مقدمة
تشيلي، تلك البقعة الطويلة والضيقة على طول الساحل الغربي لأمريكا الجنوبية، تحتضن تاريخًا غنيًا ومعقدًا يمتد عبر آلاف السنين. من حضارات السكان الأصليين القديمة إلى الاستعمار الإسباني، ثم إلى فترة الجمهورية المضطربة والمزدهرة في بعض الأحيان، شهدت تشيلي تحولات عميقة شكلت هويتها الفريدة. هذا الجدول الزمني يسعى إلى تقديم نظرة عامة على أهم الأحداث القانونية والإقليمية والسياسية التي مرت بها تشيلي، بهدف توفير فهم شامل لتطورها التاريخي.
فترة ما قبل كولومبوس
قبل وصول الأوروبيين، كانت تشيلي موطنًا لمجموعة متنوعة من الشعوب الأصلية، لكل منها ثقافتها وتقاليدها الخاصة:
- 15,000 قبل الميلاد: وصول أول البشر إلى منطقة تشيلي الحالية. تشير الأدلة الأثرية إلى وجود مستوطنات بشرية في مونتي فيردي.
- حوالي 500 قبل الميلاد: ظهور ثقافة الأنيماس في شمال تشيلي، وهي ثقافة زراعية متطورة.
- حوالي 300 قبل الميلاد: تطور ثقافة ديغويتا في وديان شمال تشيلي.
- القرن الخامس عشر الميلادي: توسع إمبراطورية الإنكا إلى شمال ووسط تشيلي، مما أثر على السكان الأصليين في المنطقة.
- شعب المابوتشي: سيطر شعب المابوتشي على الجزء الجنوبي من تشيلي، وظلوا مستقلين وقاوموا الغزاة الإنكا والأسبان على حد سواء.
الاستعمار الإسباني (1541-1810)
بدأ العصر الاستعماري بوصول الغزاة الإسبان بقيادة بيدرو دي فالديفيا، الذي أسس مدينة سانتياغو:
- 1541: تأسيس سانتياغو دي نويفا إكستريمادورا (سانتياغو الحالية) على يد بيدرو دي فالديفيا.
- 1550: تأسيس مدينة كونثبثيون، وهي مدينة رئيسية في جنوب تشيلي.
- حرب أراوكو (1550-1883): صراع طويل ومرير بين الإسبان وشعب المابوتشي. تميزت هذه الحرب بالمقاومة الشرسة من جانب المابوتشي.
- القرن السابع عشر: تطور الاقتصاد الاستعماري التشيلي، الذي يعتمد بشكل أساسي على الزراعة وتربية الماشية.
- 1776: أصبحت تشيلي جزءًا من النيابة الملكية لريو دي لا بلاتا.
حرب الاستقلال (1810-1818)
تأثرت تشيلي بالأفكار الثورية من أوروبا وأمريكا الشمالية، مما أدى إلى حركة استقلال:
- 18 سبتمبر 1810: تشكيل المجلس الحكومي الأول في سانتياغو، ويعتبر هذا التاريخ بداية عملية الاستقلال التشيلي.
- 1814: معركة رانكاغوا، التي شهدت هزيمة المتمردين التشيليين على يد القوات الملكية الإسبانية.
- 1817: عبور جيش الأنديز بقيادة خوسيه دي سان مارتين وجنرال بيرناردو أوهيغينز جبال الأنديز إلى تشيلي.
- 12 فبراير 1817: معركة تشاكابوكو، التي حقق فيها جيش الأنديز انتصارًا حاسمًا على الإسبان.
- 5 أبريل 1818: معركة مايبو، التي أكدت استقلال تشيلي.
الجمهورية المبكرة (1818-1891)
شهدت السنوات الأولى للجمهورية التشيلية صراعات سياسية وتحديات اقتصادية:
- 1818-1823: حكم بيرناردو أوهيغينز كمدير أعلى لتشيلي.
- 1830: معركة ليركاي، التي أنهت فترة من عدم الاستقرار السياسي وأدت إلى صعود حكومة محافظة.
- 1833: اعتماد دستور 1833، الذي أسس جمهورية رئاسية قوية.
- حرب الكونفدرالية (1836-1839): حرب بين تشيلي والكونفدرالية البيروفية البوليفية، انتهت بانتصار تشيلي وحل الكونفدرالية.
- القرن التاسع عشر: ازدهار الاقتصاد التشيلي بفضل تصدير القمح والنحاس.
