حياته
ولد جوزيف فوكس في 5 يوليو 1912. انضم إلى الرهبنة اليسوعية في عام 1931، ورُسم كاهنًا في عام 1940. درس الفلسفة واللاهوت في مختلف الجامعات، وحصل على درجة الدكتوراه في اللاهوت من جامعة غريغوريان في روما.
بعد الحرب العالمية الثانية، بدأ فوكس التدريس في جامعة فورتسبورغ، حيث أصبح أستاذًا للأخلاق اللاهوتية. لعب دورًا نشطًا في النقاشات اللاهوتية التي سبقت المجمع الفاتيكاني الثاني وخلاله، وكان له تأثير كبير على التطورات اللاحقة في اللاهوت الأخلاقي الكاثوليكي.
مساهماته اللاهوتية
كان جوزيف فوكس شخصية محورية في تجديد اللاهوت الأخلاقي الكاثوليكي في النصف الثاني من القرن العشرين. سعى إلى تجاوز النهج التقليدي الذي كان يركز بشكل كبير على القانون الطبيعي وقواعد السلوك الجامدة، وتبنى بدلاً من ذلك منظورًا أكثر شخصية وتوجهًا نحو الضمير.
الضمير: أكد فوكس على أهمية الضمير في اتخاذ القرارات الأخلاقية. كان يعتقد أن الضمير ليس مجرد تطبيق آلي للقواعد الأخلاقية، بل هو قدرة الإنسان على إدراك القيم الأخلاقية وتطبيقها على المواقف الملموسة. وفقًا لفوكس، يجب على المرء أن يتبع ضميره حتى لو كان يتعارض مع القواعد أو السلطات الخارجية، طالما أن الضمير قد تشكل بشكل صحيح من خلال التفكير والدراسة والصلاة.
القانون الطبيعي: لم يرفض فوكس مفهوم القانون الطبيعي، لكنه سعى إلى إعادة تفسيره بطريقة أكثر ديناميكية وشخصية. بدلاً من اعتباره مجموعة ثابتة من القواعد، رأى فوكس القانون الطبيعي على أنه تعبير عن ميل الإنسان الفطري نحو الخير والحقيقة. وأكد على أن القانون الطبيعي يجب أن يُفهم في سياق التاريخ والثقافة والظروف الملموسة.
الجنس: كان فوكس أيضًا من أوائل اللاهوتيين الكاثوليك الذين دعوا إلى اتباع نهج أكثر انفتاحًا ورحمة تجاه القضايا الجنسية. انتقد النهج التقليدي الذي كان يركز بشكل كبير على الجوانب الإنجابية للجنس، وأكد بدلاً من ذلك على أهمية الحب والعلاقة الحميمة بين الزوجين. دعا إلى فهم أكثر تعاطفًا للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في حياتهم الجنسية، مثل المطلقين والمتزوجين مرة أخرى والمثليين.
موقف الكنيسة: في الواقع، لم يؤيد فوكس تغييرات جوهرية في موقف الكنيسة المعلن بشأن الممارسات الجنسية. لكنه شعر أنه يجب فهم الأشخاص ذوي الميول المثلية وتعليمهم في جو من التعاطف، وأنه لا ينبغي الحكم عليهم أو إدانتهم. وفيما يتعلق بالزواج الثاني، كان يرى أن الكنيسة يجب أن تبحث عن حلول رعوية للأفراد الذين يعانون من ظروف صعبة.
مآثره الأخرى: يعتقد فوكس أن أي فعل بشري – أيًا كان موضوعه – يجب أن يكون موضوعًا للتمييز الأخلاقي. في الواقع، لا توجد مجالات من الحياة أو السلوك البشري محايدة أخلاقياً. يجب على المرء أن يسعى دائمًا إلى السعي لتحقيق الخير الأخلاقي الأكبر، الذي يعطي للحياة معناها النهائي.
أعماله الرئيسية
نشر جوزيف فوكس العديد من الكتب والمقالات المؤثرة في مجال اللاهوت الأخلاقي. من بين أبرز أعماله:
- القانون الطبيعي: بحث عن معناه الصحيح (1965)
- اللاهوت الأخلاقي الشخصي (1972)
- الإيمان والضمير والسلوك (1978)
- المسيح والقيم (1985)
تأثيره
كان لجوزيف فوكس تأثير كبير على اللاهوت الأخلاقي الكاثوليكي في القرن العشرين. ساهم في تجديد هذا المجال من خلال التأكيد على أهمية الضمير والشخصية والظروف الملموسة في اتخاذ القرارات الأخلاقية. ألهمت أفكاره العديد من اللاهوتيين والعلماء والناشطين، وساعدت في تعزيز فهم أكثر رحمة وتعاطفًا للقضايا الأخلاقية المعقدة.
توفي جوزيف فوكس في 5 مارس 2005، عن عمر يناهز 92 عامًا. لا تزال أعماله تدرس وتناقش على نطاق واسع، ولا يزال تأثيره محسوسًا في اللاهوت الأخلاقي الكاثوليكي اليوم.
ميراثه
يمكن تلخيص إرث جوزيف فوكس في النقاط التالية:
- تجديد اللاهوت الأخلاقي: كان فوكس شخصية رائدة في تجديد اللاهوت الأخلاقي الكاثوليكي في القرن العشرين، من خلال التأكيد على أهمية الضمير والشخصية والظروف الملموسة.
- تعزيز الفهم الشخصي للأخلاق: ساهم في تعزيز فهم أكثر شخصية وتوجهًا نحو الضمير للأخلاق، من خلال التأكيد على أن الضمير هو القدرة على إدراك القيم الأخلاقية وتطبيقها على المواقف الملموسة.
- تفسير ديناميكي للقانون الطبيعي: سعى إلى إعادة تفسير القانون الطبيعي بطريقة أكثر ديناميكية وشخصية، من خلال اعتباره تعبيرًا عن ميل الإنسان الفطري نحو الخير والحقيقة.
- نهج أكثر انفتاحًا للقضايا الجنسية: دعا إلى اتباع نهج أكثر انفتاحًا ورحمة تجاه القضايا الجنسية، من خلال التركيز على أهمية الحب والعلاقة الحميمة بين الزوجين.
- إلهام اللاهوتيين والعلماء والناشطين: ألهمت أفكاره العديد من اللاهوتيين والعلماء والناشطين، وساعدت في تعزيز فهم أكثر رحمة وتعاطفًا للقضايا الأخلاقية المعقدة.
خاتمة
كان جوزيف فوكس لاهوتيًا كاثوليكيًا بارزًا ساهم بشكل كبير في مجال اللاهوت الأخلاقي. من خلال التأكيد على أهمية الضمير والقانون الطبيعي والفهم الشخصي للأخلاق، ساعد في تجديد اللاهوت الأخلاقي الكاثوليكي وتعزيز فهم أكثر رحمة وتعاطفًا للقضايا الأخلاقية المعقدة. لا تزال أعماله مؤثرة وملهمة حتى اليوم.