ملخص الفيلم
تدور أحداث الفيلم في لندن عام 1888، حيث تعيش بائعات الهوى في حي وايت تشابل في خوف دائم بسبب ظهور قاتل متسلسل يستهدفهن بوحشية. المحقق فريدريك أبرلاين، وهو شخصية مضطربة يعاني من رؤى غريبة، يتم تكليفه بالتحقيق في هذه الجرائم. بينما يتعمق أبرلاين في التحقيق، يكتشف مؤامرة معقدة تمتد إلى أعلى مستويات المجتمع، بما في ذلك العائلة المالكة.
يتعاون أبرلاين مع الشرطي بيتر جودلي (الذي يجسده روبي كولترين) لحل اللغز، ويواجهان خلال ذلك العديد من الشخصيات المشبوهة والأدلة المضللة. يكتشف أبرلاين أن القاتل، الذي يُعرف باسم “جاك السفاح”، ليس مجرد مجرم مختل عقليًا، بل هو جزء من خطة أكبر تهدف إلى حماية سمعة العائلة المالكة والحفاظ على النظام الاجتماعي.
تتصاعد الأحداث مع اقتراب أبرلاين من كشف الحقيقة، ويجد نفسه في خطر متزايد. يتعين عليه أن يتغلب على شكوكه الشخصية ورؤاه الغريبة وأن يواجه قوى قوية تسعى لإخفاء الحقيقة بأي ثمن.
الشخصيات الرئيسية
- فريدريك أبرلاين (جوني ديب): محقق شرطة يتمتع بقدرات نفسية ويقود التحقيق في جرائم قتل وايت تشابل.
- ماري كيلي (هيذر غراهام): بائعة هوى تصبح هدفًا لجاك السفاح وتلعب دورًا محوريًا في التحقيق.
- السير ويليام جول (إيان هولم): طبيب ملكي يشتبه في تورطه في جرائم القتل.
- بيتر جودلي (روبي كولترين): شرطي يساعد أبرلاين في التحقيق.
- الملكة فيكتوريا (باربرا كول): ملكة بريطانيا في ذلك الوقت، ويُشتبه في أن العائلة المالكة متورطة في المؤامرة.
الإنتاج
تم تصوير فيلم “من الجحيم” في براغ بجمهورية التشيك، التي تم اختيارها لتمثيل لندن الفيكتورية. تميز الإنتاج بتصميم دقيق للأزياء والديكور لخلق أجواء واقعية لتلك الحقبة. واجه الفيلم بعض الجدل بسبب تصويره العنيف والمفصل لجرائم القتل، ولكن تم الإشادة به لتصويره الداكن والمثير للاهتمام للندن في القرن التاسع عشر.
الاستقبال النقدي
تلقى فيلم “من الجحيم” مراجعات متباينة من النقاد. أشاد البعض بأداء الممثلين، وخاصة جوني ديب، وتصميم الإنتاج والأجواء المظلمة للفيلم. انتقد آخرون الفيلم لكونه عنيفًا ومفصلاً بشكل مفرط، ولتغييراته عن الرواية المصورة الأصلية. على الرغم من المراجعات المتباينة، حقق الفيلم نجاحًا تجاريًا معقولًا.
من بين أبرز النقاط التي أثارت إعجاب النقاد:
- الأداء التمثيلي: أشاد النقاد بأداء جوني ديب في دور فريدريك أبرلاين، واعتبروه أحد أفضل أدواره. كما تلقت هيذر غراهام وروبي كولترين إشادة لأدائهما.
- التصميم الإنتاجي: تم الإشادة بالتصميم الإنتاجي للفيلم لخلقه أجواء واقعية ومخيفة للندن الفيكتورية. تم الاهتمام بالتفاصيل في الأزياء والديكور والمواقع لخلق شعور بالواقعية التاريخية.
- الأجواء المظلمة: تم الإشادة بالفيلم لخلقه أجواء مظلمة ومثيرة للاهتمام تعكس طبيعة الجرائم التي يتم التحقيق فيها.
من بين أبرز الانتقادات التي وجهت للفيلم:
- العنف المفرط: انتقد بعض النقاد الفيلم لكونه عنيفًا ومفصلاً بشكل مفرط، واعتبروا أن مشاهد القتل كانت مروعة للغاية.
