مقدمة
يو إس إس سبانجنبرغ (DE/DER-223) هي فرقاطة تابعة للبحرية الأمريكية، سُميت تكريمًا للمدفعي كينيث ج. سبانجنبرغ (1922-1942). خدمت السفينة خلال الحرب العالمية الثانية وقدمت خدمات جليلة في حماية القوافل البحرية ومكافحة الغواصات.
الخلفية التاريخية
بدأ العمل على بناء يو إس إس سبانجنبرغ في حوض بناء السفن البحرية في فيلادلفيا في 29 نوفمبر 1943. تم إطلاقها في 29 مارس 1944، ودخلت الخدمة في 30 سبتمبر 1944 تحت قيادة الملازم القائد ويليام إتش. هولاند. كانت السفينة جزءًا من فئة “إدسال” من المدمرات المرافقة، والتي صُممت لتوفير حماية للقوافل البحرية ضد الغواصات الألمانية واليابانية خلال الحرب العالمية الثانية.
الحرب العالمية الثانية
بعد الانتهاء من التدريبات والتجهيزات اللازمة، انضمت يو إس إس سبانجنبرغ إلى أسطول المحيط الأطلسي. تم تكليفها بمهام مرافقة القوافل عبر المحيط الأطلسي، حيث كانت تواجه تهديدات مستمرة من الغواصات الألمانية. لعبت السفينة دورًا حيويًا في حماية السفن التجارية التي كانت تنقل الإمدادات الحيوية إلى أوروبا.
شاركت يو إس إس سبانجنبرغ في عدة معارك ضد الغواصات الألمانية، وقامت بدوريات مكثفة في مناطق معروفة بنشاط الغواصات. استخدمت السفينة أجهزة السونار والرادار للكشف عن الغواصات وتدميرها. بفضل جهود طاقمها، تمكنت يو إس إس سبانجنبرغ من حماية العديد من القوافل من الهجمات.
في إحدى الحوادث البارزة، اكتشفت يو إس إس سبانجنبرغ غواصة ألمانية تهاجم قافلة كانت ترافقها. قامت السفينة بمناورة سريعة لتحديد موقع الغواصة وإطلاق قنابل الأعماق. بعد عدة هجمات متتالية، اضطرت الغواصة إلى الصعود إلى السطح حيث تم قصفها وتدميرها.
التحويل إلى سفينة رادار
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، خضعت يو إس إس سبانجنبرغ لعملية تحديث وتحويل شاملة. تم تحويلها إلى سفينة رادار (DER-223)، وتم تجهيزها بأحدث أجهزة الرادار والاتصالات. كان الهدف من هذا التحويل هو استخدام السفينة في نظام الإنذار المبكر للدفاع عن السواحل الأمريكية ضد أي هجمات محتملة.
في فترة الحرب الباردة، لعبت يو إس إس سبانجنبرغ دورًا مهمًا في مراقبة الأنشطة البحرية السوفيتية في المحيط الأطلسي. كانت السفينة تقوم بدوريات استطلاعية للكشف عن الغواصات والسفن الحربية السوفيتية وتتبعها. ساهمت هذه الدوريات في الحفاظ على الأمن القومي الأمريكي ومنع أي تهديدات محتملة.
الخدمة في فترة الحرب الباردة
بعد تحويلها إلى سفينة رادار، استمرت يو إس إس سبانجنبرغ في الخدمة النشطة في البحرية الأمريكية. تم تكليفها بمهام مختلفة، بما في ذلك:
- مراقبة الأنشطة البحرية السوفيتية: قامت السفينة بدوريات منتظمة في المحيط الأطلسي لمراقبة تحركات الغواصات والسفن الحربية السوفيتية.
- المشاركة في التدريبات العسكرية: شاركت يو إس إس سبانجنبرغ في العديد من التدريبات العسكرية مع سفن أخرى من البحرية الأمريكية وحلفائها في الناتو.
- تقديم الدعم اللوجستي: قامت السفينة بتقديم الدعم اللوجستي للسفن الأخرى في الأسطول، بما في ذلك تزويدها بالوقود والإمدادات.
