تاريخ الشركة
تأسست شركة إنديكوت جونسون نتيجة لاندماج شركتين للأحذية: شركة ليسترشاير لتصنيع الأحذية (Lestershire Boot and Shoe Company) وشركة جورج إف جونسون للأحذية (George F. Johnson & Company). كانت شركة ليسترشاير لتصنيع الأحذية موجودة منذ أواخر القرن التاسع عشر، بينما تأسست شركة جورج إف جونسون للأحذية في عام 1899. اندمجت الشركتان في عام 1919 لتشكيل شركة إنديكوت جونسون.
كان جورج إف جونسون شخصية محورية في نجاح الشركة. لقد آمن بشدة بمعاملة العمال بشكل جيد وتقديم ظروف عمل جيدة لهم. وقد تجسد هذا في شعار الشركة “صفقة عادلة للجميع”. قدم جونسون العديد من المزايا لعماله، بما في ذلك الرعاية الصحية المجانية والإسكان الميسر وفرص الترفيه.
ازدهرت الشركة في ظل قيادة جونسون، وأصبحت واحدة من أكبر شركات الأحذية في العالم. في ذروتها، وظفت شركة إنديكوت جونسون أكثر من 20000 عامل وكانت تنتج أكثر من 250000 زوج من الأحذية يوميًا. كان للشركة مصانع في جميع أنحاء الطرف الجنوبي لولاية نيويورك، وكانت منتجاتها تباع في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
سياسات الشركة الأبوية
اشتهرت شركة إنديكوت جونسون بسياساتها الأبوية تجاه عمالها. آمن جورج إف جونسون بأن معاملة العمال بشكل جيد هو الشيء الصحيح الذي يجب القيام به، وأنه سيؤدي أيضًا إلى زيادة الإنتاجية والأرباح. نتيجة لذلك، قدمت الشركة العديد من المزايا لعمالها، بما في ذلك:
- الرعاية الصحية المجانية: قدمت شركة إنديكوت جونسون الرعاية الصحية المجانية لجميع عمالها وعائلاتهم. كان لدى الشركة مستشفى خاص بها، بالإضافة إلى عدد من العيادات في جميع مصانعها.
- الإسكان الميسر: قامت شركة إنديكوت جونسون ببناء آلاف المنازل لعمالها. تم تأجير هذه المنازل بأسعار معقولة، مما ساعد العمال على توفير المال وتكوين حياة أفضل لأنفسهم.
- فرص الترفيه: قدمت شركة إنديكوت جونسون مجموعة متنوعة من فرص الترفيه لعمالها، بما في ذلك الحدائق والملاعب وحمامات السباحة. كان لدى الشركة أيضًا فرقة موسيقية خاصة بها، والتي قدمت عروضًا منتظمة للعمال والمجتمع.
- برامج المشاركة في الأرباح: قدمت شركة إنديكوت جونسون برنامجًا للمشاركة في الأرباح لعمالها. تم تقسيم الأرباح بين العمال بناءً على سنوات خدمتهم وأدائهم الوظيفي.
أدت هذه السياسات إلى خلق قوة عاملة مخلصة ومنتجة. كان العمال فخورين بالعمل في شركة إنديكوت جونسون، وكانوا على استعداد لبذل جهد إضافي لضمان نجاح الشركة.
تراجع الشركة
بدأت شركة إنديكوت جونسون في التراجع في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي. كان هناك عدد من العوامل التي ساهمت في هذا التراجع، بما في ذلك:
- المنافسة المتزايدة من الشركات الأجنبية: بدأت الشركات الأجنبية في إنتاج أحذية أرخص، مما جعل من الصعب على شركة إنديكوت جونسون المنافسة.
- تغير أذواق المستهلكين: بدأ المستهلكون في تفضيل أنواع مختلفة من الأحذية، مثل الأحذية الرياضية والصنادل. لم تكن شركة إنديكوت جونسون قادرة على التكيف مع هذه التغييرات في أذواق المستهلكين.
- مشاكل العمل: واجهت شركة إنديكوت جونسون عددًا من مشاكل العمل في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي. أدت هذه المشاكل إلى إضرابات وتخفيضات في الإنتاج.
بحلول الثمانينيات من القرن الماضي، كانت شركة إنديكوت جونسون قد أفلست. تم إغلاق مصانع الشركة، وفقد آلاف العمال وظائفهم. كان سقوط شركة إنديكوت جونسون بمثابة ضربة كبيرة للطرف الجنوبي من ولاية نيويورك.
إرث الشركة
على الرغم من سقوطها، لا تزال شركة إنديكوت جونسون تتذكر على نطاق واسع باعتبارها قصة نجاح. كانت الشركة رائدة في معاملة العمال بشكل جيد، وسياساتها الأبوية كانت نموذجًا للشركات الأخرى لاتباعه. ساعدت شركة إنديكوت جونسون أيضًا في تشكيل الطرف الجنوبي من ولاية نيويورك، ولا يزال إرثها محسوسًا حتى اليوم.
لا يزال اسم إنديكوت جونسون مرتبطًا بالجودة والابتكار في صناعة الأحذية. كانت الشركة رائدة في استخدام طرق إنتاج جديدة، وكانت دائمًا تبحث عن طرق لتحسين منتجاتها. ساهمت شركة إنديكوت جونسون أيضًا في تطوير الطرف الجنوبي من ولاية نيويورك. قدمت الشركة وظائف وإسكانًا وفرصًا ترفيهية لآلاف العمال، وساعدت في جعل المنطقة مكانًا جيدًا للعيش فيه.
شركة إنديكوت جونسون اليوم
لم تعد شركة إنديكوت جونسون موجودة كشركة مستقلة. ومع ذلك، لا يزال إرث الشركة محسوسًا حتى اليوم. لا تزال العديد من مباني الشركة قائمة، وتستخدم الآن لأغراض أخرى. تم تحويل العديد من منازل العمال إلى شقق، ولا تزال الحدائق والملاعب تستخدمها المجتمعات المحلية. كما أن اسم إنديكوت جونسون لا يزال مرتبطًا بالجودة والابتكار في صناعة الأحذية.
تظل قصة شركة إنديكوت جونسون بمثابة تذكير بأهمية معاملة العمال بشكل جيد، وبأهمية الابتكار والتكيف مع التغيير. إنها أيضًا شهادة على قوة المجتمعات القوية.
خاتمة
كانت شركة إنديكوت جونسون للأحذية شركة رائدة في صناعة الأحذية، واشتهرت بسياساتها الأبوية تجاه عمالها. في ذروتها، كانت واحدة من أكبر شركات الأحذية في العالم، ولكنها تراجعت في النهاية بسبب المنافسة المتزايدة، وتغير أذواق المستهلكين، ومشاكل العمل. على الرغم من سقوطها، لا تزال شركة إنديكوت جونسون تتذكر على نطاق واسع باعتبارها قصة نجاح، ولا يزال إرثها محسوسًا حتى اليوم.