مقدمة
كانت الفرقة 18 مشاة فرقة مشاة تابعة للجيش البريطاني شاركت لفترة وجيزة في حملة الملايو خلال الحرب العالمية الثانية. تم تشكيلها في عام 1937 كجزء من توسع الجيش البريطاني في مواجهة التوترات المتزايدة في أوروبا. تمركزت الفرقة في البداية في شرق أنجليا وقضت السنوات الأولى من الحرب في مهام دفاعية في الوطن.
في عام 1941، تم اختيار الفرقة 18 مشاة للخدمة في الخارج وتم إرسالها إلى مالايا لتعزيز الحامية البريطانية هناك. وصلت الفرقة إلى مالايا في أواخر عام 1941، قبل وقت قصير من الغزو الياباني. كانت الفرقة غير مستعدة للحرب في بيئة الغابة، وكانت تعاني من نقص المعدات والتدريب المناسبين.
عندما بدأ الغزو الياباني في ديسمبر 1941، تم تكليف الفرقة 18 مشاة بالدفاع عن قطاع من الساحل الشرقي لشبه جزيرة الملايو. ومع ذلك، سرعان ما تفوق اليابانيون على الفرقة، واضطرت إلى التراجع. قاتلت الفرقة ببسالة، لكنها عانت من خسائر فادحة. بحلول نهاية شهر يناير 1942، تم تطويق الفرقة 18 مشاة في سنغافورة مع بقية القوات البريطانية.
استسلمت سنغافورة لليابانيين في 15 فبراير 1942، وتم أسر الفرقة 18 مشاة بأكملها. قضى الأسرى السنوات الثلاث والنصف التالية في معسكرات الاعتقال اليابانية، حيث عانوا من ظروف مروعة. توفي العديد من رجال الفرقة 18 مشاة في الأسر.
التشكيل والتاريخ المبكر
تم تشكيل الفرقة 18 مشاة في مارس 1937 كجزء من برنامج إعادة تسليح بريطاني أكبر استجابة للتصاعد العسكري في ألمانيا النازية. تم تشكيلها في البداية كوحدة احتياطية تابعة للجيش الإقليمي، وتتألف من وحدات مجندة من شرق أنجليا. خلال سنواتها الأولى، ركزت الفرقة على التدريب والتعبئة، والاستعداد لدور محتمل في الدفاع عن الوطن.
عند اندلاع الحرب العالمية الثانية في سبتمبر 1939، تم تعبئة الفرقة 18 مشاة بالكامل وتم وضعها تحت قيادة القيادة الشرقية. تم تكليفها بمهام دفاعية ساحلية في شرق أنجليا، بما في ذلك حماية المطارات ومحطات الرادار الحيوية. خلال هذه الفترة، خضعت الفرقة لتدريب مكثف لرفع مستوى كفاءتها القتالية.
على الرغم من أن الفرقة لم تشارك في البداية في عمليات قتالية في الخارج، إلا أنها لعبت دورًا حيويًا في الدفاع عن الوطن. كما قدمت أيضًا أفرادًا مدربين جيدًا لوحدات أخرى تم نشرها في الخارج. في عام 1941، صدرت أوامر للفرقة بالاستعداد للخدمة في الخارج، مما يمثل نقطة تحول كبيرة في تاريخها.
الإرسال إلى مالايا
في صيف عام 1941، تم اختيار الفرقة 18 مشاة للخدمة في مالايا، وهي مستعمرة بريطانية ذات أهمية استراتيجية تقع في جنوب شرق آسيا. كانت مالايا مصدرًا حيويًا للمطاط والقصدير، وكانت ذات أهمية كبيرة للاقتصاد البريطاني. مع تصاعد التوترات مع اليابان، قررت الحكومة البريطانية تعزيز الحامية العسكرية في مالايا لردع العدوان الياباني المحتمل.
تم إرسال الفرقة 18 مشاة إلى مالايا كجزء من تعزيز أكبر للقوات البريطانية والهندية والأسترالية الموجودة هناك. تم تكليف الفرقة بتعزيز الدفاعات حول كوانتان، وهي مدينة ساحلية مهمة تقع على الساحل الشرقي لشبه جزيرة الملايو. كان من المتوقع أن الفرقة ستوفر قوة ردع قوية ضد أي هجوم ياباني محتمل.
ومع ذلك، وصلت الفرقة 18 مشاة إلى مالايا وهي تعاني من العديد من أوجه القصور. كانت الفرقة غير معتادة على المناخ الاستوائي وظروف الغابات الكثيفة. كما أنها كانت تعاني من نقص المعدات المناسبة، مثل الأسلحة المضادة للدبابات والمركبات ذات الدفع الرباعي. علاوة على ذلك، تلقى العديد من جنود الفرقة تدريبًا قليلًا أو معدومًا على حرب الغابات.
حملة الملايو
بدأ الغزو الياباني لمالايا في 8 ديسمبر 1941، عندما نزلت القوات اليابانية على طول الساحل الشمالي الشرقي لشبه جزيرة الملايو. شن اليابانيون هجومًا سريعًا ومنسقًا، واستخدموا مزيجًا من الإنزالات البرمائية والقوات المحمولة جوًا والتقدم المدرع لاختراق الدفاعات البريطانية بسرعة.
تم تكليف الفرقة 18 مشاة بالدفاع عن قطاع من الساحل الشرقي حول كوانتان. ومع ذلك، سرعان ما تفوق اليابانيون على الفرقة، التي كانت تعاني من نقص في التدريب والمعدات المناسبة. واجهت الفرقة مقاومة يابانية شديدة، وعانت من خسائر فادحة في الاشتباكات المبكرة.
