تاريخ الملعب
بدأ التخطيط لملعب كريات إليزر في الستينيات من القرن الماضي، بهدف توفير ملعب حديث ومناسب لاحتياجات كرة القدم المتزايدة في مدينة حيفا. قبل ذلك، كانت الأندية المحلية تلعب مبارياتها على ملاعب أصغر وأقل تجهيزًا. استغرق بناء الملعب عدة سنوات، وتم افتتاحه رسميًا في عام 1955.
تم تسمية الملعب على اسم كريات إليزر، وهي منطقة تقع في شمال حيفا حيث تم بناء الملعب. كان الهدف من هذه التسمية هو تكريم المنطقة وربط الملعب بالمجتمع المحلي.
شهد ملعب كريات إليزر العديد من اللحظات التاريخية في كرة القدم الإسرائيلية، حيث استضاف مباريات مهمة في الدوري والكأس المحليين، بالإضافة إلى مباريات دولية للمنتخب الإسرائيلي. كما استضاف الملعب العديد من الفعاليات الثقافية والترفيهية الأخرى.
تصميم الملعب وبنيته
كان ملعب كريات إليزر يتسع لحوالي 14,000 متفرج، مما جعله أحد أكبر الملاعب في إسرائيل في ذلك الوقت. تم تصميم الملعب على شكل مستطيل تقليدي، مع مدرجات على طول جانبي الملعب وخلف المرميين. كانت المدرجات مقسمة إلى عدة مستويات، مع توفير مقاعد لكبار الشخصيات والضيوف المميزين.
تم تجهيز الملعب بإضاءة قوية، مما سمح بإقامة المباريات في المساء. كما تم تزويد الملعب بغرف تغيير الملابس للاعبين، ومكاتب للإدارة، ومرافق أخرى ضرورية لتشغيل الملعب.
على الرغم من أن ملعب كريات إليزر كان يعتبر ملعبًا حديثًا في وقت افتتاحه، إلا أنه بدأ يظهر عليه علامات التقادم مع مرور الوقت. كانت هناك حاجة إلى إجراء تحسينات وتحديثات على الملعب لمواكبة المعايير الدولية الحديثة. ومع ذلك، ونظرًا لظروف اقتصادية ولوجستية، لم يتم إجراء هذه التحسينات بشكل كامل.
أهم الأحداث والمباريات
استضاف ملعب كريات إليزر العديد من المباريات الهامة على مر السنين، بما في ذلك مباريات الدوري الإسرائيلي الممتاز، وكأس إسرائيل، ومباريات دولية للمنتخب الإسرائيلي. شهد الملعب العديد من اللحظات المثيرة والانتصارات التاريخية للأندية المحلية.
من بين أبرز الأحداث التي استضافها الملعب:
- مباريات حاسمة في الدوري الإسرائيلي، حيث توجت الأندية المحلية بالبطولات أمام جماهيرها.
- مباريات كأس إسرائيل، التي شهدت منافسات قوية بين الأندية المختلفة.
- مباريات دولية للمنتخب الإسرائيلي، حيث استضاف الملعب منتخبات عالمية كبيرة.
- مباريات في التصفيات المؤهلة لكأس العالم وكأس الأمم الأوروبية.
كان ملعب كريات إليزر يعتبر قلعة لفريقي مكابي حيفا وهبوعيل حيفا، حيث كان من الصعب على الفرق الزائرة تحقيق الفوز على أرض الملعب. كانت الجماهير المحلية تلعب دورًا كبيرًا في دعم فرقها، مما يخلق جوًا حماسيًا وصعبًا على المنافسين.
ذكريات الجماهير واللاعبين
يحمل ملعب كريات إليزر ذكريات عزيزة على قلوب الجماهير واللاعبين الذين عاشوا لحظات تاريخية على أرض الملعب. يتذكر المشجعون الأهداف الحاسمة، والانتصارات الكبيرة، واللحظات المثيرة التي قضوها في المدرجات. كما يتذكر اللاعبون اللحظات التي تألقوا فيها، والأهداف التي سجلوها، والذكريات التي لن تنسى أبدًا.
بالنسبة للعديد من الجماهير، كان ملعب كريات إليزر أكثر من مجرد ملعب لكرة القدم. كان مكانًا للقاء الأصدقاء والعائلة، ومكانًا للتعبير عن الحب والشغف بالرياضة، ومكانًا لخلق ذكريات تدوم مدى الحياة.
كما كان الملعب مكانًا لظهور العديد من اللاعبين الموهوبين الذين تركوا بصمة في تاريخ كرة القدم الإسرائيلية. شهد الملعب تألق هؤلاء اللاعبين وصعودهم إلى النجومية، وأصبح مكانًا يرتبط بأسمائهم وإنجازاتهم.
نهاية الملعب وهدمه
مع مرور الوقت، أصبح ملعب كريات إليزر قديمًا وغير قادر على تلبية المعايير الحديثة للملاعب الدولية. كانت هناك حاجة إلى بناء ملعب جديد وأكثر حداثة في مدينة حيفا. في عام 2014، تم افتتاح ملعب سامي عوفر، وهو ملعب حديث ومتطور يتسع لأكثر من 30,000 متفرج.
بعد افتتاح ملعب سامي عوفر، انتقل فريقا مكابي حيفا وهبوعيل حيفا إلى اللعب على الملعب الجديد، وأصبح ملعب كريات إليزر مهجورًا. في عام 2015، تم هدم الملعب بشكل كامل، وتم بناء مجمع سكني مكانه.
على الرغم من هدمه، إلا أن ملعب كريات إليزر سيظل دائمًا جزءًا من تاريخ كرة القدم الإسرائيلية. سيظل الملعب في ذاكرة الجماهير واللاعبين الذين عاشوا لحظات لا تُنسى على أرض الملعب. سيظل الملعب رمزًا للفترة الذهبية لكرة القدم في مدينة حيفا.
الإرث والتأثير
ترك ملعب كريات إليزر إرثًا كبيرًا على كرة القدم الإسرائيلية والمجتمع المحلي في حيفا. كان الملعب رمزًا للفخر والانتماء للمدينة، ومكانًا لخلق ذكريات تدوم مدى الحياة. ساهم الملعب في تطوير كرة القدم في إسرائيل، وساعد في ظهور العديد من اللاعبين الموهوبين.
على الرغم من هدمه، إلا أن ذكريات ملعب كريات إليزر ستظل حية في قلوب الجماهير واللاعبين. سيظل الملعب جزءًا من تاريخ المدينة وثقافتها، وسيظل رمزًا للفترة الذهبية لكرة القدم في حيفا.
خاتمة
كان ملعب كريات إليزر أكثر من مجرد ملعب لكرة القدم. كان مكانًا للقاء الأصدقاء والعائلة، ومكانًا للتعبير عن الحب والشغف بالرياضة، ومكانًا لخلق ذكريات تدوم مدى الحياة. على الرغم من هدمه، سيظل الملعب دائمًا جزءًا من تاريخ كرة القدم الإسرائيلية وذاكرة الجماهير.