حياته المبكرة وتعليمه
ولد ويليام نيغارد في أوسلو، النرويج، لعائلة ذات تاريخ طويل في مجال النشر. تلقى تعليمه في مدارس محلية قبل أن يلتحق بجامعة أوسلو، حيث درس القانون. بعد حصوله على شهادته في القانون، عمل لفترة وجيزة كمحامٍ قبل أن ينضم إلى دار النشر العائلية أسشيهوغ.
مسيرته المهنية في دار أسشيهوغ
انضم ويليام نيغارد إلى دار أسشيهوغ في عام 1970، وتدرج في المناصب المختلفة داخل الشركة. في عام 1985، تولى منصب الرئيس التنفيذي، وهو المنصب الذي شغله حتى تقاعده في عام 2010. خلال فترة ولايته، شهدت أسشيهوغ نموًا كبيرًا وتوسعًا في أنشطتها، لتصبح واحدة من أكبر دور النشر في النرويج.
لعب نيغارد دورًا حاسمًا في تطوير استراتيجية الشركة، والتي ركزت على نشر مجموعة واسعة من الكتب، بما في ذلك الأعمال الأدبية والخيال غير الروائي والكتب المدرسية والمجلات. كما أشرف على إطلاق العديد من المشاريع الجديدة، مثل إنشاء مكتبة أسشيهوغ الرقمية وتوسيع نطاق النشر الإلكتروني.
بصفته رئيسًا تنفيذيًا، كان نيغارد مدافعًا قويًا عن حرية التعبير وحقوق المؤلف. لقد تحدث علنًا ضد الرقابة والقيود المفروضة على حرية الصحافة، ودعم حق المؤلفين في الحصول على تعويض عادل عن عملهم.
حادثة الاعتداء
في عام 1993، تعرض ويليام نيغارد لمحاولة اغتيال خارج منزله في أوسلو. أطلق عليه ثلاثة مسلحين النار، وأصيب بجروح خطيرة. يعتقد على نطاق واسع أن الهجوم كان مرتبطًا بنشر أسشيهوغ لكتاب “آيات شيطانية” لسلمان رشدي. أثارت الحادثة غضبًا دوليًا وأدت إلى احتجاجات واسعة النطاق ضد الرقابة والتعصب الديني.
على الرغم من خطورة إصاباته، نجا نيغارد من الهجوم وتعافى تمامًا. وعاد إلى عمله كرئيس تنفيذي لشركة أسشيهوغ بعد فترة وجيزة من التعافي. لم يتم القبض على المهاجمين قط، ولا يزال الدافع وراء الهجوم غير واضح تمامًا.
مواقفه وآراؤه
كان ويليام نيغارد شخصية بارزة في الحياة العامة النرويجية، معروفًا بآرائه القوية حول مجموعة واسعة من القضايا. كان مدافعًا قويًا عن حرية التعبير وحقوق الإنسان والديمقراطية. كما كان ناقدًا صريحًا للرقابة والتعصب الديني والتطرف.
كان نيغارد مؤيدًا قويًا لاندماج النرويج في الاتحاد الأوروبي. يعتقد أن عضوية الاتحاد الأوروبي ستفيد الاقتصاد النرويجي وتعزز مكانة النرويج في العالم. كما كان مدافعًا عن التعاون الدولي في مجالات مثل تغير المناخ والتنمية المستدامة.
بالإضافة إلى آرائه السياسية، كان نيغارد مهتمًا أيضًا بالفنون والثقافة. كان راعيًا للفنون ودعم العديد من المؤسسات الثقافية في النرويج. كما كان جامعًا شغوفًا للفن، ولديه مجموعة واسعة من اللوحات والمنحوتات والأعمال الفنية الأخرى.
الجوائز والتكريمات
حصل ويليام نيغارد على العديد من الجوائز والتكريمات لعمله في مجال النشر ولدفاعه عن حرية التعبير. تشمل بعض أبرز الجوائز التي حصل عليها:
- جائزة حرية التعبير النرويجية (1994)
- جائزة Fritt Ord (1994)
- وسام القديس أولاف من الدرجة الأولى (2008)
- جائزة IPA لحرية النشر (2018)
أعماله الأخرى
بالإضافة إلى عمله في دار أسشيهوغ، شغل ويليام نيغارد العديد من المناصب الأخرى في المنظمات الثقافية والتعليمية. شغل منصب رئيس مجلس إدارة المسرح الوطني النرويجي، ورئيس مجلس إدارة الأكاديمية النرويجية للغة والأدب، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة Fritt Ord.
كما كان عضوًا في العديد من اللجان والمجالس الحكومية، بما في ذلك لجنة مراجعة قانون حقوق النشر ولجنة مراجعة قانون الصحافة. كان نشطًا أيضًا في العديد من المنظمات غير الحكومية، مثل منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش.
الحياة الشخصية
ويليام نيغارد متزوج ولديه ثلاثة أطفال. يعيش في أوسلو، النرويج. لا يزال نشطًا في الحياة العامة بعد تقاعده، وغالبًا ما يظهر في وسائل الإعلام للتعليق على القضايا السياسية والثقافية.
إرثه
يعتبر ويليام نيغارد شخصية بارزة في تاريخ النشر النرويجي. لقد لعب دورًا حاسمًا في تطوير دار أسشيهوغ لتصبح واحدة من أكبر دور النشر في النرويج، وكان مدافعًا قويًا عن حرية التعبير وحقوق المؤلف. سيتم تذكره لالتزامه بالدفاع عن القيم الديمقراطية ورفضه الاستسلام للرقابة والتهديدات.
خاتمة
يُعد ويليام نيغارد شخصية مؤثرة في مجال النشر وحقوق الإنسان. مسيرته المهنية الطويلة في دار أسشيهوغ ودفاعه المستمر عن حرية التعبير جعلاه رمزًا للقيم الديمقراطية. على الرغم من التحديات التي واجهها، بما في ذلك محاولة الاغتيال، ظل نيغارد ثابتًا في التزامه بالدفاع عن حرية الكلمة وحقوق المؤلفين.