مقدمة
البنيان هو ثوب فضفاض يشبه السترة، كان يرتديه الرجال والنساء الأوروبيون في أواخر القرن السابع عشر والثامن عشر. استُلهم هذا الثوب من الكيمونو الياباني الذي جلبه التجار والمستكشفون إلى أوروبا. كان البنيان في الأصل بمثابة رداء غير رسمي ومريح، وغالبًا ما كان يُرتدى في المنزل أو في المناسبات الخاصة.
أصل التسمية
يُعتقد أن كلمة “بنيان” مشتقة من كلمة هندية تعني “تاجر” أو “طبقة التجار”. يشير هذا إلى أن الثوب ربما يكون قد وصل إلى أوروبا عن طريق التجار الذين كانوا يتاجرون مع الهند. هناك تفسير آخر محتمل وهو أن الكلمة مشتقة من شجرة البانيان، وهي شجرة كبيرة ذات جذور هوائية متدلية، مما يوحي بالرخاوة والراحة التي يتميز بها الثوب.
تاريخ البنيان
ظهر البنيان في أوروبا في أواخر القرن السابع عشر، واكتسب شعبية سريعة بين الرجال والنساء الأثرياء. كان يُنظر إليه في البداية على أنه رداء غير رسمي للارتداء في المنزل، ولكنه سرعان ما أصبح مقبولًا أيضًا في المناسبات الاجتماعية الأكثر حميمية. غالبًا ما كان يُرتدى البنيان مع قبعة ليلية أو عمامة، وحذاء سهل الارتداء.
في القرن الثامن عشر، أصبح البنيان رمزًا للمكانة الاجتماعية والثروة. كانت الأثواب المصنوعة من الأقمشة الفاخرة مثل الحرير والديباج والقطن المطبوع شائعة جدًا. غالبًا ما كانت تُزين هذه الأثواب بالتطريز المعقد والزخارف الأخرى. كان البنيان أيضًا علامة على الذوق الرفيع والتعليم، وغالبًا ما كان يُرتدى أثناء القراءة أو الكتابة أو المشاركة في الأنشطة الفكرية.
تصميم البنيان
عادةً ما كان البنيان ثوبًا فضفاضًا على شكل حرف “T” بأكمام واسعة. كان الثوب مفتوحًا من الأمام ويمكن ربطه بحزام أو وشاح. غالبًا ما كان يصل طول البنيان إلى الركبة أو الكاحل، وكان مصنوعًا من مجموعة متنوعة من الأقمشة، بما في ذلك الحرير والديباج والقطن والكتان.
تنوعت تصميمات البنيان على مر السنين. في البداية، كانت الأثواب بسيطة نسبيًا، ولكنها أصبحت أكثر تفصيلاً وزخرفة في القرن الثامن عشر. غالبًا ما كانت تُزين الأثواب بالتطريز والزخارف الأخرى، مثل الأزرار والدانتيل والشرائط.
كانت الألوان الشائعة للبنيان هي الأزرق والأخضر والأحمر والبني. غالبًا ما كانت تُطبع الأقمشة بنقوش مستوحاة من الشرق الأقصى، مثل الزهور والطيور والتنين.
البنيان في الثقافة
لعب البنيان دورًا مهمًا في الثقافة الأوروبية في القرنين السابع عشر والثامن عشر. كان الثوب رمزًا للثروة والمكانة الاجتماعية والذوق الرفيع. غالبًا ما كان يُرتدى البنيان في اللوحات والبورتريهات، مما يعكس أهميته في المجتمع.
كما ظهر البنيان في الأدب والمسرح. غالبًا ما كان يُستخدم الثوب لتمثيل شخصيات مثقفة وأنيقة. على سبيل المثال، في مسرحية “زوجة الفلاح” لويليام ويشيرلي، ترتدي السيدة مارجري بينشوايف رداء بنيان في المنزل، مما يعكس وضعها الاجتماعي وثروتها.
تراجع شعبية البنيان
بدأ البنيان في فقدان شعبيته في أواخر القرن الثامن عشر. أدى صعود الأزياء الجديدة، مثل السترة والمعطف، إلى تراجع البنيان. بحلول أوائل القرن التاسع عشر، كان البنيان قد خرج عن الموضة تمامًا.
ومع ذلك، لا يزال البنيان يحظى بالتقدير اليوم كقطعة ملابس تاريخية. يمكن رؤية العديد من الأمثلة على البنيان في المتاحف والمجموعات الخاصة. يعتبر البنيان أيضًا مصدر إلهام للمصممين المعاصرين.
أنواع البنيان
- البنيان الرسمي: كان هذا النوع من البنيان مصنوعًا من أقمشة فاخرة مثل الحرير والديباج. غالبًا ما كان يُزين بالتطريز المعقد والزخارف الأخرى. كان يُرتدى البنيان الرسمي في المناسبات الاجتماعية الهامة.
- البنيان غير الرسمي: كان هذا النوع من البنيان مصنوعًا من أقمشة أكثر تواضعًا مثل القطن والكتان. كان يُرتدى البنيان غير الرسمي في المنزل أو في المناسبات الخاصة.
- البنيان الصباحي: كان هذا النوع من البنيان يُرتدى في الصباح الباكر أثناء تناول وجبة الإفطار أو القراءة. غالبًا ما كان مصنوعًا من أقمشة خفيفة الوزن مثل القطن أو الكتان.
- البنيان المسائي: كان هذا النوع من البنيان يُرتدى في المساء أثناء الاسترخاء أو استقبال الضيوف. غالبًا ما كان مصنوعًا من أقمشة فاخرة مثل الحرير أو الديباج.
كيفية ارتداء البنيان
كان البنيان يُرتدى عادةً مع قبعة ليلية أو عمامة. غالبًا ما كان يُربط البنيان بحزام أو وشاح. كان يُرتدى أيضًا مع حذاء سهل الارتداء أو شبشب.
بالنسبة للرجال، كان يُرتدى البنيان غالبًا مع قميص وسترة. بالنسبة للنساء، كان يُرتدى البنيان غالبًا مع ثوب نسائي وصد.
نصائح للحفاظ على البنيان
يتطلب البنيان عناية خاصة للحفاظ عليه في حالة جيدة. يجب تنظيف البنيان بالتنظيف الجاف فقط. يجب تخزين البنيان في مكان بارد وجاف بعيدًا عن أشعة الشمس المباشرة.
لتجنب التلف، يجب عدم تعليق البنيان لفترة طويلة. بدلاً من ذلك، يجب طيه وتخزينه في صندوق أو خزانة.
البنيان اليوم
على الرغم من أن البنيان لم يعد قطعة ملابس شائعة في الحياة اليومية، إلا أنه لا يزال يلهم المصممين وعشاق الموضة. يمكن رؤية تأثير البنيان في العديد من التصاميم المعاصرة، وغالبًا ما يُستخدم كإشارة إلى الأناقة والرقي في الماضي.
بالإضافة إلى ذلك، تظل الدراسات والأبحاث حول البنيان جزءًا من اهتمام مؤرخي الموضة والباحثين الذين يسعون إلى فهم تطور الملابس وتأثيرها على الثقافة والمجتمع.
خاتمة
كان البنيان ثوبًا شائعًا في أوروبا في القرنين السابع عشر والثامن عشر. كان الثوب رمزًا للثروة والمكانة الاجتماعية والذوق الرفيع. على الرغم من أن البنيان لم يعد قطعة ملابس شائعة، إلا أنه لا يزال يحظى بالتقدير كقطعة ملابس تاريخية ومصدر إلهام للمصممين المعاصرين.