خلفية الألبوم
بعد إصدار ثلاثة ألبومات ناجحة مع شركة التسجيلات “ميركوري” (Mercury Records)، شهدت فرقة “أول أباوت إيف” تغييرات كبيرة في مسيرتها المهنية. تضمنت هذه التغييرات رحيل عازف الجيتار المؤسس تيم بريكلي، الذي لعب دورًا حاسمًا في الصوت المميز للفرقة. أدى رحيله إلى تحول في أسلوب الفرقة الموسيقي، حيث اتجهت نحو صوت روك أكثر تجريبية وتنوعًا.
انتقلت الفرقة إلى شركة “MCA” بهدف الوصول إلى جمهور أوسع وتحقيق نجاح تجاري أكبر. تميزت عملية تسجيل الألبوم “فوق البنفسجية” بإنتاج مكثف وميزانية كبيرة، مما سمح للفرقة بتجربة مجموعة متنوعة من الأصوات والتقنيات. ومع ذلك، أدت هذه التغييرات أيضًا إلى ابتعاد بعض المعجبين عن الفرقة، الذين فضلوا أسلوبها الموسيقي السابق.
الأسلوب الموسيقي
يختلف الألبوم “فوق البنفسجية” بشكل ملحوظ عن أعمال الفرقة السابقة. بينما حافظت الفرقة على بعض عناصر الروك القوطي التي اشتهرت بها، إلا أنها أضافت أيضًا عناصر من الروك البديل، والبوب، وحتى الموسيقى الإلكترونية. تميزت الأغاني بتنوعها، حيث تضمنت أغاني روك قوية مثل “لتس مي غو راوند أغين” (Let Me Go Round Again) وأغاني أكثر هدوءًا مثل “سينج سامثينج سوفت” (Sing Something Soft).
كما تميز الألبوم باستخدام مكثف للمؤثرات الصوتية والإنتاج المتقن، مما أضفى عليه طابعًا عصريًا. ومع ذلك، رأى بعض النقاد أن هذا الإنتاج أضعف من قوة الأغاني نفسها، وجعلها تبدو مصطنعة بعض الشيء.
أغاني الألبوم
يتضمن الألبوم “فوق البنفسجية” مجموعة متنوعة من الأغاني التي تعكس التنوع الموسيقي للفرقة في هذه المرحلة من مسيرتها المهنية. من بين أبرز هذه الأغاني:
- لتس مي غو راوند أغين (Let Me Go Round Again): أغنية روك قوية تفتتح الألبوم وتتميز بإيقاع سريع ولحن جذاب. تعتبر من أفضل أغاني الألبوم وأكثرها شعبية.
- سينج سامثينج سوفت (Sing Something Soft): أغنية هادئة ورومانسية تبرز جمال صوت المغنية الرئيسية كارولين ريج. تعتبر من أجمل الأغاني الهادئة في تاريخ الفرقة.
- فيل ماي فيرس (Feel My Verse): أغنية تجمع بين عناصر الروك والبوب، وتتميز بلحن معقد وكلمات معبرة.
- فوق البنفسجية (Ultraviolet): الأغنية التي تحمل اسم الألبوم، وتتميز بجو غامض ومؤثرات صوتية مميزة. تعتبر من أكثر الأغاني تجريبية في الألبوم.
- ميجيكو (Mijico): أغنية تتميز بإيقاع راقص وكلمات مستوحاة من الثقافة المكسيكية. تعتبر من الأغاني الأكثر غرابة في الألبوم.
الاستقبال النقدي والتجاري
تلقى الألبوم “فوق البنفسجية” استقبالًا نقديًا متباينًا. أشاد بعض النقاد بتنوع الألبوم وإنتاجه المتقن، بينما انتقد آخرون ابتعاد الفرقة عن أسلوبها الموسيقي السابق. بشكل عام، لم يحقق الألبوم النجاح النقدي الذي حققته أعمال الفرقة السابقة.
أما على الصعيد التجاري، فقد كان الألبوم “فوق البنفسجية” مخيبًا للآمال. لم يتمكن الألبوم من دخول قائمة أفضل 40 ألبومًا في المملكة المتحدة، مما أدى إلى خيبة أمل كبيرة للفرقة وشركة التسجيلات “MCA”. يعزو الكثيرون هذا الفشل التجاري إلى التغييرات الموسيقية التي شهدها الألبوم، والتي أدت إلى ابتعاد بعض المعجبين عن الفرقة.
تفكك الفرقة
بعد فترة وجيزة من إصدار الألبوم “فوق البنفسجية”، أعلنت فرقة “أول أباوت إيف” عن تفككها. يعزو الكثيرون هذا القرار إلى الفشل التجاري للألبوم، بالإضافة إلى الخلافات الداخلية التي نشأت بين أعضاء الفرقة بسبب التغييرات الموسيقية.
على الرغم من تفككها، تركت فرقة “أول أباوت إيف” بصمة واضحة في عالم موسيقى الروك القوطي والروك البديل. تعتبر أغانيها من الكلاسيكيات التي لا تزال تحظى بشعبية كبيرة حتى اليوم.
إعادة التشكيل والأنشطة اللاحقة
بعد سنوات من التفكك، اجتمع أعضاء فرقة “أول أباوت إيف” مرة أخرى في عام 1999، وقاموا بجولة في المملكة المتحدة. منذ ذلك الحين، قامت الفرقة بجولات متقطعة وأصدرت بعض التسجيلات الحية، ولكنها لم تصدر أي ألبومات استديو جديدة.
تظل فرقة “أول أباوت إيف” حتى اليوم فرقة محبوبة وذات تأثير في عالم موسيقى الروك، ولا يزال معجبوها ينتظرون بفارغ الصبر أي جديد منها.
تأثير الألبوم على مسيرة الفرقة
يعتبر الألبوم “فوق البنفسجية” نقطة تحول في مسيرة فرقة “أول أباوت إيف”. على الرغم من أنه لم يحقق النجاح التجاري المتوقع، إلا أنه يمثل محاولة جريئة من الفرقة لتجربة أصوات جديدة وتوسيع آفاقها الموسيقية. يرى البعض أن هذا الألبوم كان بمثابة نهاية حقبة للفرقة، بينما يرى آخرون أنه يمثل بداية لمرحلة جديدة كان يمكن أن تكون مثيرة لولا تفكك الفرقة.
بغض النظر عن الآراء المختلفة، لا يمكن إنكار أن الألبوم “فوق البنفسجية” يمثل جزءًا مهمًا من تاريخ فرقة “أول أباوت إيف”، ويستحق الاستماع إليه والتقدير لجرأته وتنوعه الموسيقي.
خاتمة
الألبوم “فوق البنفسجية” هو تتويج لمسيرة فرقة “أول أباوت إيف” ورغم عدم تحقيقه النجاح التجاري المأمول، إلا أنه يظل علامة فارقة في تاريخ الفرقة، ويعكس التطور الموسيقي الذي شهدته. يعتبر الألبوم شهادة على قدرة الفرقة على التجريب والتجديد، ويستحق الاستماع إليه والتقدير لقيمته الفنية.