حياته المبكرة
ولد ماكس وينترفيلد في هامبورغ، ألمانيا، في عائلة يهودية. أظهر موهبة موسيقية مبكرة، وبدأ في دراسة الموسيقى في سن مبكرة. درس في كونسرفتوار هامبورغ، حيث تعلم العزف على البيانو والكمان وتلقى دروسًا في التأليف الموسيقي. بعد الانتهاء من دراسته، عمل كعازف بيانو في العديد من المسارح والحانات في هامبورغ.
بداية مسيرته المهنية
في بداية القرن العشرين، انتقل وينترفيلد إلى برلين، التي كانت مركزًا ثقافيًا مزدهرًا. هناك، بدأ في تأليف الموسيقى للمسرحيات الهزلية والأغاني الشعبية. سرعان ما اكتسب شهرة كملحن موهوب وذكي، وقدم عروضًا في العديد من المسارح البارزة في برلين. خلال هذه الفترة، بدأ في استخدام الاسم المستعار جان جيلبير، والذي أصبح اسمه الفني الدائم.
النجاح والشهرة
جاء نجاح جيلبير الكبير في عام 1911 مع الأوبريت “Die keusche Susanne” (“سوزانا العفيفة”). حقق هذا العمل نجاحًا فوريًا، وتم عرضه في جميع أنحاء أوروبا وأمريكا. تميزت الموسيقى بالبهجة والإيقاعات الجذابة والألحان التي لا تُنسى، مما جعلها مفضلة لدى الجمهور. بعد هذا النجاح، واصل جيلبير تأليف العديد من الأوبريتات الناجحة الأخرى، بما في ذلك “Die Kinokönigin” (“ملكة السينما”) في عام 1913 و “Die Frau im Hermelin” (“المرأة في الفرو”) في عام 1919.
أصبحت أوبريتات جيلبير مرادفة للترفيه الخفيف والمرح. غالبًا ما كانت تدور حول قصص حب كوميدية وشخصيات غريبة الأطوار. تميزت موسيقاه بأسلوبها البسيط والجذاب، الذي يجمع بين العناصر الكلاسيكية والشعبية. كان جيلبير ماهرًا بشكل خاص في خلق ألحان جذابة يمكن للجمهور تذكرها بسهولة.
أعماله البارزة
تشمل أبرز أعمال جان جيلبير:
- Die keusche Susanne (سوزانا العفيفة): يعتبر هذا الأوبريت أشهر أعماله، وحقق نجاحًا عالميًا. تدور القصة حول زوجة قاضٍ تحاول الحفاظ على سمعتها في مواجهة الإغراءات.
- Die Kinokönigin (ملكة السينما): أوبريت آخر ناجح تدور أحداثه في عالم السينما الصاعد. يتناول موضوعات الشهرة والحب والمنافسة.
- Die Frau im Hermelin (المرأة في الفرو): أوبريت رومانسي كوميدي تدور أحداثه في بلدة صغيرة. يتميز بموسيقى جميلة وشخصيات جذابة.
- Das Weib im Rosental (المرأة في روزنتال): أوبريت أقل شهرة لكنه لا يزال يتميز بموسيقى جيلبير المميزة.
تأثيره
كان لجان جيلبير تأثير كبير على تطور الأوبريت في القرن العشرين. ساعد في تحويل هذا النوع من الترفيه إلى شكل فني أكثر حداثة وشعبية. ألهمت موسيقاه العديد من الملحنين الآخرين، ولا تزال أعماله تُعرض حتى اليوم.
بالإضافة إلى ذلك، ساهم جيلبير في نشر الموسيقى الألمانية في جميع أنحاء العالم. عُرضت أوبريتاته في العديد من البلدان، وتمت ترجمتها إلى لغات مختلفة. ساعد ذلك في تعريف جمهور أوسع بالثقافة الألمانية وجعل الموسيقى الألمانية أكثر سهولة.
الحياة في ظل النازية والهجرة
مع صعود النازيين إلى السلطة في ألمانيا في الثلاثينيات، واجه جيلبير صعوبات متزايدة بسبب أصوله اليهودية. تم حظر أعماله تدريجيًا، وتم استبعاده من الحياة الموسيقية. في عام 1933، اضطر إلى مغادرة ألمانيا والذهاب إلى المنفى. انتقل أولاً إلى النمسا، ثم إلى فرنسا، وأخيراً إلى الأرجنتين.
على الرغم من الظروف الصعبة، واصل جيلبير التأليف والعزف في المنفى. عمل في العديد من المشاريع الموسيقية، وحاول الحفاظ على مسيرته المهنية. ومع ذلك، لم يتمكن أبدًا من تحقيق النجاح الذي حققه في ألمانيا قبل الحرب.
وفاته
توفي جان جيلبير في بوينس آيرس، الأرجنتين، في 20 ديسمبر 1942، عن عمر يناهز 63 عامًا. توفي في المنفى، بعيدًا عن وطنه وأصدقائه وعائلته. على الرغم من ذلك، تركت موسيقاه إرثًا دائمًا، ولا تزال أعماله تُعرض ويستمتع بها الناس في جميع أنحاء العالم.
إرثه
يُذكر جان جيلبير كواحد من أهم مؤلفي الأوبريت في القرن العشرين. ساهم في تطوير هذا النوع من الترفيه، وترك إرثًا غنيًا من الموسيقى الجميلة والجذابة. لا تزال أوبريتاته تُعرض حتى اليوم، ولا تزال تتمتع بشعبية كبيرة لدى الجمهور.
بالإضافة إلى ذلك، يُذكر جيلبير كمثال على فنان موهوب اضطر إلى مغادرة وطنه بسبب الاضطهاد السياسي. تُظهر حياته وأعماله أهمية الحرية الفنية والتسامح.
يُعتبر جان جيلبير شخصية مهمة في تاريخ الموسيقى الألمانية. ساهمت أعماله في إثراء الحياة الثقافية في ألمانيا والعالم. سيظل إرثه الموسيقي مصدر إلهام للأجيال القادمة.
أعمال أخرى
- Autoliebchen (1912)
- Puppchen (1912)
- Uschi (1914)
- ритта (1920)
- Katja, die Tänzerin (1922)
- Madame Pompadour (1923)
- Das Mädel mit der Puppe (1925)
خاتمة
كان جان جيلبير ملحنًا وقائدًا أوركستراليًا ألمانيًا موهوبًا، اشتهر بأوبريتاته الجذابة والمرحة. على الرغم من التحديات التي واجهها في ظل النظام النازي، فقد ترك إرثًا موسيقيًا دائمًا ولا تزال أعماله تُعرض حتى اليوم. يُذكر جيلبير كواحد من أهم مؤلفي الأوبريت في القرن العشرين ومثالًا على فنان اضطر إلى مغادرة وطنه بسبب الاضطهاد.