئيسيين: فرع علوي وفرع سفلي.
- الفرع العلوي: يتجه الفرع العلوي إلى الأعلى على طول القولون الصاعد، ويمر أمام العضلة القطنية الكبرى. يتفاغر هذا الفرع مع الشريان القولوني الأيمن، وهو فرع آخر من الشريان المساريقي العلوي.
- الفرع السفلي: يعتبر الفرع السفلي هو الجزء الأكبر من الشريان اللفائفي القولوني. يتجه إلى الأسفل وإلى اليمين، ويتفرع إلى عدة فروع أصغر لتزويد الأعور واللفائفي والزائدة الدودية بالدم.
فروع الشريان اللفائفي القولوني
ينقسم الفرع السفلي من الشريان اللفائفي القولوني إلى عدة فروع أصغر، وهي:
- الشريان الأعوري الأمامي: يمد الجزء الأمامي من الأعور بالدم.
- الشريان الأعوري الخلفي: يمد الجزء الخلفي من الأعور بالدم.
- الشريان اللفائفي: يمد الجزء السفلي من اللفائفي بالدم، ويتفاغر مع فروع الشريان المساريقي العلوي الأخرى التي تغذي اللفائفي.
- الشريان الزائدي: يمر خلف اللفائفي، أو في بعض الحالات أمامها، ليصل إلى الزائدة الدودية. يمتد هذا الشريان في الطية الزائدية (mesoappendix) وينتهي في الزائدة الدودية، ويتفاغر مع فرع صغير من الشريان الأعوري الخلفي.
- الفرع القولوني: يمد الجزء السفلي من القولون الصاعد بالدم.
مناطق التروية
الشريان اللفائفي القولوني مسؤول عن تروية المناطق التالية:
- الأعور
- الجزء السفلي من اللفائفي
- الزائدة الدودية
- الجزء السفلي من القولون الصاعد
الأهمية السريرية
تتضمن الحالات السريرية المتعلقة بالشريان اللفائفي القولوني ما يلي:
- التهاب الزائدة الدودية: قد يؤدي التهاب الزائدة الدودية إلى التهاب الشريان الزائدي، مما قد يؤثر على تدفق الدم إلى الزائدة الدودية.
- نزيف الجهاز الهضمي: قد يكون الشريان اللفائفي القولوني مصدرًا للنزيف في الجهاز الهضمي السفلي، على الرغم من أن هذا الأمر نادر نسبيًا. يمكن أن يحدث النزيف بسبب قرحة أو ورم أو تشوه وعائي في المنطقة التي يغذيها الشريان.
- نقص التروية: يمكن أن يحدث نقص التروية (نقص إمداد الدم) في المناطق التي يغذيها الشريان اللفائفي القولوني بسبب انسداد الشريان أو انخفاض تدفق الدم. يمكن أن يؤدي ذلك إلى تلف الأنسجة وحتى الغرغرينا.
- جراحة القولون: خلال جراحة القولون، يجب على الجراحين توخي الحذر لتجنب تلف الشريان اللفائفي القولوني أو فروعه. قد يؤدي تلف الشريان إلى نقص التروية في الأمعاء.
- تمدد الأوعية الدموية: على الرغم من ندرته، يمكن أن يحدث تمدد الأوعية الدموية (انتفاخ في جدار الشريان) في الشريان اللفائفي القولوني. يمكن أن يتمزق تمدد الأوعية الدموية ويسبب نزيفًا حادًا.
التشريح الجراحي
يعد فهم تشريح الشريان اللفائفي القولوني أمرًا بالغ الأهمية للجراحين الذين يقومون بإجراءات في البطن السفلي الأيمن. على سبيل المثال، خلال استئصال الزائدة الدودية، يجب على الجراحين تحديد الشريان الزائدي وربطه لمنع النزيف. وبالمثل، خلال استئصال القولون، يجب على الجراحين الحفاظ على الشريان اللفائفي القولوني وفروعه لضمان بقاء الأمعاء المتبقية حية.
الاختلافات التشريحية: من المهم ملاحظة أن هناك اختلافات تشريحية في الشريان اللفائفي القولوني. على سبيل المثال، في بعض الحالات، قد ينشأ الشريان الزائدي من الشريان الأعوري الأمامي أو الخلفي بدلاً من الشريان اللفائفي القولوني مباشرة. يجب أن يكون الجراحون على دراية بهذه الاختلافات لتجنب المضاعفات أثناء الجراحة.
الأشعة
يمكن تصور الشريان اللفائفي القولوني باستخدام طرق التصوير المختلفة، مثل تصوير الأوعية المقطعي المحوسب (CTA) وتصوير الأوعية بالرنين المغناطيسي (MRA). يمكن استخدام هذه الطرق لتحديد التشوهات في الشريان، مثل الانسداد أو تمدد الأوعية الدموية.
خاتمة
الشريان اللفائفي القولوني هو وعاء دموي حيوي يمد الأعور واللفائفي والزائدة الدودية والجزء السفلي من القولون الصاعد بالدم. فهم تشريح هذا الشريان وأهميته السريرية أمر ضروري للمهنيين الطبيين، وخاصة الجراحين وأخصائيي الأشعة.