مقدمة
العضلة الوربية الباطنة هي إحدى العضلات التي تقع بين الأضلاع، وتحديدًا في الطبقة الأعمق من العضلات الوربية. تلعب هذه العضلة دورًا هامًا في عملية التنفس، وتعمل بالتنسيق مع العضلات الوربية الأخرى لضمان حركة القفص الصدري بشكل سلس وفعال. تُعرف أيضًا باسم الطبقة الداخلية للعضلة الوربية الداخلية.
تشريح العضلة الوربية الباطنة
تعتبر العضلة الوربية الباطنة جزءًا من مجموعة العضلات الوربية التي تشمل العضلات الوربية الخارجية والداخلية والباطنة. تمتد هذه العضلات بين الأضلاع وتملأ الفراغات الوربية. فيما يلي تفصيل لتشريح العضلة الوربية الباطنة:
المنشأ: تنشأ العضلة الوربية الباطنة من الحافة الداخلية للضلع من الأعلى.
المرتكز: ترتكز العضلة الوربية الباطنة على الحافة العلوية للضلع من الأسفل.
المسار: يمتد مسار العضلة الوربية الباطنة بشكل مائل إلى الأسفل والخلف، موازيةً للعضلة الوربية الداخلية. ولكنها تقع في طبقة أعمق منها.
التعصيب: يتم تعصيب العضلة الوربية الباطنة عن طريق الأعصاب الوربية، وهي فروع من الأعصاب الصدرية (T1-T11).
التزويد الدموي: تحصل العضلة الوربية الباطنة على التغذية الدموية من الشرايين الوربية، والتي هي فروع من الشريان الصدري الداخلي والشريان الأبهري الصدري.
وظيفة العضلة الوربية الباطنة
تشارك العضلة الوربية الباطنة في عملية التنفس، وتحديدًا في الزفير القوي. على الرغم من أن وظيفتها الدقيقة لا تزال قيد البحث، إلا أن الدور الرئيسي لها يتمثل في:
- خفض الأضلاع: تعمل العضلة الوربية الباطنة على خفض الأضلاع، مما يقلل من حجم التجويف الصدري ويساهم في عملية الزفير.
- دعم القفص الصدري: تساعد في الحفاظ على استقرار القفص الصدري أثناء التنفس.
- المساعدة في التنفس القوي: تلعب دورًا مهمًا في التنفس القوي، مثل التنفس أثناء ممارسة الرياضة أو عند السعال والعطس.
تعتبر العضلات الوربية الباطنة من العضلات الزفيرية، حيث تساعد في تقليل حجم الصدر وبالتالي طرد الهواء من الرئتين. تعمل هذه العضلات بالتنسيق مع عضلات أخرى مثل عضلات البطن والعضلات الوربية الداخلية لتحقيق الزفير الفعال.
العلاقة بين العضلات الوربية الباطنة والعضلات الوربية الأخرى
تعمل العضلات الوربية الباطنة بالتنسيق مع العضلات الوربية الأخرى لضمان حركة القفص الصدري بشكل متكامل. فيما يلي نظرة على العلاقة بين هذه العضلات:
- العضلات الوربية الخارجية: تقع في الطبقة الخارجية من العضلات الوربية وتعمل بشكل أساسي في الشهيق. تساعد في رفع الأضلاع وزيادة حجم التجويف الصدري.
- العضلات الوربية الداخلية: تقع في الطبقة المتوسطة وتشارك في الزفير، على الرغم من أن دورها أقل وضوحًا من العضلات الوربية الباطنة في الزفير القوي.
- العضلات الوربية الباطنة: تقع في الطبقة الأعمق وتعتبر من العضلات الزفيرية الرئيسية، حيث تساعد في خفض الأضلاع وتقليل حجم التجويف الصدري.
تعمل هذه العضلات معًا لتحقيق التنفس السلس والفعال. أثناء الشهيق، تنقبض العضلات الوربية الخارجية والحجاب الحاجز، مما يزيد من حجم التجويف الصدري ويدفع الهواء إلى الرئتين. أثناء الزفير، تنبسط العضلات الوربية الخارجية والحجاب الحاجز، وتنقبض العضلات الوربية الباطنة والعضلات الوربية الداخلية (بشكل أقل) لتقليل حجم التجويف الصدري وطرد الهواء من الرئتين.
الأهمية السريرية للعضلة الوربية الباطنة
قد تتأثر العضلة الوربية الباطنة بمجموعة متنوعة من الحالات الصحية والإصابات، مما يؤثر على وظيفتها وقدرتها على دعم التنفس. فيما يلي بعض الحالات السريرية المرتبطة بالعضلة الوربية الباطنة:
- إصابات العضلات الوربية: يمكن أن تحدث إصابات في العضلات الوربية نتيجة للإصابات المباشرة على الصدر، مثل الحوادث أو السقوط أو ممارسة الرياضات التي تتطلب احتكاكًا جسديًا. يمكن أن تتسبب هذه الإصابات في ألم وتشنجات وتقييد في حركة القفص الصدري.