- التغييرات عن الرواية المصورة: انتقد بعض المعجبين بالرواية المصورة الأصلية الفيلم لتغييراته عن القصة الأصلية، وخاصة فيما يتعلق بتفسير هوية جاك السفاح.
المواضيع الرئيسية
يتناول فيلم “من الجحيم” العديد من المواضيع الرئيسية، بما في ذلك:
- الفساد والسلطة: يستكشف الفيلم كيف يمكن للسلطة أن تفسد الأفراد والمؤسسات، وكيف يمكن استخدامها لإخفاء الحقائق وحماية المصالح الخاصة.
- الظلم الاجتماعي: يسلط الفيلم الضوء على الظلم الاجتماعي الذي تعاني منه بائعات الهوى في لندن الفيكتورية، وكيف يتم استغلالهن وإهمالهن من قبل المجتمع.
- الطبيعة الشريرة للإنسان: يستكشف الفيلم الطبيعة الشريرة الكامنة في الإنسان، وكيف يمكن أن تؤدي الظروف إلى إطلاق العنان لأبشع الدوافع.
- الخلاص: على الرغم من الظلام الذي يحيط بالفيلم، فإنه يتضمن أيضًا عناصر من الأمل والخلاص، حيث يسعى أبرلاين لكشف الحقيقة وتحقيق العدالة للضحايا.
الرواية المصورة
الفيلم مقتبس من رواية مصورة بنفس الاسم للكاتب آلان مور والرسام إيدي كامبل. تعتبر الرواية المصورة من الأعمال الكلاسيكية في هذا النوع، وتتميز بتفاصيلها التاريخية الدقيقة وتعقيداتها الفنية. يختلف الفيلم عن الرواية المصورة في بعض التفاصيل، ولكن يحتفظ بالجو العام والمواضيع الرئيسية للقصة الأصلية.
الرواية المصورة “من الجحيم” هي عمل فني معقد ومتعدد الطبقات، وتستكشف العديد من المواضيع الفلسفية والتاريخية. تعتبر الرواية المصورة أكثر تعمقًا وتفصيلًا من الفيلم، وتوفر فهمًا أعمق لشخصيات القصة والخلفية التاريخية للأحداث.
من بين الاختلافات الرئيسية بين الفيلم والرواية المصورة:
- هوية جاك السفاح: تقدم الرواية المصورة تفسيرًا مختلفًا لهوية جاك السفاح عن الفيلم.
- الشخصيات الثانوية: تتناول الرواية المصورة العديد من الشخصيات الثانوية بتفصيل أكبر من الفيلم.
- الخلفية التاريخية: تقدم الرواية المصورة خلفية تاريخية أكثر تفصيلاً للأحداث، بما في ذلك السياق السياسي والاجتماعي للندن الفيكتورية.
تأثير الفيلم
ترك فيلم “من الجحيم” بصمة واضحة في سينما الرعب والإثارة. ألهم الفيلم العديد من الأعمال اللاحقة التي تناولت موضوع جرائم قتل وايت تشابل، وأثر على أسلوب تصوير الأفلام التاريخية. يعتبر الفيلم من الأعمال البارزة في مسيرة جوني ديب، وساهم في تعزيز مكانته كنجم سينمائي.
بالإضافة إلى ذلك، ساهم الفيلم في زيادة الاهتمام بالرواية المصورة الأصلية، وجذب جمهورًا أوسع إلى هذا النوع من الفنون. يعتبر فيلم “من الجحيم” إضافة قيمة إلى المكتبة السينمائية، ويستحق المشاهدة لمحبي أفلام الرعب والإثارة التاريخية.
خاتمة
فيلم “من الجحيم” هو فيلم رعب وإثارة تاريخي مثير للاهتمام، يستكشف جرائم قتل وايت تشابل بطريقة مظلمة ومثيرة. يتميز الفيلم بأداء تمثيلي قوي، وتصميم إنتاجي دقيق، وأجواء مظلمة تخلق شعورًا بالخوف والغموض. على الرغم من بعض الانتقادات، يعتبر الفيلم من الأعمال البارزة في هذا النوع، ويستحق المشاهدة لمحبي أفلام الرعب والإثارة التاريخية.