حياته المبكرة وتعليمه
ولد مايكل وولفسون في التاسع من يناير عام 1927. تلقى تعليمه في مدرسة مانشسترgrammar school المرموقة، حيث أظهر نبوغًا مبكرًا في العلوم والرياضيات. شغفه بالفيزياء دفعه إلى الالتحاق بكلية الثالوث في كامبريدج عام 1944. أكمل درجة البكالوريوس في العلوم الطبيعية مع مرتبة الشرف الأولى عام 1947، مما يدل على قدراته الأكاديمية الاستثنائية. لم يكتف وولفسون بهذا القدر، بل واصل دراساته العليا في كامبريدج، وحصل على درجة الدكتوراه في الفيزياء عام 1950. ركزت أطروحته للدكتوراه على علم البلورات بالأشعة السينية، وهو المجال الذي سيصبح فيه لاحقًا شخصية رائدة.
مسيرته المهنية
بعد حصوله على الدكتوراه، بدأ وولفسون مسيرة مهنية طويلة ومثمرة في الأوساط الأكاديمية. في البداية، عمل كمحاضر في الفيزياء في جامعة مانشستر من عام 1951 إلى عام 1955. ثم انتقل إلى جامعة سانت أندروز في اسكتلندا، حيث شغل منصب محاضر أول ثم قارئ في الفيزياء من عام 1955 إلى عام 1963. خلال هذه الفترة، بدأ وولفسون في تطوير طرق مباشرة جديدة في علم البلورات بالأشعة السينية، والتي أحدثت ثورة في هذا المجال.
في عام 1963، انتقل وولفسون إلى جامعة يورك، حيث أسس قسم الفيزياء وأصبح أول رئيس له. لعب دورًا حاسمًا في بناء القسم وتطويره ليصبح مركزًا بحثيًا مرموقًا. بقي في جامعة يورك حتى تقاعده عام 1994، واستمر في البحث والتدريس والكتابة.
مساهماته في علم البلورات بالأشعة السينية
كانت مساهمات وولفسون في علم البلورات بالأشعة السينية كبيرة وعميقة. كان رائدًا في تطوير الطرق المباشرة، وهي مجموعة من التقنيات التي تسمح للعلماء بتحديد بنية البلورات من بيانات حيود الأشعة السينية دون الحاجة إلى معلومات أولية حول البنية. قبل تطوير الطرق المباشرة، كان تحديد بنية البلورات عملية صعبة وتستغرق وقتًا طويلاً. غالبًا ما كان على علماء البلورات الاعتماد على الحدس والتجربة والخطأ لحل الهياكل البلورية المعقدة.
طورت مجموعة وولفسون في يورك العديد من البرامج الحاسوبية المبتكرة القائمة على الاحتمالات لتحديد هياكل البلورات الصغيرة والمتوسطة الحجم. جعلت هذه البرامج تحديد الهياكل البلورية أسهل وأسرع وأكثر دقة، مما أدى إلى طفرة في علم البلورات. تم استخدام طرق وولفسون على نطاق واسع في مجموعة متنوعة من المجالات، بما في ذلك الكيمياء وعلم الأحياء والصيدلة. على سبيل المثال، لعبت دورًا حاسمًا في تحديد بنية الحمض النووي الريبي (DNA) والعديد من البروتينات الهامة.
بالإضافة إلى عمله في الطرق المباشرة، قدم وولفسون أيضًا مساهمات هامة في فهم نظرية حيود الأشعة السينية. قام بتأليف العديد من الكتب والمقالات حول هذا الموضوع، والتي أصبحت نصوصًا قياسية لعلماء البلورات في جميع أنحاء العالم.
أبحاثه في تشكيل النجوم والكواكب
في وقت لاحق من حياته المهنية، حول وولفسون انتباهه إلى مجال تشكيل النجوم والكواكب. كان مهتمًا بفهم العمليات الفيزيائية والكيميائية التي تؤدي إلى ولادة النجوم والكواكب من السحب الغازية والغبارية في الفضاء. اقترح وولفسون نظرية جديدة لتشكيل الكواكب تسمى “نظرية الالتقاط”. تقترح هذه النظرية أن الكواكب تتشكل من خلال التقاط النجوم لجزيئات الغبار والغاز الموجودة في الفضاء بين النجوم. على الرغم من أن هذه النظرية لا تزال قيد المناقشة، إلا أنها حفزت الكثير من الأبحاث في هذا المجال.