- التهاب العضلات الوربية: يمكن أن يحدث التهاب في العضلات الوربية نتيجة للإجهاد الزائد أو الإصابات المتكررة. يمكن أن يتسبب الالتهاب في ألم وتورم وصعوبة في التنفس.
- متلازمة الألم الليفي العضلي: هي حالة مزمنة تتسبب في ألم في العضلات والأنسجة الرخوة في الجسم، بما في ذلك العضلات الوربية. يمكن أن تتسبب هذه المتلازمة في ألم مزمن وتعب وصعوبة في التنفس.
- الألم العصبي الوربي: هو ألم يحدث نتيجة لتهيج أو ضغط على الأعصاب الوربية. يمكن أن يتسبب الألم العصبي الوربي في ألم حاد وحارق في منطقة الصدر والظهر، وقد يتفاقم مع التنفس أو الحركة.
- التمزقات العضلية: قد يحدث تمزق في العضلات الوربية نتيجة للإجهاد الشديد أو الحركات المفاجئة. يمكن أن يتسبب التمزق في ألم حاد وتورم وكدمات في منطقة الإصابة.
يمكن أن تتطلب هذه الحالات العلاج الطبيعي والعلاج الدوائي لتخفيف الألم وتحسين وظيفة العضلات الوربية. في بعض الحالات، قد يكون التدخل الجراحي ضروريًا.
تقييم العضلة الوربية الباطنة
يمكن تقييم وظيفة العضلة الوربية الباطنة من خلال مجموعة من الفحوصات والاختبارات السريرية. تشمل طرق التقييم الشائعة:
- الفحص البدني: يتضمن الفحص البدني تقييم حركة القفص الصدري أثناء التنفس، والبحث عن أي علامات للألم أو التورم أو التشوهات.
- التصوير الطبي: يمكن استخدام التصوير الطبي، مثل الأشعة السينية والتصوير بالرنين المغناطيسي، لتقييم العضلات الوربية والأنسجة المحيطة بها. يمكن أن تساعد هذه الصور في تحديد أي إصابات أو التهابات أو تشوهات في العضلات.
- اختبارات وظائف الرئة: يمكن استخدام اختبارات وظائف الرئة لتقييم قدرة الرئتين على تبادل الغازات. يمكن أن تساعد هذه الاختبارات في تحديد أي مشاكل في التنفس قد تكون مرتبطة بضعف العضلات الوربية.
- تخطيط كهربية العضل (EMG): يمكن استخدام تخطيط كهربية العضل لتقييم النشاط الكهربائي للعضلات الوربية. يمكن أن يساعد هذا الاختبار في تحديد أي مشاكل في الأعصاب التي تعصب العضلات.
يعتمد اختيار طريقة التقييم المناسبة على الأعراض التي يعاني منها المريض والتاريخ الطبي والفحص البدني.
تمارين لتقوية العضلة الوربية الباطنة
يمكن تقوية العضلة الوربية الباطنة من خلال مجموعة من التمارين التي تستهدف عضلات التنفس. تشمل التمارين الشائعة:
- تمارين التنفس العميق: تساعد تمارين التنفس العميق على تقوية عضلات التنفس وزيادة حجم الرئة. يمكن ممارسة هذه التمارين عن طريق أخذ نفس عميق من الأنف والزفير ببطء من الفم.
- تمارين التنفس البطني: تركز تمارين التنفس البطني على استخدام الحجاب الحاجز للتنفس. يمكن ممارسة هذه التمارين عن طريق وضع يد على البطن والشعور بارتفاع البطن أثناء الشهيق وانخفاضه أثناء الزفير.
- تمارين التنفس المقاوم: تستخدم تمارين التنفس المقاوم أجهزة لزيادة المقاومة أثناء التنفس. يمكن أن تساعد هذه التمارين على تقوية عضلات التنفس وزيادة القدرة على التحمل.
- تمارين الإطالة: تساعد تمارين الإطالة على تحسين مرونة العضلات الوربية وتقليل الألم والتشنجات. يمكن ممارسة هذه التمارين عن طريق إمالة الجسم إلى الجانبين أو تدوير الجذع.
يجب استشارة أخصائي العلاج الطبيعي قبل البدء في أي برنامج تمارين لتقوية العضلات الوربية.
خاتمة
العضلة الوربية الباطنة هي عضلة مهمة تقع في الطبقة الأعمق من العضلات الوربية وتلعب دورًا حاسمًا في عملية الزفير القوي. تعمل بالتنسيق مع العضلات الوربية الأخرى لضمان حركة القفص الصدري بشكل سلس وفعال. يمكن أن تتأثر العضلة الوربية الباطنة بمجموعة متنوعة من الحالات الصحية والإصابات، مما يؤثر على وظيفتها وقدرتها على دعم التنفس. يمكن تقييم وظيفة العضلة الوربية الباطنة من خلال مجموعة من الفحوصات والاختبارات السريرية، ويمكن تقويتها من خلال مجموعة من التمارين التي تستهدف عضلات التنفس.