حرب المحيط الهادئ (1879-1883)
كانت حرب المحيط الهادئ صراعًا كبيرًا غير مستقبل تشيلي:
- 1879-1883: حرب المحيط الهادئ، التي خاضتها تشيلي ضد بيرو وبوليفيا.
- نتائج الحرب: اكتسبت تشيلي أراضي غنية بالنيترات من بيرو وبوليفيا، بما في ذلك إقليم أنتوفاغاستا وإقليم تاراباكا. فقدت بوليفيا منفذها البحري.
الجمهورية البرلمانية (1891-1925)
تميزت هذه الفترة بزيادة النفوذ السياسي للكونغرس:
- 1891: الحرب الأهلية التشيلية، التي أدت إلى هزيمة الرئيس خوسيه مانويل بالماديدا وإقامة جمهورية برلمانية.
- 1891-1925: فترة الجمهورية البرلمانية، حيث كان الكونغرس يتمتع بسلطة كبيرة.
- بداية القرن العشرين: نمو الحركة العمالية في تشيلي، مع إضرابات ومطالبات بتحسين ظروف العمل.
الفترة الرئاسية (1925-1973)
شهدت تشيلي عودة إلى النظام الرئاسي، ولكن مع استمرار التحديات الاجتماعية والسياسية:
- 1925: اعتماد دستور جديد أعاد السلطة إلى الرئيس.
- 1932: تأسيس الحزب الاشتراكي التشيلي.
- 1938-1952: فترة الحكومات الراديكالية، التي ركزت على التنمية الصناعية والإصلاح الاجتماعي.
- الستينيات: برنامج الإصلاح الزراعي، الذي يهدف إلى إعادة توزيع الأراضي على الفلاحين.
- 1970: انتخاب سلفادور أليندي رئيسًا، وهو أول رئيس ماركسي منتخب ديمقراطيًا في أمريكا اللاتينية.
ديكتاتورية بينوشيه (1973-1990)
كانت فترة الديكتاتورية العسكرية فترة مظلمة في تاريخ تشيلي:
- 11 سبتمبر 1973: انقلاب عسكري بقيادة أوغستو بينوشيه يطيح بالرئيس سلفادور أليندي.
- 1973-1990: حكم بينوشيه كرئيس للدولة، وهي فترة تميزت بانتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان.
- الثمانينيات: تنفيذ سياسات اقتصادية ليبرالية جديدة، بقيادة “شيكاغو بويز”.
- 1988: استفتاء عام يرفض استمرار بينوشيه في السلطة.
العودة إلى الديمقراطية (1990-حتى الآن)
شهدت تشيلي انتقالًا سلميًا إلى الديمقراطية، مع مواجهة مستمرة لتحديات الماضي:
- 1990: انتخاب باتريسيو أيلوين رئيسًا، وهو أول رئيس منتخب ديمقراطيًا بعد بينوشيه.
- التسعينيات: تحقيق نمو اقتصادي قوي واستقرار سياسي.
- 2000-2006: حكم ريكاردو لاغوس، الذي واصل سياسات الإصلاح والنمو الاقتصادي.
- 2006-2010: ميشيل باشيليت تصبح أول امرأة تتولى منصب رئيس تشيلي.
- 2010-2014: سباستيان بينيرا يصبح أول رئيس يمثل يمين الوسط يتم انتخابه ديمقراطيًا منذ عام 1958.
- 2014-2018: عودة ميشيل باشيليت إلى الرئاسة لفترة ولاية ثانية.
- 2018-2022: سباستيان بينيرا يتولى الرئاسة لفترة ولاية ثانية.
- 2022: انتخاب غابرييل بوريك رئيسًا، وهو أصغر رئيس في تاريخ تشيلي.
- 2023: الذكرى الخمسون للانقلاب العسكري عام 1973، مما يثير نقاشًا وطنيًا حول الماضي والحاضر.
خاتمة
إن الجدول الزمني لتاريخ تشيلي يظهر مسيرة طويلة ومعقدة، مليئة بالتحولات الدراماتيكية والتحديات المستمرة. من حضارات السكان الأصليين إلى الاستعمار الإسباني، ثم إلى النضال من أجل الاستقلال والجمهورية، شهدت تشيلي فترات من الازدهار والركود، والديمقراطية والديكتاتورية. على الرغم من الصعوبات، تمكنت تشيلي من تحقيق تقدم كبير في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وبناء مجتمع أكثر عدلاً ومساواة. يبقى فهم الماضي ضروريًا لبناء مستقبل أفضل للجيل القادم من التشيليين.