مقدمة
كان مختبر الطب والجراحة التجريبيين في الرئيسيات (LEMSIP) منشأة بحثية تابعة لجامعة نيويورك، تأسست في الأصل في عام 1965. لعب المختبر دورًا بارزًا في أبحاث الطب الحيوي، خاصة في تطوير اللقاحات وعلاجات الأمراض المعدية. كان يقع في موقع تابع لمركز نيويورك الطبي بجامعة نيويورك في ستيرلنج فورست، توكسيدو، نيويورك. على مر السنين، واجه المختبر جدلاً كبيرًا بسبب ممارساته في التعامل مع الحيوانات، مما أدى في النهاية إلى إغلاقه في عام 1997.
تاريخ التأسيس والتطور
تأسس مختبر LEMSIP في عام 1965 بهدف توفير منشأة مركزية لإجراء البحوث على الرئيسيات غير البشرية. كان الدافع وراء إنشائه هو الحاجة المتزايدة إلى نماذج حيوانية لدراسة الأمراض البشرية وتطوير علاجات جديدة. تم اختيار الرئيسيات غير البشرية، مثل قرود المكاك، بسبب تشابهها الفسيولوجي والتشريحي مع البشر، مما يجعلها نماذج قيمة لدراسة العمليات البيولوجية وتأثيرات الأدوية.
بمرور الوقت، نما مختبر LEMSIP ليصبح واحدًا من أكبر مراكز أبحاث الرئيسيات في الولايات المتحدة. وقد ضم فريقًا كبيرًا من العلماء والفنيين وموظفي الدعم، الذين عملوا على مجموعة واسعة من المشاريع البحثية. وشملت هذه المشاريع تطوير اللقاحات للأمراض مثل شلل الأطفال والحصبة والتهاب الكبد، فضلاً عن دراسة أمراض القلب والأوعية الدموية والاضطرابات العصبية وأمراض المناعة الذاتية.
استثمرت جامعة نيويورك بكثافة في مختبر LEMSIP، حيث قدمت تمويلًا كبيرًا وموارد أخرى لدعم أنشطته البحثية. كما تلقى المختبر منحًا وعقودًا من الوكالات الحكومية، مثل المعاهد الوطنية للصحة (NIH)، والمنظمات الخاصة، مما ساعد على توسيع نطاق أبحاثه.
الأبحاث والإنجازات الرئيسية
أجرى مختبر LEMSIP العديد من الدراسات الهامة التي ساهمت في تقدم المعرفة الطبية. بعض الأبحاث والإنجازات الرئيسية تشمل:
- تطوير لقاحات للأمراض المعدية: لعب مختبر LEMSIP دورًا حاسمًا في تطوير اللقاحات ضد شلل الأطفال والحصبة والتهاب الكبد. وقد ساعدت هذه اللقاحات على تقليل انتشار هذه الأمراض وإنقاذ حياة الملايين في جميع أنحاء العالم.
- دراسة أمراض القلب والأوعية الدموية: أجرى الباحثون في مختبر LEMSIP دراسات حول آليات تطور أمراض القلب والأوعية الدموية، مثل تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم. وقد ساعدت هذه الدراسات على تحديد عوامل الخطر المحتملة وتطوير استراتيجيات وقائية وعلاجية جديدة.
- التحقيق في الاضطرابات العصبية: قام العلماء في مختبر LEMSIP بدراسة الاضطرابات العصبية المختلفة، بما في ذلك مرض الزهايمر ومرض باركنسون. وقد ساعدت هذه الدراسات على فهم الآليات العصبية الكامنة وراء هذه الأمراض وتطوير علاجات محتملة.
- دراسة أمراض المناعة الذاتية: ركزت الأبحاث في مختبر LEMSIP أيضًا على أمراض المناعة الذاتية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والتصلب المتعدد. وقد ساعدت هذه الدراسات على تحديد الأهداف العلاجية المحتملة وتطوير علاجات جديدة لهذه الأمراض.
الجدل والانتقادات
على الرغم من مساهماته في البحث الطبي الحيوي، واجه مختبر LEMSIP جدلاً كبيرًا وانتقادات بسبب ممارساته في التعامل مع الحيوانات. زعمت مجموعات حقوق الحيوان أن الحيوانات في المختبر عانت من ظروف معيشية سيئة، وعدم كفاية الرعاية البيطرية، وإجراءات مؤلمة وغير ضرورية. وأثارت هذه المجموعات احتجاجات وحملات دعائية تهدف إلى إغلاق المختبر.