- مهام البحث والإنقاذ: شاركت يو إس إس سبانجنبرغ في عدة مهام بحث وإنقاذ لإنقاذ البحارة والطيارين الذين تعرضوا لحوادث في البحر.
التصميم والمواصفات
تميزت يو إس إس سبانجنبرغ بتصميم فريد يجمع بين القدرة على المناورة والسرعة والقوة النارية. كانت السفينة مجهزة بمجموعة متنوعة من الأسلحة والمعدات التي تسمح لها بالتعامل مع مختلف التهديدات البحرية. فيما يلي بعض المواصفات الرئيسية للسفينة:
- الطول: 306 قدم (93 متر)
- العرض: 37 قدم (11 متر)
- الإزاحة: 1,745 طن (عند التحميل الكامل)
- السرعة: 24 عقدة (44 كم/ساعة)
- المدى: 6,900 ميل بحري (12,800 كم) عند 12 عقدة
- الطاقم: 213 ضابطًا وبحارًا
التسليح:
- 3 × مدافع عيار 3 بوصة (76 ملم)
- 2 × مدافع عيار 40 ملم
- 8 × مدافع عيار 20 ملم
- 3 × قاذفات قنابل أعماق
- 1 × سكة إطلاق قنابل أعماق
أجهزة الاستشعار والرادار:
- رادار البحث الجوي SK
- رادار البحث السطحي SG
- سونار QCL
الأوسمة والجوائز
خلال فترة خدمتها الطويلة، حصلت يو إس إس سبانجنبرغ على العديد من الأوسمة والجوائز تقديرًا لخدماتها المتميزة. تشمل هذه الأوسمة:
- نجمة الحملة الأمريكية
- نجمة حملة أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط
- نجمة النصر في الحرب العالمية الثانية
- وسام الخدمة في الحرب الباردة
تعكس هذه الأوسمة تقدير البحرية الأمريكية للدور الهام الذي لعبته يو إس إس سبانجنبرغ في حماية المصالح الأمريكية والدفاع عن الأمن القومي.
نهاية الخدمة
تم إخراج يو إس إس سبانجنبرغ من الخدمة في 1 أغسطس 1964، وتم شطبها من سجل السفن البحرية في 1 سبتمبر 1965. تم بيع السفينة كخردة في 16 مايو 1966.
على الرغم من أن يو إس إس سبانجنبرغ لم تعد موجودة، إلا أن إرثها لا يزال حيًا. يتذكرها أولئك الذين خدموا على متنها بفخر واعتزاز، وتظل قصتها جزءًا من التاريخ البحري الأمريكي.
تكريم كينيث ج. سبانجنبرغ
سُميت يو إس إس سبانجنبرغ تكريمًا للمدفعي كينيث ج. سبانجنبرغ، الذي قُتل في معركة خلال الحرب العالمية الثانية. كان سبانجنبرغ جنديًا شجاعًا ومخلصًا، وقد ضحى بحياته من أجل بلاده. من خلال تسمية السفينة باسمه، أرادت البحرية الأمريكية تخليد ذكراه وتكريم تضحياته.
قصة كينيث ج. سبانجنبرغ هي قصة العديد من الجنود والبحارة الأمريكيين الذين خدموا بشرف وتفانٍ خلال الحرب العالمية الثانية. إنهم يستحقون منا كل التقدير والاحترام.
خاتمة
يو إس إس سبانجنبرغ (DE/DER-223) كانت فرقاطة خدمت في البحرية الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية وفترة الحرب الباردة. لعبت السفينة دورًا هامًا في حماية القوافل البحرية ومكافحة الغواصات، وساهمت في الحفاظ على الأمن القومي الأمريكي. سُميت السفينة تكريمًا للمدفعي كينيث ج. سبانجنبرغ، الذي قُتل في معركة خلال الحرب العالمية الثانية. على الرغم من أن السفينة لم تعد موجودة، إلا أن إرثها لا يزال حيًا، ويتذكرها أولئك الذين خدموا على متنها بفخر واعتزاز.