مقدمة
هربرت ريموند ماكماستر (بالإنجليزية: Herbert Raymond McMaster)، من مواليد 24 يوليو 1962، هو فريق متقاعد في جيش الولايات المتحدة شغل منصب مستشار الأمن القومي الخامس والعشرين للرئيس دونالد ترامب من عام 2017 إلى عام 2018. وهو أيضًا مؤلف ومؤرخ، اشتهر بكتابه “Dereliction of Duty: Lyndon Johnson, Robert McNamara, the Joint Chiefs of Staff, and the Lies That Led to Vietnam” الذي انتقد فيه طريقة إدارة حرب فيتنام.
نشأته وتعليمه
ولد ماكماستر في فيلادلفيا، بنسلفانيا، ونشأ في وادي كينيت سكوير. تخرج من الأكاديمية العسكرية الأمريكية في ويست بوينت عام 1984. حصل على درجة الدكتوراه في التاريخ الأمريكي من جامعة نورث كارولينا في تشابل هيل. ركزت أطروحته على حرب فيتنام، والتي نُشرت لاحقًا ككتاب.
حياته العسكرية
بدأ ماكماستر مسيرته العسكرية كضابط مدرعات. قاد فصيلة دبابات خلال حرب الخليج الثانية عام 1991، حيث تميز في معركة 73 إيستينغز. خدم لاحقًا في مناصب قيادية مختلفة، بما في ذلك قيادة فوج الفرسان المدرع الثالث في العراق من عام 2005 إلى عام 2006 خلال حرب العراق. خلال فترة خدمته في العراق، ركز على مكافحة التمرد وتعزيز الاستقرار.
- حرب الخليج الثانية: قاد فصيلة دبابات وأظهر براعة في معركة 73 إيستينغز.
- حرب العراق: قاد فوج الفرسان المدرع الثالث وركز على مكافحة التمرد.
قبل تعيينه مستشارًا للأمن القومي، شغل ماكماستر منصب مدير مركز تكامل القدرات بالجيش ونائب قائد قيادة التدريب والعقيدة بالجيش الأمريكي.
مستشار الأمن القومي
تم تعيين ماكماستر مستشارًا للأمن القومي في فبراير 2017، خلفًا لمايكل فلين. خلال فترة ولايته، سعى إلى تبسيط عملية صنع القرار في مجلس الأمن القومي وتقوية العلاقات مع الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة.
ركز ماكماستر على عدة أولويات رئيسية، بما في ذلك:
- مواجهة التحديات التي تفرضها إيران: اتخذ موقفًا متشددًا تجاه إيران وسعى إلى احتواء نفوذها في المنطقة.
- التعامل مع كوريا الشمالية: عمل على ممارسة الضغط الدبلوماسي والاقتصادي على كوريا الشمالية لثنيها عن برنامجها النووي.
- مكافحة الإرهاب: واصل جهود مكافحة الإرهاب، مع التركيز على هزيمة داعش والقضاء على الشبكات الإرهابية الأخرى.
- تعزيز العلاقات مع الحلفاء: سعى إلى تعزيز العلاقات مع الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة في أوروبا وآسيا.
استقال ماكماستر من منصبه كمستشار للأمن القومي في أبريل 2018، وخلفه جون بولتون.
آراؤه السياسية
يُنظر إلى ماكماستر عمومًا على أنه محافظ واقعي. يؤمن بأهمية القوة العسكرية الأمريكية في الحفاظ على السلام والاستقرار في العالم، لكنه أيضًا يدعو إلى استخدام الدبلوماسية والحوار لحل النزاعات. وهو منتقد صريح لسياسات العزلة والانكفاء على الذات.
فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، يؤيد ماكماستر اتباع نهج حازم تجاه الخصوم مثل إيران وروسيا، ولكنه أيضًا يدعو إلى التعاون مع الحلفاء لمواجهة التحديات العالمية. وهو يعتقد أن الولايات المتحدة يجب أن تلعب دورًا قياديًا في العالم وأن تدافع عن مصالحها وقيمها.
مؤلفاته
بالإضافة إلى عمله في الخدمة العسكرية والحكومية، هو أيضًا مؤلف غزير الإنتاج. أشهر أعماله:
- Dereliction of Duty: Lyndon Johnson, Robert McNamara, the Joint Chiefs of Staff, and the Lies That Led to Vietnam (1997): ينتقد هذا الكتاب بشدة طريقة إدارة حرب فيتنام من قبل الرئيس ليندون جونسون ووزير الدفاع روبرت ماكنامارا ورؤساء الأركان المشتركة. يجادل ماكماستر بأن هؤلاء القادة فشلوا في تقديم تقييمات صريحة وواقعية للوضع في فيتنام، وأنهم انخرطوا في الخداع والتضليل لإخفاء الحقائق عن الشعب الأمريكي.
- Battlegrounds: The Fight to Defend the Free World (2020): في هذا الكتاب، يحلل ماكماستر التحديات التي تواجه النظام العالمي الليبرالي ويدعو إلى استراتيجية جديدة للدفاع عن العالم الحر. يناقش صعود القوى الاستبدادية مثل الصين وروسيا، وتأثير الإرهاب والتطرف، وأهمية الحفاظ على التحالفات وتعزيز القيم الديمقراطية.
الجوائز والتكريمات
حصل ماكماستر على العديد من الجوائز والتكريمات العسكرية، بما في ذلك:
- نجمة فضية
- وسام الاستحقاق
- وسام النجمة البرونزية
كما حصل على العديد من الجوائز المدنية، بما في ذلك جائزة الكتاب العسكري المتميز من مؤسسة بارنز آند نوبل عن كتابه “Dereliction of Duty”.
الحياة الشخصية
ماكماستر متزوج من كاثلين ترودو، ولديهما ثلاث بنات.
خاتمة
هربرت ريموند ماكماستر هو شخصية بارزة في السياسة الخارجية والأمن القومي الأمريكي. بصفته ضابطًا عسكريًا ومؤرخًا ومستشارًا للأمن القومي، لعب دورًا مهمًا في تشكيل السياسة الأمريكية تجاه مجموعة متنوعة من القضايا العالمية. يُعرف بآرائه الصريحة والتزامه بالدفاع عن مصالح الولايات المتحدة وقيمها.