حياته المبكرة وتعليمه
ولد نسيم كارليتز في القدس عام 1926، لوالديه الحاخام شبتاي كارليتز، الذي كان رئيس “بيدين” في بني براك، وليئا كارليتز، وهي ابنة الحاخام أبراهام يشعياهو كارليتز، المعروف باسم “هزون إيش”. نشأ في بني براك وتلقى تعليمه في “يشيفات بيت يوسف” تحت إشراف الحاخام يعقوب يسرائيل كانيمان، و”يشيفات بونيفيز” تحت إشراف الحاخام إليعازر مان شاخ. كان يُعتبر طالبًا متميزًا ومجتهدًا، وسرعان ما اكتسب سمعة طيبة كباحث متعمق في التلمود والقانون اليهودي.
مسيرته الحاخامية
بعد زواجه، بدأ نسيم كارليتز في التدريس في “يشيفات كول توراه” في القدس. في وقت لاحق، عاد إلى بني براك وعمل كقاضٍ في “بيدين تزيدك” التابع لوالده. بعد وفاة والده عام 1978، خلفه كرئيس لـ “بيدين تزيدك”، وهو المنصب الذي شغله حتى وفاته. كان “بيدين تزيدك” تحت قيادته يعتبر من أهم المحاكم الحاخامية في إسرائيل، وكان يلجأ إليه الكثيرون لحل النزاعات والقضايا المتعلقة بالقانون اليهودي.
بالإضافة إلى دوره كرئيس لـ “بيدين تزيدك”، كان نسيم كارليتز أيضًا عضوًا في مجلس الحاخامات التابع لـ “ديجيل هاتوراه”، وهو حزب سياسي يمثل اليهود الحريديم الأشكناز في إسرائيل. كان له تأثير كبير على السياسة الدينية في إسرائيل، وكثيرًا ما استُشير في القضايا المتعلقة بالدين والدولة.
مؤلفاته
على الرغم من أنه لم ينشر العديد من الكتب، إلا أن آراء نسيم كارليتز الفقهية والقانونية تم تداولها على نطاق واسع بين الحاخامات والباحثين. تم تجميع العديد من أحكامه وقراراته في كتب ومقالات، بما في ذلك:
- חוט שני (حوت شاني): سلسلة من الكتب التي تتناول مجموعة واسعة من الموضوعات في القانون اليهودي.
- שירת נסים (شيرات نسيم): مجموعة من المقالات والخطب التي ألقاها.
آراؤه ومواقفه
كان نسيم كارليتز معروفًا بمواقفه المتشددة في مسائل القانون اليهودي، ولكنه كان أيضًا يتمتع بسمعة طيبة كشخص متعاطف ومتفهم. كان يؤمن بأهمية الحفاظ على التقاليد اليهودية، ولكنه كان أيضًا منفتحًا على النظر في الظروف المتغيرة للمجتمع الحديث. كان له تأثير كبير على الحياة الدينية في إسرائيل، وكان يُحترم على نطاق واسع من قبل كل من اليهود الحريديم وغير الحريديم.
كان كارليتز يعتبر من الشخصيات المرجعية الهامة في المجتمع الحريدي، وغالباً ما كان يُستشار في المسائل الدينية والقانونية المعقدة. عرف عنه دقته في الأحكام الشرعية، ورفضه التساهل في الأمور التي تتعلق بالشريعة. في المقابل، كان يتميز بتفهمه للظروف الإنسانية، ومحاولة إيجاد حلول تراعي الجوانب المختلفة للقضية المطروحة أمامه.
كما كان كارليتز من الداعمين القويين للمؤسسات التعليمية الحريدية، وشجع على تطويرها وتوسيعها. كان يرى أن التعليم هو أساس الحفاظ على الهوية اليهودية ونقلها إلى الأجيال القادمة. كان أيضاً من المنادين بأهمية الوحدة والتآخي بين مختلف التيارات والجماعات اليهودية، وحذر من مغبة الفرقة والانقسام.
وفاته
توفي نسيم كارليتز في 21 أكتوبر 2019 عن عمر يناهز 93 عامًا. حضر جنازته عشرات الآلاف من الأشخاص، بمن فيهم العديد من كبار الحاخامات والسياسيين. دُفن في مقبرة بني براك. ترك وراءه إرثًا كبيرًا من العلم والقيادة، وسيظل يُذكر كواحد من أعظم الحاخامات في جيله.
خلفه في رئاسة “بيدين تزيدك” صهره، الحاخام يتسحاق شيلو.
تأثيره وإرثه
كان لنسيم كارليتز تأثير كبير على المجتمع اليهودي الحريدي في إسرائيل وخارجها. بصفته رئيسًا لـ “بيدين تزيدك” وعضوًا في مجلس الحاخامات، لعب دورًا رئيسيًا في تشكيل السياسة الدينية في إسرائيل. كان أيضًا مرجعًا دينيًا هامًا للعديد من اليهود الحريديم، الذين كانوا يلجأون إليه للحصول على المشورة والتوجيه في مسائل القانون اليهودي.
بالإضافة إلى ذلك، كان نسيم كارليتز معروفًا بأعماله الخيرية وإنسانيته. كان يساعد الفقراء والمحتاجين، ويدعم المؤسسات التعليمية والاجتماعية. كان يعتبر نموذجًا يحتذى به في المجتمع الحريدي، وسيظل يُذكر كواحد من أعظم قادة اليهودية في جيله.
يمكن تلخيص إرثه في النقاط التالية:
- مرجع ديني وقانوني هام في المجتمع الحريدي.
- رئيس “بيدين تزيدك” في بني براك، وهي محكمة حاخامية ذات نفوذ كبير.
- عضو في مجلس الحاخامات التابع لـ “ديجيل هاتوراه”.
- داعم قوي للمؤسسات التعليمية الحريدية.
- مناصر للوحدة والتآخي بين مختلف التيارات اليهودية.
- نموذج يحتذى به في الأعمال الخيرية والإنسانية.
خاتمة
كان نسيم كارليتز شخصية بارزة في عالم اليهودية الحريدية. بصفته حاخامًا وقاضيًا ومفكرًا، ترك بصمة واضحة على المجتمع الديني في إسرائيل وخارجها. سيظل يُذكر بعلمه وتقواه وقيادته الحكيمة، وإسهاماته في الحفاظ على التقاليد اليهودية وتعزيزها.