مع تقدم اليابانيين إلى الداخل، اضطرت الفرقة 18 مشاة إلى التراجع إلى سلسلة من المواقف الدفاعية. قاتلت الفرقة ببسالة، لكنها لم تستطع وقف التقدم الياباني. تسببت الطرق الوعرة وظروف الغابات الكثيفة في إعاقة حركة الفرقة وإمدادها بشكل كبير.
بحلول منتصف شهر يناير عام 1942، تم دفع الفرقة 18 مشاة مرة أخرى إلى جنوب شبه جزيرة الملايو. انضمت الفرقة إلى وحدات بريطانية وهندية وأسترالية أخرى في محاولة أخيرة للدفاع عن سنغافورة، وهي معقل استراتيجي مهم للإمبراطورية البريطانية.
معركة سنغافورة والاستسلام
بدأت معركة سنغافورة في 8 فبراير 1942، عندما نزلت القوات اليابانية في الطرف الشمالي الغربي من الجزيرة. شن اليابانيون هجومًا شاملاً على الدفاعات البريطانية، مستخدمين مزيجًا من المدفعية والقصف الجوي وهجمات المشاة.
تم تكليف الفرقة 18 مشاة بالدفاع عن قطاع من المحيط الخارجي الشمالي الغربي لسنغافورة. قاتلت الفرقة ببسالة، لكنها تفوقت عليها القوات اليابانية المتفوقة عددًا وعتادًا. عانت الفرقة من خسائر فادحة، واضطرت إلى التراجع إلى سلسلة من المواقف الدفاعية.
على الرغم من جهود القوات البريطانية والهندية والأسترالية، تمكن اليابانيون من اختراق الدفاعات حول سنغافورة. بحلول 15 فبراير 1942، كان الوضع ميؤوسًا منه، واستسلم الفريق آرثر إرنست بيرسيفال، القائد العام لقوات الحلفاء، سنغافورة لليابانيين. تم أسر الفرقة 18 مشاة بأكملها مع بقية القوات البريطانية.
الأسر
بعد سقوط سنغافورة، تم إرسال أفراد الفرقة 18 مشاة إلى معسكرات أسرى الحرب اليابانية في جميع أنحاء جنوب شرق آسيا. عانى الأسرى من ظروف مروعة، بما في ذلك نقص الغذاء والدواء والرعاية الطبية. كما أُجبروا على القيام بأعمال شاقة في مشاريع مثل خط سكة حديد بورما سيئ السمعة، حيث مات الآلاف بسبب الإرهاق والمرض وسوء المعاملة.
كانت معدلات الوفيات في معسكرات أسرى الحرب اليابانية مرتفعة للغاية. توفي العديد من أفراد الفرقة 18 مشاة بسبب الأمراض مثل الملاريا والدوسنتاريا والبري بري. كما قُتل آخرون على يد حراسهم بسبب مخالفات طفيفة.
بشكل عام، نجا حوالي ثلث أفراد الفرقة 18 مشاة من الأسر. تم إطلاق سراحهم في نهاية الحرب في أغسطس 1945 وعادوا إلى ديارهم إلى بريطانيا. حمل العديد من الأسرى ندوبًا جسدية وعاطفية من تجربتهم، وكافحوا للتكيف مع الحياة المدنية.
إعادة التشكيل وما بعد الحرب
تم حل الفرقة 18 مشاة رسميًا في نهاية الحرب العالمية الثانية. ومع ذلك، تم إعادة تشكيل الفرقة لاحقًا كوحدة احتياطية في عام 1947. تم تفكيكها نهائيًا في عام 1967 كجزء من تخفيضات أوسع في الجيش البريطاني.
على الرغم من وجودها القصير نسبيًا، لعبت الفرقة 18 مشاة دورًا مهمًا في الحرب العالمية الثانية. ضحى رجال الفرقة، الذين كانوا في الغالب من المجندين من شرق أنجليا، بأرواحهم للدفاع عن الإمبراطورية البريطانية. لا يزال يتم تذكر تضحياتهم وشجاعتهم حتى اليوم.
الإرث
لا يزال يتم تذكر الفرقة 18 مشاة حتى اليوم. تعتبر قصتهم بمثابة تذكير بالتضحيات التي قدمها الجنود البريطانيون خلال الحرب العالمية الثانية، وتسلط الضوء على أهمية التدريب الكافي والمعدات المناسبة للقوات في القتال. تظل حملة الملايو ومعركة سنغافورة بمثابة دراسات حالة في التخطيط العسكري والاستراتيجية.
تم تكريم الفرقة 18 مشاة بعدة طرق، بما في ذلك اللوحات التذكارية والنصب التذكارية. كما تم توثيق تاريخ الفرقة في العديد من الكتب والأفلام الوثائقية. يبقى إرث الفرقة 18 مشاة حيًا كمثال على الشجاعة والتضحية والروح القتالية للقوات البريطانية.
خاتمة
كانت الفرقة 18 مشاة (المملكة المتحدة) فرقة مشاة تابعة للجيش البريطاني. تشكلت في عام 1937، وشاركت في حملة الملايو خلال الحرب العالمية الثانية. على الرغم من قصر مدة خدمتها، فقد لعبت دورًا مهمًا في الحرب، حيث ضحى رجالها بأرواحهم في الدفاع عن سنغافورة. تم أسر الفرقة بأكملها في عام 1942 وعانى أفرادها من ظروف قاسية في معسكرات الاعتقال اليابانية. على الرغم من هذه المصاعب، تظل الفرقة 18 مشاة رمزًا للشجاعة والتضحية.