منشأ الوريد ومساره
ينشأ الوريد الوداجي الظاهري الخلفي في المنطقة القذالية، وهي الجزء الخلفي السفلي من الجمجمة. يتشكل هذا الوريد من اتحاد عدة أوردة صغيرة تصرف الدم من فروة الرأس الخلفية والعضلات المحيطة بها، مثل العضلة شبه المنحرفة والعضلة الطحالية الرأسية. من نقطة منشئه، يسير الوريد الوداجي الظاهري الخلفي إلى الأسفل والجانب عبر الجزء الخلفي من الرقبة.
عادةً ما يمر الوريد الوداجي الظاهري الخلفي بالقرب من الحافة الخلفية للعضلة القصية الترقوية الخشائية، وهي عضلة كبيرة تمتد على طول جانب الرقبة. في بعض الحالات، قد يمر هذا الوريد عبر العضلة شبه المنحرفة أو تحتها. يعتبر مسار الوريد الوداجي الظاهري الخلفي متغيرًا إلى حد ما بين الأفراد، ولكن بشكل عام، فإنه يتبع نمطًا مماثلًا.
مصب الوريد
عادةً ما يصب الوريد الوداجي الظاهري الخلفي في الوريد الوداجي الظاهري، وهو وريد أكبر يقع على السطح الجانبي للرقبة. ومع ذلك، قد يصب الوريد الوداجي الظاهري الخلفي أيضًا في الوريد تحت الترقوة أو في تقاطع الوريد الوداجي الظاهري والوريد تحت الترقوة. الوريد تحت الترقوة هو وريد كبير يقع تحت عظمة الترقوة ويصرف الدم من الطرف العلوي والرقبة.
يعتبر موقع مصب الوريد الوداجي الظاهري الخلفي متغيرًا أيضًا بين الأفراد. في بعض الحالات، قد يصب الوريد الوداجي الظاهري الخلفي في الوريد الوداجي الظاهري بالقرب من منتصف الرقبة، بينما في حالات أخرى، قد يصب بالقرب من قاعدة الرقبة.
الأهمية السريرية
على الرغم من أن الوريد الوداجي الظاهري الخلفي صغير نسبيًا، إلا أنه يمكن أن يكون ذا أهمية سريرية في بعض الحالات. على سبيل المثال، يمكن أن يتضخم هذا الوريد في المرضى الذين يعانون من ارتفاع الضغط الوريدي المركزي، مثل أولئك الذين يعانون من قصور القلب الاحتقاني. يمكن أن يساعد فحص الوريد الوداجي الظاهري الخلفي في تقييم حجم الدم وضغط الدم في الجهاز الوريدي المركزي.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام الوريد الوداجي الظاهري الخلفي كمدخل للوصول الوريدي المركزي في بعض الحالات. الوصول الوريدي المركزي هو إجراء يتم فيه إدخال قسطرة في وريد كبير، مثل الوريد الوداجي الظاهري، للسماح بإعطاء الأدوية أو السوائل أو لإجراء غسيل الكلى. ومع ذلك، يعتبر استخدام الوريد الوداجي الظاهري الخلفي للوصول الوريدي المركزي أقل شيوعًا من استخدام الأوردة الأخرى، مثل الوريد الوداجي الباطني أو الوريد تحت الترقوة.
في حالات نادرة، يمكن أن يتعرض الوريد الوداجي الظاهري الخلفي للإصابة أثناء الجراحة أو الصدمة. يمكن أن تؤدي إصابة هذا الوريد إلى نزيف أو ورم دموي (تجمع دموي خارج الأوعية الدموية). عادةً ما يمكن علاج هذه المضاعفات بالضغط أو الجراحة.
الأوردة المرتبطة
يرتبط الوريد الوداجي الظاهري الخلفي بعدد من الأوردة الأخرى في الرقبة والرأس. تشمل بعض الأوردة المرتبطة ما يلي:
- الوريد الوداجي الظاهري: هو وريد كبير يقع على السطح الجانبي للرقبة. يقوم الوريد الوداجي الظاهري بتصريف الدم من فروة الرأس والوجه والرقبة.
- الوريد تحت الترقوة: هو وريد كبير يقع تحت عظمة الترقوة. يقوم الوريد تحت الترقوة بتصريف الدم من الطرف العلوي والرقبة.
- الوريد القذالي: هو وريد صغير يقع في الجزء الخلفي من الرأس. يقوم الوريد القذالي بتصريف الدم من فروة الرأس الخلفية.
