دينيس تيرنر (Denys Turner)

<![CDATA[

حياته المبكرة وتعليمه

ولد دينيس تيرنر في عام 1942. تلقى تعليمه في كلية دولويتش، ثم درس الفلسفة واللاهوت في كلية هيودون وكلية الملك في لندن. حصل على الدكتوراه من جامعة أكسفورد.

مسيرته الأكاديمية

بدأ تيرنر مسيرته الأكاديمية في جامعة بريستول، حيث عمل محاضرًا في اللاهوت. ثم انتقل إلى جامعة دورهام، حيث شغل منصب أستاذ اللاهوت. انضم إلى جامعة ييل في عام 2005، حيث يشغل حاليًا منصب أستاذ هوراس تريسي بيتكين للتاريخ.

تشمل اهتمامات تيرنر البحثية الفلسفة اللاهوتية، واللاهوت الصوفي، وفلسفة الدين، والفلسفة السياسية، والأخلاق. وقد كتب على نطاق واسع عن مجموعة متنوعة من الموضوعات، بما في ذلك لاهوت توما الأكويني، والصوفية المسيحية، والعلاقة بين الدين والعنف.

أعماله الرئيسية

يُعرف تيرنر بأعماله حول لاهوت توما الأكويني، وخاصة كتابه “إيروس والصوفية” (Eros and Mysticism). يستكشف هذا الكتاب العلاقة بين الحب الإلهي والخبرة الصوفية في فكر الأكويني. يجادل تيرنر بأن الأكويني يقدم رؤية فريدة للحب الإلهي الذي يتجاوز الفهم التقليدي له باعتباره مجرد إرادة أو عقل. بدلاً من ذلك، يرى الأكويني أن الحب الإلهي هو قوة ديناميكية ومغيرة قادرة على تحويل الروح البشرية.

تشمل أعمال تيرنر الرئيسية الأخرى:

  • The Darkness of God: Negativity in Christian Mysticism: يستكشف هذا الكتاب دور السلبية في الصوفية المسيحية. يجادل تيرنر بأن السلبية ليست مجرد غياب الإيجابية، ولكنها قوة إيجابية يمكن أن تقودنا إلى فهم أعمق لله.
  • Faith, Reason and Political Theology: يتناول هذا الكتاب العلاقة بين الإيمان والعقل واللاهوت السياسي. يجادل تيرنر بأن الإيمان والعقل ليسا متعارضين، بل متكاملين. ويجادل أيضًا بأن اللاهوت السياسي يمكن أن يلعب دورًا مهمًا في تشكيل مجتمعات عادلة وعادلة.
  • Religion and Violence: يدرس هذا الكتاب العلاقة بين الدين والعنف. يجادل تيرنر بأن الدين ليس بالضرورة سببًا للعنف، ولكنه يمكن أن يستخدم لتبرير العنف. ويجادل أيضًا بأن الدين يمكن أن يلعب دورًا في تعزيز السلام والمصالحة.

مساهماته الفكرية

ساهم تيرنر بشكل كبير في فهمنا لللاهوت والفلسفة. يُعرف بعمله الدقيق والمستنير، وقدرته على الجمع بين الأفكار المعقدة بطريقة واضحة ويمكن الوصول إليها. لقد كان له تأثير كبير على جيل من العلماء والطلاب.

من بين مساهماته الفكرية الرئيسية:

  • تطوير فهم جديد للاهوت توما الأكويني: قدم تيرنر تفسيرات جديدة للاهوت الأكويني، وخاصة فيما يتعلق بالحب الإلهي والصوفية.
  • استكشاف دور السلبية في الصوفية المسيحية: سلط تيرنر الضوء على أهمية السلبية في الخبرة الصوفية، وكيف يمكن أن تقودنا إلى فهم أعمق لله.
  • تحليل العلاقة بين الدين والعنف: قدم تيرنر تحليلات دقيقة للعلاقة المعقدة بين الدين والعنف، وكيف يمكن للدين أن يلعب دورًا في تعزيز السلام.

