تاريخ المجلة
تأسست المراجعة الإنجيلية للمجتمع والسياسة في عام 2009، وسعت إلى ملء فجوة في الأدبيات الأكاديمية الإنجيلية التي تتعامل مع القضايا الاجتماعية والسياسية بشكل منهجي وعميق. تولى رئاسة تحريرها في البداية الدكتور روبرت كامينغز، وهو عالم لاهوت بارز متخصص في الأخلاق المسيحية واللاهوت السياسي. على مر السنين، استقطبت المجلة مساهمات من باحثين بارزين من مختلف التخصصات، بما في ذلك اللاهوت، والعلوم السياسية، وعلم الاجتماع، والفلسفة.
نشرت المجلة مجموعة واسعة من المقالات التي تتناول موضوعات مثل العدالة الاجتماعية، وحقوق الإنسان، والبيئة، والعلاقات الدولية، ودور الكنيسة في المجتمع. كما اهتمت بتحليل السياسات العامة من منظور إنجيلي، مع التركيز على قيم مثل الكرامة الإنسانية، والحرية الدينية، والمسؤولية الاجتماعية.
نطاق المجلة ومواضيعها
تميزت المراجعة الإنجيلية للمجتمع والسياسة بنطاقها الواسع واهتمامها بالتفاصيل. لم تقتصر على تناول القضايا الاجتماعية والسياسية من منظور لاهوتي عام، بل سعت إلى تقديم تحليلات دقيقة ومفصلة تستند إلى أسس لاهوتية قوية. شملت المواضيع التي تناولتها المجلة:
- العدالة الاجتماعية: تناولت المجلة قضايا الفقر، وعدم المساواة، والتمييز، وسعت إلى تقديم حلول مستوحاة من الكتاب المقدس والمبادئ المسيحية.
- حقوق الإنسان: اهتمت المجلة بحماية حقوق الإنسان الأساسية، مثل حرية التعبير، وحرية الدين، وحقوق الأقليات، وحقوق المرأة والطفل.
- البيئة: نشرت المجلة مقالات حول مسؤولية المسيحيين تجاه البيئة، وضرورة الحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.
- العلاقات الدولية: تناولت المجلة قضايا الحرب والسلام، والعلاقات بين الدول، ودور المسيحيين في تعزيز السلام والعدالة على مستوى العالم.
- دور الكنيسة في المجتمع: بحثت المجلة في دور الكنيسة كقوة دافعة للتغيير الاجتماعي، وضرورة مشاركة المسيحيين في الحياة العامة والسياسية.
- الأخلاق الحيوية: ناقشت المجلة قضايا مثل الإجهاض، والموت الرحيم، والهندسة الوراثية من منظور لاهوتي وأخلاقي.
- السياسة العامة: قدمت المجلة تحليلات للسياسات العامة في مختلف المجالات، مع التركيز على تأثيرها على الفئات الضعيفة والمهمشة في المجتمع.
منهجية المجلة
اعتمدت المراجعة الإنجيلية للمجتمع والسياسة على منهجية علمية صارمة في تحليل القضايا الاجتماعية والسياسية. كانت المقالات المقدمة إلى المجلة تخضع لعملية تحكيم دقيقة من قبل خبراء متخصصين في المجالات ذات الصلة. هدفت المجلة إلى نشر مقالات عالية الجودة تستند إلى بحث أصيل وتحليل نقدي وتقييم موضوعي للأدلة.
كما شجعت المجلة على الحوار بين وجهات النظر المختلفة، ونشرت مقالات تمثل مجموعة واسعة من الآراء الإنجيلية. ومع ذلك، حافظت المجلة على التزامها بالأسس اللاهوتية الإنجيلية، ورفضت نشر مقالات تتعارض مع هذه الأسس.
