تاريخ السفينة
تم بناء كوين أوف ذا نورث في حوض بناء السفن AG Weser Seebeckwerft في بريمرهافن بألمانيا الغربية. تم إطلاقها في 30 مارس 1969، ودخلت الخدمة في الأصل باسم “Stena Danica” لشركة Stena Line، وكانت تعمل على طرق بحر الشمال بين السويد وألمانيا. في عام 1974، تم بيعها لشركة BC Ferries وأعيدت تسميتها بـ “Queen of the North”.
خضعت السفينة لعدة تجديدات خلال حياتها. في عام 1985، تمت إضافة منصة سيارات جديدة لزيادة سعتها. في عام 1991، تم تجديد مقصوراتها الداخلية وترقيتها. خدمت السفينة بشكل موثوق على طريق Discovery Coast التابع لشركة BC Ferries لسنوات عديدة، حاملة الركاب والمركبات بين بورت هاردي وبرينس روبرت ومواقع أخرى على طول الساحل.
مسار الرحلة
كانت كوين أوف ذا نورث تقوم برحلة ليلية منتظمة من برينس روبرت إلى بورت هاردي عبر قناة Inside Passage. كانت هذه الرحلة ذات مناظر خلابة للغاية، وتجذب السياح من جميع أنحاء العالم. كانت السفينة تغادر برينس روبرت في المساء وتصل إلى بورت هاردي في صباح اليوم التالي، مع توقفات في مجتمعات صغيرة على طول الطريق.
عادة ما كان مسار الرحلة يشمل التوقف في:
- كيماوت
- بيلا بيلا
- أوكيسو
حادثة الغرق
في ليلة 21 مارس 2006، غادرت كوين أوف ذا نورث من برينس روبرت متجهة إلى بورت هاردي. كان على متنها 101 شخصًا: 59 راكبًا و 42 من أفراد الطاقم. في حوالي الساعة 12:21 صباحًا بتوقيت المحيط الهادئ في 22 مارس، بينما كانت السفينة تبحر عبر قناة رايت، لم تنعطف في مسارها المعتاد واصطدمت بجزيرة جيلمان، الواقعة على بعد حوالي 70 ميلاً (110 كم) جنوب برينس روبرت.
تسبب الاصطدام في أضرار جسيمة لهيكل السفينة. بدأت السفينة في الميل بسرعة إلى الميمنة، وفي غضون ساعة غرقت في قاع المحيط. تمكن معظم الركاب وأفراد الطاقم من الصعود إلى قوارب النجاة وتم إنقاذهم من قبل سفن خفر السواحل وسفن أخرى كانت قريبة. ومع ذلك، فقد شخصان في الحادث ويعتقد أنهما لقيا حتفهما.
التحقيق
أجرى مجلس سلامة النقل الكندي (TSB) تحقيقًا كاملاً في أسباب غرق كوين أوف ذا نورث. كشف التحقيق أن السفينة لم تنعطف في مسارها المعتاد بسبب خطأ بشري. كان الضابط الثالث على الجسر ومعه شخص آخر، وكلاهما لم يلتزما بواجباتهما بشكل صحيح. كان الضابط الثالث يتحدث على الهاتف مع صديقته، والشخص الآخر كان نائما على الأرجح.
خلص التحقيق أيضًا إلى أن هناك عددًا من العوامل الأخرى التي ساهمت في وقوع الحادث، بما في ذلك:
- عدم كفاية تدريب الطاقم
- عدم وجود إجراءات تشغيل قياسية واضحة
- نقص الإشراف من قبل كبار الضباط
أوصى مجلس سلامة النقل الكندي (TSB) بعدد من التوصيات لتحسين السلامة على متن سفن BC Ferries. تضمنت هذه التوصيات:
- تحسين تدريب الطاقم
- تطوير إجراءات تشغيل قياسية واضحة
- زيادة الإشراف من قبل كبار الضباط
- تركيب أنظمة إنذار آلية على الجسور
تداعيات الحادث
أثار غرق كوين أوف ذا نورث صدمة في جميع أنحاء كولومبيا البريطانية وكندا. كان الحادث بمثابة تذكير مأساوي بمخاطر السفر البحري وأهمية السلامة. كما أثار أسئلة حول ثقافة السلامة في شركة BC Ferries.
