حياتها المبكرة وتعليمها
ولدت روز بتلر براون في ناشفيل بولاية تينيسي، في 22 فبراير 1897. كان والداها، ويليام م. بتلر وإميلي ج. بتلر، معلمين. تلقت تعليمها المبكر في المدارس المحلية، ثم التحقت بجامعة هوارد في واشنطن العاصمة، حيث حصلت على درجة البكالوريوس في الرياضيات عام 1918. بعد تخرجها، عملت كمدرسة رياضيات في مدرسة دنبار الثانوية المرموقة في واشنطن العاصمة.
لم تكتف براون بالتدريس، بل سعت جاهدة لمواصلة تعليمها العالي. شغفها بالهندسة دفعها للالتحاق بمعهد رنسيلار للعلوم التطبيقية في تروي، نيويورك. كان هذا خيارًا جريئًا في ذلك الوقت، خاصة لامرأة من أصل أفريقي في مجال يهيمن عليه الذكور. في عام 1939، حققت إنجازًا تاريخيًا بحصولها على درجة الماجستير في الهندسة المدنية، لتصبح بذلك أول امرأة سوداء تحصل على هذه الدرجة من المعهد.
مسيرتها المهنية
بعد حصولها على درجة الماجستير، واجهت براون تحديات كبيرة في العثور على عمل في مجال الهندسة بسبب التمييز العنصري والجنسي السائد في ذلك الوقت. ومع ذلك، لم تستسلم واستمرت في البحث عن فرص لممارسة مهنتها. في النهاية، تمكنت من الحصول على وظيفة في الحكومة الفيدرالية، حيث عملت كمهندسة في مشاريع مختلفة.
عملت براون في عدة وكالات حكومية، بما في ذلك وزارة الدفاع ووزارة الداخلية. شاركت في تصميم والإشراف على بناء العديد من المشاريع الهامة، مثل الطرق والجسور والمباني الحكومية. كما عملت كمستشارة هندسية لعدد من الشركات الخاصة.
بالإضافة إلى عملها كمهندسة، كانت براون أيضًا معلمة وكاتبة. قامت بتدريس دورات في الرياضيات والهندسة في عدد من الكليات والجامعات. كما كتبت كتابًا بعنوان “أحب أطفالي” (Love My Children)، والذي نشر في عام 1969. يتناول الكتاب تجاربها كأم عاملة وكامرأة من أصل أفريقي في أمريكا خلال القرن العشرين.
إنجازاتها وتكريمها
حققت روز بتلر براون العديد من الإنجازات الهامة خلال حياتها المهنية. كانت رائدة في مجال الهندسة، حيث فتحت الأبواب أمام النساء والأقليات الأخرى لدخول هذا المجال. كما كانت معلمة ملهمة وكاتبة موهوبة.
تشمل بعض إنجازاتها الرئيسية:
- أول امرأة من أصل أفريقي تحصل على درجة الماجستير في الهندسة المدنية من معهد رنسيلار للعلوم التطبيقية (1939).
- العمل كمهندسة في الحكومة الفيدرالية في مشاريع مختلفة.
- تدريس دورات في الرياضيات والهندسة في عدد من الكليات والجامعات.
- كتابة كتاب “أحب أطفالي” (Love My Children).
تقديرًا لإنجازاتها، حصلت براون على العديد من الجوائز والتكريمات، بما في ذلك:
- جائزة الإنجاز المتميز من جامعة هوارد.
- جائزة الخدمة المتميزة من معهد رنسيلار للعلوم التطبيقية.
- إدراجها في قاعة مشاهير المهندسين السود.
كتاب “أحب أطفالي” (Love My Children)
يعد كتاب “أحب أطفالي” (Love My Children) سيرة ذاتية مؤثرة تروي قصة حياة روز بتلر براون. تقدم فيه نظرة ثاقبة على تجاربها كامرأة من أصل أفريقي في أمريكا خلال القرن العشرين، وتحدياتها في التوفيق بين حياتها المهنية والأسرية. تتناول براون في الكتاب موضوعات مثل التمييز العنصري والجنسي، وأهمية التعليم، وقوة الحب والعائلة.
يعتبر الكتاب مصدر إلهام للعديد من القراء، وخاصة النساء والأقليات الذين يواجهون تحديات مماثلة. يسلط الضوء على أهمية المثابرة والإصرار في تحقيق الأهداف، وعلى قوة التعليم في تغيير الحياة.
إرثها وتأثيرها
تركت روز بتلر براون إرثًا دائمًا كمربية ومهندسة وكاتبة رائدة. كانت مثالًا يحتذى به للعديد من النساء والأقليات، وألهمت الآخرين لتحقيق أحلامهم بغض النظر عن العقبات التي يواجهونها. ساهمت في تقدم المجتمع من خلال عملها في مجال الهندسة ومن خلال كتاباتها التي تناولت قضايا اجتماعية هامة.
تستمر قصتها في إلهام الأجيال القادمة، وتذكيرنا بأهمية المساواة والعدالة والفرص المتكافئة للجميع.
حياتها الشخصية ووفاتها
تزوجت روز بتلر براون من الدكتور إسحاق في. براون، وهو طبيب أسنان، في عام 1922. كان لديهم ثلاثة أطفال. توفيت روز بتلر براون في 20 فبراير 1986، عن عمر يناهز 88 عامًا.
خاتمة
كانت روز بتلر براون شخصية استثنائية، تحدت التمييز العنصري والجنسي لتحقيق النجاح في مجال الهندسة. كانت أول امرأة من أصل أفريقي تحصل على درجة الماجستير في الهندسة المدنية من معهد رنسيلار للعلوم التطبيقية، وعملت كمهندسة في الحكومة الفيدرالية وفي القطاع الخاص. بالإضافة إلى ذلك، كانت معلمة وكاتبة، وتركت إرثًا دائمًا كمربية ومهندسة وكاتبة رائدة.