أهمية المجلة وتأثيرها
لعبت المراجعة الإنجيلية للمجتمع والسياسة دورًا مهمًا في تعزيز الحوار حول القضايا الاجتماعية والسياسية من منظور إنجيلي. ساهمت في رفع مستوى الوعي بالتحديات التي تواجه المسيحيين والمجتمعات في جميع أنحاء العالم، وقدمت حلولًا مستوحاة من الكتاب المقدس والمبادئ المسيحية.
كما ساعدت المجلة في تطوير اللاهوت السياسي الإنجيلي، وقدمت مساهمات قيمة في النقاشات الأكاديمية حول دور الدين في الحياة العامة. أثرت مقالات المجلة في صناع السياسات، والقادة الدينيين، والناشطين الاجتماعيين، والباحثين، والطلاب.
توقف المجلة
توقفت المراجعة الإنجيلية للمجتمع والسياسة عن النشر في عام 2018. على الرغم من توقفها، لا تزال مقالاتها متاحة عبر الإنترنت وتمثل مصدرًا قيمًا للباحثين والمهتمين بالقضايا الاجتماعية والسياسية من منظور إنجيلي. لا يزال إرث المجلة حيًا في الجهود المستمرة لتعزيز العدالة الاجتماعية، وحقوق الإنسان، والسلام، والمصالحة في جميع أنحاء العالم.
التحديات التي واجهت المجلة
واجهت المراجعة الإنجيلية للمجتمع والسياسة العديد من التحديات خلال فترة وجودها، بما في ذلك:
- صعوبة الحصول على التمويل: كانت المجلة تعتمد على التبرعات والاشتراكات، وكان من الصعب الحصول على التمويل الكافي لتغطية تكاليف النشر والتحرير.
- المنافسة الشديدة: واجهت المجلة منافسة شديدة من المجلات الأكاديمية الأخرى التي تتناول القضايا الاجتماعية والسياسية.
- صعوبة الوصول إلى جمهور واسع: كان من الصعب على المجلة الوصول إلى جمهور واسع من القراء، بسبب طبيعتها الأكاديمية المتخصصة.
- الخلافات الداخلية: شهدت المجلة بعض الخلافات الداخلية حول التوجه اللاهوتي والسياسي، مما أثر على قدرتها على تحقيق أهدافها.
مستقبل اللاهوت السياسي الإنجيلي
على الرغم من توقف المراجعة الإنجيلية للمجتمع والسياسة، إلا أن اللاهوت السياسي الإنجيلي لا يزال مجالًا حيويًا ومهمًا. هناك العديد من الباحثين والمؤسسات التي تواصل العمل على تطوير هذا المجال وتقديم مساهمات قيمة في النقاشات حول دور الدين في الحياة العامة.
من المتوقع أن يشهد اللاهوت السياسي الإنجيلي نموًا وتطورًا في المستقبل، بسبب التحديات المعقدة التي تواجه المجتمعات في جميع أنحاء العالم، والحاجة إلى حلول مستوحاة من القيم الروحية والأخلاقية. من المرجح أن يركز اللاهوت السياسي الإنجيلي في المستقبل على قضايا مثل العدالة الاجتماعية، وحقوق الإنسان، والبيئة، والسلام، والمصالحة.
خاتمة
كانت المراجعة الإنجيلية للمجتمع والسياسة مجلة لاهوتية علمية هامة، قدمت مساهمات قيمة في النقاشات حول القضايا الاجتماعية والسياسية من منظور إنجيلي. على الرغم من توقفها عن النشر، إلا أن إرثها لا يزال حيًا في الجهود المستمرة لتعزيز العدالة الاجتماعية، وحقوق الإنسان، والسلام، والمصالحة في جميع أنحاء العالم. واجهت المجلة العديد من التحديات خلال فترة وجودها، ولكنها تمكنت من تحقيق أهدافها في تعزيز الحوار ورفع مستوى الوعي وتقديم حلول مستوحاة من الكتاب المقدس والمبادئ المسيحية.