قدمت شركة BC Ferries اعتذارًا لعائلات الضحايا وتعهدت بإجراء تغييرات لتحسين السلامة. قامت الشركة بتنفيذ عدد من التوصيات الصادرة عن مجلس سلامة النقل الكندي (TSB). كما قامت الشركة بتعويض عائلات الضحايا.
أدى غرق كوين أوف ذا نورث أيضًا إلى تغييرات في لوائح السلامة البحرية في كندا. قامت الحكومة الكندية بتنفيذ قوانين جديدة تتطلب من جميع السفن تركيب أنظمة إنذار آلية على الجسور. كما قامت الحكومة الكندية بزيادة التفتيش على السفن للتأكد من امتثالها للوائح السلامة.
البحث عن الضحايا
بعد غرق السفينة، بدأت عمليات بحث مكثفة للعثور على المفقودين. استمرت عمليات البحث لعدة أيام، لكن لم يتم العثور على جثتي الضحيتين. يُعتقد أن الجثتين قد جرفتا إلى البحر أو استقرتا داخل حطام السفينة.
في عام 2007، تم إطلاق عملية لاستعادة بعض الحطام من السفينة الغارقة. كان الهدف من العملية هو جمع الأدلة التي قد تساعد في تحديد أسباب الحادث. كما كان الهدف من العملية هو استعادة بعض المتعلقات الشخصية للضحايا لعائلاتهم.
تمكنت الفرق العاملة على متن سفن متخصصة من استعادة عدد من القطع الأثرية من السفينة الغارقة، بما في ذلك متعلقات شخصية وأجهزة ملاحية. تم فحص القطع الأثرية من قبل خبراء مجلس سلامة النقل الكندي (TSB) واستخدمت في التحقيق في الحادث.
تأثير الحادث على المجتمعات الساحلية
كان لغرق كوين أوف ذا نورث تأثير كبير على المجتمعات الساحلية في كولومبيا البريطانية. كانت السفينة بمثابة شريان حياة لهذه المجتمعات، حيث توفر لهم وسيلة نقل أساسية للأشخاص والبضائع. بعد غرق السفينة، واجهت هذه المجتمعات صعوبة في الحصول على الإمدادات والخدمات التي تحتاجها.
قامت شركة BC Ferries باستبدال كوين أوف ذا نورث بسفينة جديدة، لكن الأمر استغرق بعض الوقت حتى تعود الخدمات إلى طبيعتها. كما تأثرت السياحة في المنطقة بسبب الحادث. كان العديد من السياح مترددين في السفر إلى المنطقة بعد غرق السفينة.
على الرغم من التحديات، تمكنت المجتمعات الساحلية في كولومبيا البريطانية من التعافي من غرق كوين أوف ذا نورث. كانت المجتمعات مصممة على المضي قدمًا وبناء مستقبل أفضل.
إرث كوين أوف ذا نورث
لا يزال غرق كوين أوف ذا نورث يمثل حدثًا مأساويًا في تاريخ كولومبيا البريطانية. كان الحادث بمثابة تذكير بمخاطر السفر البحري وأهمية السلامة. كما أثار أسئلة حول ثقافة السلامة في شركة BC Ferries.
أدى الحادث إلى تغييرات في لوائح السلامة البحرية في كندا. قامت الحكومة الكندية بتنفيذ قوانين جديدة تتطلب من جميع السفن تركيب أنظمة إنذار آلية على الجسور. كما قامت الحكومة الكندية بزيادة التفتيش على السفن للتأكد من امتثالها للوائح السلامة.
سوف تبقى كوين أوف ذا نورث في الذاكرة دائمًا باعتبارها سفينة لعبت دورًا مهمًا في حياة المجتمعات الساحلية في كولومبيا البريطانية.
خاتمة
كانت إم في كوين أوف ذا نورث عبّارة دحرجة تعمل في كولومبيا البريطانية. غرقت في عام 2006 بسبب خطأ بشري، مما أسفر عن مقتل شخصين. أدى الحادث إلى تغييرات في لوائح السلامة البحرية وتحسينات في ممارسات السلامة في شركة BC Ferries. يبقى الحادث تذكيرًا مأساويًا بأهمية السلامة في السفر البحري.