أجرت وزارة الزراعة الأمريكية (USDA) عدة عمليات تفتيش لمختبر LEMSIP، وأصدرت العديد من الانتهاكات لقانون رعاية الحيوان (AWA). وشملت هذه الانتهاكات عدم كفاية الرعاية البيطرية، وعدم كفاية التخدير أثناء العمليات الجراحية، وظروف الإسكان غير المناسبة. فرضت وزارة الزراعة الأمريكية غرامات على جامعة نيويورك بسبب هذه الانتهاكات، وطالبت الجامعة باتخاذ إجراءات تصحيحية.
ردت جامعة نيويورك على الانتقادات من خلال التأكيد على أنها ملتزمة بتوفير رعاية إنسانية للحيوانات في مختبر LEMSIP. وقالت الجامعة إنها اتخذت خطوات لتحسين ظروف المعيشة والرعاية البيطرية للحيوانات، وأنها تلتزم بالامتثال لقانون رعاية الحيوان.
الإغلاق والآثار المترتبة
في عام 1997، أعلنت جامعة نيويورك أنها ستغلق مختبر LEMSIP. وكان قرار الإغلاق مدفوعًا بمجموعة من العوامل، بما في ذلك الضغط العام المتزايد من مجموعات حقوق الحيوان، والتكاليف المتزايدة للحفاظ على المختبر، وتغيير أولويات البحث في الجامعة.
أثار إغلاق مختبر LEMSIP نقاشًا كبيرًا حول استخدام الحيوانات في البحث الطبي الحيوي. جادلت مجموعات حقوق الحيوان بأن إغلاق المختبر كان انتصارًا لحقوق الحيوان، وأنه يوضح أن الرأي العام يتغير ضد استخدام الحيوانات في البحث. من ناحية أخرى، أعرب بعض العلماء عن قلقهم من أن إغلاق المختبر سيعيق تقدم المعرفة الطبية.
بعد إغلاقه، تم نقل الحيوانات في مختبر LEMSIP إلى ملاذات ومنشآت أخرى معتمدة. تم تفكيك معدات المختبر وبيعه أو التبرع به لمنظمات بحثية أخرى. لم تعد جامعة نيويورك تشارك في أبحاث الرئيسيات غير البشرية.
الأهمية والإرث
على الرغم من الجدل المحيط به، لعب مختبر LEMSIP دورًا مهمًا في تاريخ البحث الطبي الحيوي. ساهم المختبر في تطوير اللقاحات والعلاجات للأمراض المعدية، وفي فهم أمراض القلب والأوعية الدموية والاضطرابات العصبية وأمراض المناعة الذاتية. وقد ساعدت الأبحاث التي أجريت في مختبر LEMSIP على تحسين صحة ورفاهية الإنسان.
ومع ذلك، فإن إغلاق مختبر LEMSIP يسلط الضوء أيضًا على القضايا الأخلاقية المعقدة المحيطة باستخدام الحيوانات في البحث. يجب أن توازن الجامعات والمؤسسات البحثية بين الفوائد المحتملة للبحث مع الحاجة إلى ضمان معاملة إنسانية للحيوانات المستخدمة في البحث. يجب أن تكون هناك لوائح وإشراف صارمين لحماية رفاهية الحيوانات المستخدمة في البحث، ويجب بذل جهود مستمرة لتقليل عدد الحيوانات المستخدمة في البحث وتطوير بدائل لاستخدام الحيوانات.
خاتمة
كان مختبر الطب والجراحة التجريبيين في الرئيسيات (LEMSIP) منشأة بحثية تابعة لجامعة نيويورك، لعبت دورًا هامًا في تطوير اللقاحات وعلاجات الأمراض المعدية. ومع ذلك، واجه المختبر جدلاً بسبب ممارساته في التعامل مع الحيوانات، مما أدى في النهاية إلى إغلاقه. يسلط إغلاق المختبر الضوء على القضايا الأخلاقية المعقدة المحيطة باستخدام الحيوانات في البحث الطبي الحيوي، ويؤكد على الحاجة إلى الموازنة بين الفوائد المحتملة للبحث مع ضمان معاملة إنسانية للحيوانات المستخدمة.