- الأوردة العنقية المستعرضة: هي مجموعة من الأوردة الصغيرة التي تقع في الجزء الخلفي من الرقبة. تقوم الأوردة العنقية المستعرضة بتصريف الدم من العضلات السطحية في الجزء الخلفي من الرقبة.
التشريح بالتفصيل
لفهم الوريد الوداجي الظاهري الخلفي بشكل كامل، من الضروري التعمق في تفاصيله التشريحية الدقيقة:
- المنشأ: كما ذكرنا سابقًا، ينشأ هذا الوريد من تجمّع أوردة صغيرة قادمة من المنطقة القذالية. هذه الأوردة الصغيرة تقوم بتجميع الدم من شبكة واسعة من الشعيرات الدموية الموجودة في الجلد والعضلات السطحية لفروة الرأس والجزء العلوي من الرقبة.
- المسار: يتميز مسار الوريد بالتنوع والاختلاف بين الأفراد. بشكل عام، يسير الوريد بشكل مائل إلى الأسفل وإلى الأمام، ملاصقًا للعضلة شبه المنحرفة. في بعض الحالات، قد يمر عبر ثقوب صغيرة في هذه العضلة، أو قد يسير تحتها بشكل كامل.
- الصمامات: يحتوي الوريد الوداجي الظاهري الخلفي على عدد قليل من الصمامات الصغيرة. هذه الصمامات تمنع تدفق الدم في الاتجاه المعاكس، وتضمن جريان الدم باتجاه القلب.
- التصريف: نقطة التصريف النهائية للوريد هي أيضًا متغيرة. في معظم الحالات، يصب في الوريد الوداجي الظاهري الرئيسي. لكن في بعض الحالات، قد يصب مباشرة في الوريد تحت الترقوة، أو في منطقة التقاء الوريدين الوداجي الظاهري وتحت الترقوة.
الاختلافات التشريحية
تعتبر الاختلافات التشريحية شائعة جدًا فيما يتعلق بالوريد الوداجي الظاهري الخلفي. قد يختلف قطر الوريد، ومساره الدقيق، ونقطة تصريفه النهائية بشكل كبير بين الأفراد. في بعض الحالات، قد يكون الوريد الوداجي الظاهري الخلفي غائبًا تمامًا على أحد الجانبين أو على كلا الجانبين. يمكن أن تكون هذه الاختلافات التشريحية مهمة للأطباء والجراحين الذين يقومون بإجراءات في منطقة الرقبة.
التصوير الطبي
يمكن تصوير الوريد الوداجي الظاهري الخلفي باستخدام مجموعة متنوعة من تقنيات التصوير الطبي، بما في ذلك:
- الموجات فوق الصوتية (Ultrasound): هي تقنية تصوير غير جراحية تستخدم الموجات الصوتية لإنشاء صور للأوعية الدموية. يمكن استخدام الموجات فوق الصوتية لتحديد موقع الوريد الوداجي الظاهري الخلفي وتقييم تدفق الدم فيه.
- التصوير المقطعي المحوسب (CT scan): هو تقنية تصوير تستخدم الأشعة السينية لإنشاء صور مفصلة للأوعية الدموية والأنسجة الأخرى في الرقبة. يمكن استخدام التصوير المقطعي المحوسب لتحديد موقع الوريد الوداجي الظاهري الخلفي وتقييم أي تشوهات فيه.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): هو تقنية تصوير تستخدم المجالات المغناطيسية والموجات الراديوية لإنشاء صور مفصلة للأوعية الدموية والأنسجة الأخرى في الرقبة. يمكن استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي لتحديد موقع الوريد الوداجي الظاهري الخلفي وتقييم أي تشوهات فيه.
عادةً ما يتم استخدام التصوير الطبي للوريد الوداجي الظاهري الخلفي لتشخيص أو استبعاد الحالات التي تؤثر على الأوعية الدموية في الرقبة، مثل تجلط الأوردة أو تضيق الأوردة.
خاتمة
الوريد الوداجي الظاهري الخلفي هو وريد صغير يقع في الجزء الخلفي من الرقبة، ويقوم بتصريف الدم من الجلد والعضلات السطحية في تلك المنطقة. على الرغم من صغر حجمه، إلا أنه قد يكون ذا أهمية سريرية في بعض الحالات، خاصة في تقييم الضغط الوريدي المركزي أو كخيار للوصول الوريدي. فهم تشريح ومسار هذا الوريد أمر ضروري للأطباء والجراحين لتجنب المضاعفات أثناء الإجراءات الطبية.