آراؤه حول الدين والعلمانية

يعتبر دينيس تيرنر مفكرًا بارزًا في مجال الدراسات الدينية، وقدّم رؤى عميقة حول العلاقة بين الدين والعلمانية. يرى تيرنر أن الدين والعلمانية ليسا قوتين متعارضتين بالضرورة، بل هما بالأحرى جانبان مختلفان من التجربة الإنسانية. يؤكد على أن الدين يمكن أن يلعب دورًا مهمًا في توفير معنى وقيمة للحياة، بينما يمكن للعلمانية أن توفر إطارًا للعقلانية والتقدم.

يجادل تيرنر بأن العلمنة ليست بالضرورة عملية سلبية، بل يمكن أن تكون فرصة للدين للتكيف والتطور. يرى أن الدين يمكن أن يزدهر في مجتمع علماني من خلال التركيز على قيمه الأخلاقية والروحية، بدلاً من محاولة فرض معتقداته على الآخرين. يؤكد على أهمية الحوار والتفاهم المتبادل بين المؤمنين وغير المؤمنين، وكيف يمكن لهذا الحوار أن يؤدي إلى مجتمع أكثر تسامحًا وشمولية.

يعتقد تيرنر أن الدين يمكن أن يساهم في الخطاب العام حول القضايا الاجتماعية والسياسية. يرى أن الدين يمكن أن يوفر منظورًا أخلاقيًا فريدًا يمكن أن يساعد في تشكيل السياسات العامة وتعزيز العدالة الاجتماعية. ومع ذلك، يحذر من خطر استخدام الدين لتبرير العنف أو التعصب. يؤكد على أهمية التفكير النقدي والحوار المفتوح عند التعامل مع القضايا الدينية في المجال العام.

يُعدّ تيرنر من الأصوات البارزة التي تدعو إلى فهم أعمق للعلاقة المعقدة بين الدين والعلمانية. يقدم رؤى قيمة حول كيفية تفاعل الدين والعلمانية في العالم الحديث، وكيف يمكنهما التعايش بسلام والتعاون من أجل الصالح العام.

تأثيره

كان لأعمال دينيس تيرنر تأثير كبير على مجالات اللاهوت والفلسفة والدراسات الدينية. ألهمت أفكاره العديد من العلماء والطلاب، وساهمت في تطوير فهم أعمق للدين والعلمانية والعلاقة بينهما. يعتبر تيرنر مفكرًا بارزًا في عصره، ومن المتوقع أن يستمر تأثيره في النمو في السنوات القادمة.

يتميز أسلوب تيرنر بالدقة والعمق والوضوح. يتمتع بقدرة فريدة على الجمع بين الأفكار المعقدة بطريقة سهلة الوصول إليها، مما يجعل أعماله ذات قيمة للعلماء والطلاب على حد سواء. يعتبر تيرنر من الأصوات البارزة التي تدعو إلى التفكير النقدي والحوار المفتوح حول القضايا الدينية، ويساهم في تعزيز التفاهم والتسامح بين مختلف الثقافات والمعتقدات.

الجوائز والتكريمات

حصل دينيس تيرنر على العديد من الجوائز والتكريمات تقديراً لمساهماته في مجالات اللاهوت والفلسفة والدراسات الدينية. تشمل هذه الجوائز:

  • زميل الأكاديمية البريطانية
  • زمالة غوغنهايم
  • جائزة جون لوك للدراسات الدينية

تعكس هذه الجوائز والتكريمات التقدير الواسع النطاق لأعمال تيرنر وأهميتها في الأوساط الأكاديمية وخارجها.

خاتمة

دينيس تيرنر هو فيلسوف ولاهوتي إنجليزي بارز، معروف بأعماله حول لاهوت توما الأكويني، والصوفية المسيحية، والعلاقة بين الدين والعنف. قدم مساهمات كبيرة في فهمنا لللاهوت والفلسفة، وكان له تأثير كبير على جيل من العلماء والطلاب. يُعدّ تيرنر من الأصوات البارزة التي تدعو إلى التفكير النقدي والحوار المفتوح حول القضايا الدينية، ويساهم في تعزيز التفاهم والتسامح بين مختلف الثقافات والمعتقدات.

المراجع

]]>