نشأته وتعليمه
ولد ليونارد وولفسون في 11 نوفمبر 1927، لعائلة يهودية بارزة. والده، إسحاق وولفسون، كان مؤسس شركة جريت يونيفرسال ستورز، التي أصبحت واحدة من أكبر شركات البيع بالتجزئة في المملكة المتحدة. تلقى ليونارد تعليمه في مدرسة سانت بول، وهي مدرسة مستقلة مرموقة في لندن. بعد ذلك، التحق بكلية وادهام في جامعة أكسفورد، حيث درس التاريخ. ومع ذلك، لم يكمل دراسته الجامعية، حيث انضم إلى شركة العائلة للمساعدة في تطويرها وتوسيع نطاقها.
مسيرته المهنية في جريت يونيفرسال ستورز
بدأ ليونارد وولفسون مسيرته المهنية في شركة جريت يونيفرسال ستورز (GUS) في الخمسينيات من القرن الماضي. عمل في مختلف الأقسام، واكتسب خبرة واسعة في مجال البيع بالتجزئة وإدارة الأعمال. في عام 1962، تولى منصب المدير الإداري للشركة، وفي عام 1996 أصبح رئيسًا لمجلس الإدارة. تحت قيادته، شهدت GUS نموًا كبيرًا وتوسعًا دوليًا. استحوذت الشركة على العديد من العلامات التجارية المعروفة، مثل Burberry و Argos، مما عزز مكانتها في السوق.
كان وولفسون معروفًا بأسلوبه الإداري الحكيم وقدرته على اتخاذ القرارات الصعبة. ركز على الكفاءة التشغيلية والابتكار، مما ساهم في زيادة أرباح الشركة وتعزيز قيمتها السوقية. استمر في منصبه كرئيس لمجلس الإدارة حتى عام 2000، عندما تقاعد وخلفه ابنه، ديفيد وولفسون.
الأعمال الخيرية ومؤسسة وولفسون
إلى جانب مسيرته المهنية الناجحة في مجال الأعمال، كان ليونارد وولفسون معروفًا بأعماله الخيرية الواسعة النطاق. في عام 1955، أسس مع والده مؤسسة وولفسون، وهي مؤسسة خيرية تهدف إلى دعم التعليم والعلوم والفنون والتراث. قدمت المؤسسة تبرعات كبيرة للعديد من المؤسسات التعليمية والبحثية والثقافية في المملكة المتحدة وخارجها.
من بين المشاريع البارزة التي دعمتها مؤسسة وولفسون:
- تمويل بناء وتطوير العديد من المباني والمرافق في الجامعات البريطانية، بما في ذلك جامعات أكسفورد وكامبريدج وإمبريال كوليدج لندن.
- تقديم منح دراسية وبحثية للطلاب والباحثين المتميزين في مختلف المجالات العلمية.
- دعم المتاحف والمعارض الفنية والمؤسسات الثقافية الأخرى، مثل المتحف البريطاني والمعرض الوطني.
- المساهمة في الحفاظ على المباني التاريخية والمواقع التراثية في المملكة المتحدة.
تعتبر مؤسسة وولفسون واحدة من أكبر المؤسسات الخيرية في المملكة المتحدة، وقد قدمت تبرعات تزيد قيمتها عن مليار جنيه إسترليني منذ تأسيسها. استمرت المؤسسة في دعم المشاريع الخيرية تحت قيادة أبناء ليونارد وولفسون وأحفاده.
الأوسمة والتكريمات
حصل ليونارد وولفسون على العديد من الأوسمة والتكريمات تقديرًا لإسهاماته في مجال الأعمال والأعمال الخيرية. في عام 1961، حصل على لقب فارس (Knight Bachelor) من قبل الملكة إليزابيث الثانية. في عام 1985، تم منحه لقب بارون (Baron Wolfson) من بورتهولم في مقاطعة هامبشاير، مما جعله عضوًا في مجلس اللوردات البريطاني. كما حصل على زمالة الجمعية الملكية (FRS) وزمالة فخرية في الأكاديمية الملكية للهندسة (HonFREng).
بالإضافة إلى ذلك، حصل وولفسون على العديد من الشهادات الفخرية من الجامعات البريطانية والأجنبية، تقديرًا لإسهاماته في التعليم والبحث العلمي.
حياته الشخصية
تزوج ليونارد وولفسون من روث ميريل ليفين في عام 1949، وأنجبا ثلاثة أبناء: ديفيد وولفسون، وسيمون وولفسون، وروبرت وولفسون. كان وولفسون معروفًا بحياته الهادئة والمتواضعة، على الرغم من ثروته ومكانته الاجتماعية المرموقة. كان يهتم بالفنون والموسيقى، وكان محبًا للخيول والرياضة.
وفاته
توفي ليونارد وولفسون في 20 مايو 2010 عن عمر يناهز 82 عامًا. ترك وراءه إرثًا كبيرًا في مجال الأعمال والأعمال الخيرية. تم تذكره كقائد حكيم ورجل نبيل، ساهم بشكل كبير في تطوير المجتمع ودعم التعليم والعلوم والفنون.
خاتمة
كان ليونارد وولفسون، بارون وولفسون، شخصية بارزة في تاريخ الأعمال الخيرية في المملكة المتحدة. بفضل رؤيته وقيادته، نمت شركة جريت يونيفرسال ستورز لتصبح واحدة من أكبر شركات البيع بالتجزئة في البلاد. ومن خلال مؤسسة وولفسون، قدم تبرعات كبيرة لدعم التعليم والعلوم والفنون والتراث، مما ترك أثرًا إيجابيًا على المجتمع. سيظل وولفسون في الذاكرة كقائد حكيم ورجل نبيل، ساهم بشكل كبير في تطوير المجتمع ودعم التعليم والعلوم والفنون.