نشر وولفسون العديد من الأوراق البحثية حول تشكيل النجوم والكواكب، وقدم مساهمات كبيرة في فهمنا لهذه العمليات المعقدة. كان أيضًا متحدثًا مطلوبًا في المؤتمرات والندوات الدولية، حيث شارك أفكاره مع العلماء من جميع أنحاء العالم.
الجوائز والتكريمات
حصل مايكل وولفسون على العديد من الجوائز والتكريمات لعمله الرائد في علم البلورات بالأشعة السينية وتشكيل النجوم والكواكب. تشمل بعض أبرز الجوائز التي حصل عليها:
- زمالة الجمعية الملكية (FRS)، وهي واحدة من أعرق الجوائز العلمية في العالم.
- جائزة مينيرالوجيكال سوسيتي (Mineralogical Society Award).
- جائزة يوريكا (Eureka Prize) للتواصل العلمي.
بالإضافة إلى هذه الجوائز، حصل وولفسون على الدكتوراه الفخرية من عدة جامعات، تقديرًا لإنجازاته العلمية البارزة.
مؤلفاته
نشر مايكل وولفسون عددًا كبيرًا من الكتب والمقالات العلمية خلال حياته المهنية. تشمل بعض أبرز مؤلفاته:
- An Introduction to X-ray Crystallography (مقدمة في علم البلورات بالأشعة السينية).
- Direct Methods in Crystallography (الطرق المباشرة في علم البلورات).
- The Origin of Planets (أصل الكواكب).
تُستخدم كتبه على نطاق واسع كنصوص قياسية في الجامعات حول العالم، ولا تزال مصدر إلهام للعلماء والباحثين في مجالات علم البلورات وعلم الفلك.
حياته الشخصية
كان مايكل وولفسون رجلاً متواضعًا ومتفانيًا في عمله. كان يتمتع بشخصية محبوبة وكان يحظى باحترام كبير من قبل زملائه وطلابه. كان أيضًا موسيقيًا موهوبًا، وعزف على البيانو والكمان في أوقات فراغه.
تزوج وولفسون من دوروثي عام 1949 وأنجبا ثلاثة أطفال. توفي في 23 ديسمبر 2019 عن عمر يناهز 92 عامًا. تركت وفاته فراغًا كبيرًا في المجتمع العلمي، وسيظل إرثه حيًا من خلال عمله الرائد وتأثيره على الأجيال القادمة من العلماء.
إرثه
ترك مايكل وولفسون إرثًا دائمًا في مجالات علم البلورات وعلم الفلك. ساهمت مساهماته في تطوير الطرق المباشرة في علم البلورات بالأشعة السينية في إحداث ثورة في هذا المجال، مما جعل تحديد الهياكل البلورية أسهل وأسرع وأكثر دقة. ساعدت أبحاثه في تشكيل النجوم والكواكب على فهمنا لهذه العمليات المعقدة.
كان وولفسون أيضًا معلمًا وملهمًا للعديد من الطلاب والعلماء الشباب. أشرف على العديد من طلاب الدكتوراه الذين أصبحوا قادة في مجالاتهم. سيظل إرثه حيًا من خلال عملهم وتأثيرهم على الأجيال القادمة من العلماء.
خاتمة
كان مايكل وولفسون عالمًا بارزًا ترك بصمة لا تُمحى في مجالات الفيزياء وعلم البلورات وعلم الفلك. ساهمت أبحاثه الرائدة في فهمنا للهياكل البلورية وتشكيل النجوم والكواكب. كان أيضًا معلمًا وملهمًا للعديد من الطلاب والعلماء الشباب. سيظل إرثه حيًا من خلال عمله وتأثيره على الأجيال القادمة من العلماء.